محكمة الاستئناف البريطانية تنظر قضية المؤرخ إيرفينغ المتهم بإنكار «محرقة اليهود»

TT

بدأت محكمة الاستئناف البريطانية أول من أمس النظر في طلب تقدم به المؤرخ البريطاني المثير للجدل ديفيد إيرفينغ لعكس حكم أدانه قبل 14 شهراً بـ«التلاعب بالادلة التاريخية وتشويهها» باعتباره «ناكرا للمحرقة النازية». وقد اتهمه خصومه في سياق المحاكمة بمعاداة السامية والاتصال مع منظمات عربية «إرهابية». وكان القرار الاول قد جاء في نهاية المرافعات المتعلقة بقضية رفعها المؤرخ ضد الاكاديمية اليهودية الاميركية ديبوره ليبشتات والناشر البريطاني «بينغوين» الذي أصدر عام 1994 كتابها «إنكار المحرقة»، حيث تتهم إيرفينغ صراحة بالكذب. وعدا هزيمته في المحكمة وسط اتهامات واسعة بتشويه الحقائق، ألحقت الدعوى بإيرفينغ خسائر مالية كبيرة تقدر بمليوني جنيه استرليني مع أنه قام بالدفاع عن نفسه شخصياً، وقد أعلن وقتها عزمه على استئناف الحكم بقصد رد الاعتبار لنفسه.

واللافت في القضية، هو أن بعض الاتهامات التي وجهت لإيرفينغ أصلاً تركزت على صلاته بمنظمتي «حماس» و«حزب الله»، لاسيما أنه كان مقرراً أن يظهر الى جانب ممثلي هاتين المجموعتين في مؤتمر في السويد. وهو يتمتع حالياً بقدر لا بأس به من الشعبية في دول عربية، حسبما ذكر خصومه مراراً في وسائل الاعلام البريطانية. وقد توقع في الماضي أن إسرائيل ستسقط من تلقاء نفسها مؤكدأً أن على الفلسطينيين أن يشعروا بكثير من التفاؤل لهذه النتيجة التي رجحها بقوة.

والجدير بالذكر أن المؤرخ ينفي نفياً قاطعاً معاداته للسامية في أي من الكتب التي وقعها على إمتداد أربعين عاماً. وكان الكاتب الاميركي نورمان فينكلشتاين قد أشار في كتابه «صناعة الهولوكست» الى متانة كتابات إيرفينغ من الناحية العلمية، على رغم اختلافه الواسع معه سياسياً. وجاء ذلك في معرض مناقشة «إنكار الهولوكست» التي يتهم الكاتب اليهودي الاميركي مستغلي المحرقة من أقطاب «صناعة الهولوكست» بترويجها وممارستها، بمساعدة أكاديميين من قبيل البروفسورة ديبوره ليبشتات.