الرئيس اليمني: المعتقلون جماعة سلفية وتقارير تهديد المحققين الأميركيين غير صحيحة

الرئيس علي صالح: لا مشاكل في ترسيم الحدود مع السعودية * إذا أراد ابني السلطة فأنا لا أرغب * مكاتب التمثيل الإسرائيلية مكاتب موساد

TT

قال الرئيس اليمني علي عبد الله صالح ان لديه معلومات بأن التهديدات التي تعرض لها أعضاء مكتب التحقيق الفيدرالي الأميركي (اف. بي. آي) في اليمن غير صحيحة، موضحاً انه سمع ان هناك ضجة صحافية وتصريحات اميركية متبادلة بين مكتب التحقيقات الفيدرالي والخارجية الأميركية مفادها ان الأخيرة تستنكر خروج رجال التحقيقات من اليمن بسبب التهديدات في الوقت الذي يفترض ان يكونوا فيه آخر من يخرج.

وكشف الرئيس اليمني خلال اللقاء الذي أجراه امس مع مديري تحرير الصحف السعودية بحضور «الشرق الأوسط» ان الأشخاص التسعة الذين أعلن أخيراً الاشتباه بتورطهم في تفجير المدمرة كول قد قبض على بعضهم، ولكن المعلومات ـ والحديث للرئيس اليمني ـ تفيد ان هذه العناصر لا يمكن أن تكون متورطة في القضية. وأضاف القول «ان الأميركيين أعطوا هذه القضية بعداً كبيراً وليس له أساس من الصحة وهم مجموعة من السلفيين، (من الجنسية اليمنية) وليسوا من تنظيم الجهاد أو جيش عدن أبين، كما انهم لا يتبعون تنظيم القاعدة».

ومضى قائلاً «حسب علمي ان السلفيين لا يتعاطون العمل السياسي».

ونفى الرئيس اليمني خلال اللقاء وجود بوادر أزمة بين واشنطن وصنعاء على خلفية اقفال القنصلية الأميركية وقال «تسلمنا تأكيدات من الخارجية الأميركية انه ليست هناك ازمة، والأزمة لدى مكتب التحقيقات الفيدرالي، فقد كان من ضمن المعلومات التي وصلت الى الأميركيين امكانية حدوث تفجيرات نتيجة الازدحام لدى طالبي التأشيرات، وعلى هذا الأساس أبلغ الأميركيون الجانب اليمني الذي اتخذ كافة الاحتياطيات». وقال في هذا الشأن «رغم اقفال القنصلية فان اليمنيين يحصلون على التأشيرات».

وتحدث الرئيس اليمني حول رؤيته لمستقبل العلاقات بين بلاده والسعودية، قائلاً: «ان نظرتي اكثر من واضحة، ان معاهدة جدة أرست علاقات قوية غير العلاقات السابقة، وهي علاقات مبنية على الثقة والمودة والشراكة بين البلدين على المستوى الثقافي والاجتماعي والسياسي». وأضاف «ستكون علاقتنا حميمة وصادقة في المستقبل وستكون لخدمة المواطن العربي وسيشكل البلدان الظهر الدافع للأمة العربية وأنا أنظر اليها بتفاؤل». وسئل الرئيس علي عبد الله صالح حول وجود موقف سعودي ـ يمني موحد من القضايا العربية، فقال «مواقفنا موحدة واذا حصل شيء فانه يأتي في إطار الخصوصيات، لكن من حيث المبدأ رؤيتنا للعلاقات الدولية والعربية والاسلامية واحدة».

وهنا نفى الرئيس اليمني وجود مشاكل في عملية ترسيم الحدود قائلاً «لا يوجد أي عائق أمام الشركة لوضع العلامات فهناك تنسيق تام بين البلدين في هذا الخصوص مع الجانب الفني، ولا أعرف ان هناك عائقاً ولا يجوز ان يكون هناك عائق، واذا سمعتم تصريحات القبائل فهي مجرد فقاقيع ليس لها أي قيمة».

وسألته «الشرق الأوسط» حول الميزة التي سيحصل عليها المستثمرون السعوديون التي تركز بلاده على دعوتهم، فقال «نحن لدينا قانون استثمار وفيه كل الضمانات التي يطلبها المستثمر الأجنبي والعربي وخاصة السعودي».

وأضاف «لدينا للأسف استثمارات أجنبية كبيرة في مجال النفط والغاز والمعادن وهي استثمارات اميركية وبريطانية وألمانية وصينية». واستغرب ان تكون هذه الدول مصدراً لاشاعات حول عدم وجود استقرار في اليمن نتيجة حوادث الاختطاف.

وقال «هذا مسيء للشركات المستثمرة التي تحاول ان تستحوذ على كل شيء»، وأضاف «حوادث الاختطاف ليست مشكلة وهي مسألة ابتزاز لا أكثر وليس لها علاقة بخطف الأجانب وتكون النتيجة إثارة اعلامية».

وهنا شدد القول «ان اليمن لا يعاني من انفلات أمني، صحيح ان هناك اخطاء وأعمالاً جنائية مثل أي دولة أخرى، لكن أستطيع ان أؤكد ان اليمن اكثر من بلد آمن إلا ان كل مواطن يمتلك من ثلاث إلى أربع قطع من السلاح، ورغم ذلك فان الجريمة لدينا أقل من الولايات المتحدة».

ورداً على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول انحسار التهريب بين الحدود السعودية واليمنية، فقال «بعد توقيع المعاهدة والتي من ضمنها الاتفاق الأمني انحسرت وحجمت عمليات التهريب، وبلغت قيمة الأسلحة والمخدرات المصادرة نحو 100 مليون دولار».

وحينما سئل الرئيس اليمني حول تهيئة نجله (احمد) ليكون الرئيس المقبل، قال مازحاً «سأحولها الى ملكية وأجعله ولياً للعهد»، وشدد القول «إن ابني مواطن يمني مثل غيره واذا أراد هو السلطة فأنا لا أرغب في ذلك، لكن من حقه كمواطن ومن حق تنظيمه السياسي الذي ينتمي اليه ان يرشحه وهذا حقه كمواطن وليس كوراثة، والشيء الآخر ان الحكم هنا ليس لي بل للشعب».

وفي الشأن العربي اعتبر الرئيس اليمني ان استمرارية الانتفاضة هي الكفيلة باسترجاع الحقوق العربية وان أوقفت فهو انهاء لقضية الصراع العربي ـ الاسرائيلي ويجب الاستمرار في الانتفاضة والصمود أمام كل الضغوط. وأضاف يقول ان المفاوضات لم تأت بشيء ولم تسترجع أي حق موضحاً انه اذا كانت ثمة ضغوط اميركية على اليمن بسبب موقفها من الانتفاضة فلن يؤثر على موقف بلاده، وقال «ان اميركا هي المستفيدة من اليمن ونحن لا نستفيد منها ان المصالح الأميركية تتمثل لدينا في استثمارات النفط والغاز، وبالتالي هي المتضررة وليس نحن».

وحول حقيقة تصريحاته قبيل القمة العربية في عمان بعدم جدوى اقفال مكاتب التمثيل الاسرائيلية في بعض الدول العربية، قال «قلت هذا التصريح قبل القمة.. خرج المسؤول اليهودي والصهيوني من الباب ولكنه عاد من الشباك». وأضاف «انهم موجودون في الدول وهذا يشجع الكيان الصهيوني على التمادي تجاه السلطة الفلسطينية لأنه لا يرى كتلة عربية تواجهه، فيعتقد انه من السهل اختراقنا»، وعاد ليقول «الحقيقة في مجملها ان هذه ليست مكاتب تمثيل بل هي مكاتب «الموساد» ويجب على الاعلام العربي ان يسمي الاشياء بمسمياتها».

وسُئل الرئيس اليمني حول موقف بلاده من العقوبات الذكية التي ينوي مجلس الأمن فرضها على العراق، فقال «نحن ضد ما يتخذه مجلس الأمن والولايات المتحدة تجاه العراق». وأضاف «لا أعلم عن الموقف العربي، لكني سبق أن طالبت برفع العقوبات عن العراق من الجانب العربي لأن الحصار لا يزيد العراق إلا حقداً على جيرانه وعلى أمته العربية». وقال (مستاء) «هل أسقط الحصار النظام العراقي؟ والى متى يستمر هذا الظلم؟ ان كثيراً من الدول العربية عليها ضغوط اميركية، فاذا أصبحت العلاقات العربية ـ العراقية جيدة فكيف إذن نبرر الوجود الأميركي؟».

وعن آخر المستجدات في مساعي اليمن للانضمام الى مجلس التعاون الخليجي، قال «عرضنا طلبنا على القمة الخليجية وقالوا لنا انتظروا دراسة الأمر، واذا انضممنا فهو شيء طيب، واذا لم ننضم فنحن لنا علاقات مع دول الخليج أقوى من علاقتها ببعضها البعض».