مقتل صحافي صديق للفرنسي المغربي اللاجئ سياسيا في الولايات المتحدة

جيديتشي حقق في مزاعم عن فساد قضائي وقع كمال ضحية له في نيس

TT

دخلت قضية كريم كمال، الفرنسي المغربي الأصل الذي طلب اللجوء السياسي في الولايات المتحدة، منعطفاً جديداً، امس، بعد ان تبين ان صداقة متينة كانت تربطه بالصحافي الفرنسي نيكولا جيديتشي الذي وجد مقتولاً في جزيرة كورسيكا الاسبوع الماضي.

واكتشف المحققون ان الصحافي كان يتفاوض مع دار للنشر لاصدار كتاب كتبه كمال حول الفساد الذي كان ضحية له في الوسط القضائي بمدينة نيس، جنوب فرنسا. وقد اهدى المؤلف كتابه الى صديقه الصحافي الذي ساعده على جمع المعلومات الواردة فيه، كما شهد الى جانبه في البلاغ الذي كان قد تقدم به الى الشرطة ضد طليقته الفرنسية بتهمة الاستغلال الجنسي لطفلتهما لوريان.

وأدلى كمال، من مكان اقامته الحالي في ولاية كاليفورنيا الاميركية، بتصريحات الى وسائل الاعلام الفرنسية اكد فيها ان جيديتشي كان من اقرب اصدقائه، وانه ساعده على انجاز مخطوطة الكتاب الذي ينوي اصداره بعنوان «انتهاك قضائي». واضاف انه ارسل نسخة من المخطوطة الى الصحافي لعرضها على احد الناشرين في فرنسا، لكن كمال رفض اعطاء رأي قاطع حول وجود رابط بين علاقته بالصحافي وبين مقتل هذا الاخير، قائلاً ان البت في هذه القضية من مهمات اجهزة التحقيق.

ويتهم كمال في كتابه الجاهز للنشر عدداً من كبار القضاة في مدينة نيس بالفساد، ويزعم اشتراكهم في حفلات جنسية يحضرها اطفال، وان ابنته لوريان هي من ضحايا ذلك الفساد. وتبلغ لوريان الآن الثانية عشرة من عمرها، وهي في حضانة والدتها.

ورفض الجهاز القضائي في نيس الدعوى التي رفعها كمال قبل ست سنوات للتحقيق في اتهامه لمطلقته ماري بيير بتنظيم حفلات جنسية يحضرها عدد من القضاة. وتعرض صاحب الدعوى للمضايقة بسبب هذا الاتهام، الأمر الذي دفعه الى السفر الى لوس انجليس والتقدم هناك بطلب للجوء السياسي، هو الاول الذي يتقدم به مواطن فرنسي الى الولايات المتحدة. واعتبر قاض اميركي، قبل ايام، ان كمال يستحق اللجوء السياسي لأنه لوحق بسبب تعبيره عن رأي يكشف خللاً في سير العدالة الفرنسية.

وكان الصحافي القتيل جيديتشي قد تعرف على كمال في نيس قبل اكثر من 20 عاماً، حين كان الاثنان يدرسان هناك، ووقف الى جانبه في قضيته ضد طليقته التي حاولت تقليص حقه في زيارة ابنتهما، ونشر مقالاً عن الاجحاف الذي تعرض له كمال.