باريس: شيراك سيؤكد للأسد أنه لا مصلحة لسورية في معارضة تقرير ميتشل

فرنسا تعتبر أن الأولوية الآن لمعالجة الوضع المتفجر في فلسطين

TT

أفادت مصادر دبلوماسية فرنسية واسعة الاطلاع ان باريس ستدعو الرئيس السوري بشار الأسد، الذي سيقوم بزيارة دولة الى فرنسا بداية الاسبوع المقبل، الى الامتناع عن معارضة تقرير وتوصيات لجنة ميتشل وكذلك الامتناع عن التصدّي للمبادرة المصرية ـ الأردنية.

وقالت هذه المصادر ان الرئيس الفرنسي جاك شيراك وكذلك رئيس الوزراء ليونيل جوسبان سيؤكدان للرئيس الأسد ان تقرير ميتشل والمبادرة المصرية ـ الأردنية هما «ما يتوفر الآن من عناصر لتهدئة الوضع في الأراضي الفلسطينية وتثبيت وقف اطلاق النار، وان مصلحة سورية تكمن في تفعيلهما لأن غيابهما يعني ان يؤول التوتر في الأراضي المحتلة الى نزاع اقليمي ليس في صالح سورية».

وسيكون الوضع الاقليمي في الشرق الاوسط على لائحة المواضيع التي سيناقشها المسؤولون الفرنسيون مع الرئيس الأسد الذي يرافقه في زيارته نائب الرئيس عبد الحليم خدام ووزير الخارجية فاروق الشرع بالاضافة الى وزراء الاقتصاد والتجارة والتعليم العالي والنقل.

وتعتبر باريس، كما كررت ذلك المصادر الواسعة الاطلاع، ان كل الجهود «يجب ان تنصبّ في الوقت الراهن على معالجة الأوضاع المتفجرة في الاراضي الفلسطينية من غير ان يعني ذلك تناسي الملفين السوري ـ الاسرائيلي واللبناني ـ الاسرائيلي». غير ان هذه المصادر تعتبر انه «ليست هناك آفاق في الوقت الحاضر لاعادة فتح ملف المفاوضات السورية ـ الاسرائيلية او اللبنانية ـ الاسرائيلية».

وفي اطار تناول الوضع الاقليمي، سيكون الوضع في جنوب لبنان موضع اهتمام خاص خلال زيارة الأسد. وفي هذا المجال، ذكرت المصادر الفرنسية ان باريس ستشدد على «هشاشة الوضع» وعلى ضرورة استمرار سورية في التزام ضبط النفس والضغط على «حزب الله» لتحاشي القيام بأية عملية من شأنها تفجير الأوضاع على الحدود اللبنانية ـ الاسرائيلية. غير ان المصادر الفرنسية ورغم قلقها الدائم من امكانية تدهور الوضع في جنوب لبنان لا ترى ان ثمة «خطراً مداهماً وآنياً في الجنوب اللبناني» مع تيقنها من ان «حزب الله» اعتاد القيام بعمليات عسكرية في منطقة مزارع شبعا «للاستمرار في تأكيد وجوده». ومن الجانب الاسرائيلي تعتبر هذه المصادر انه «يصعب» على اسرائيل وشارون «التعاطي مع جبهتين في وقت واحد». ومع ذلك، فان عملية لحزب الله توقع الكثير من الضحايا مع الجانب الاسرائيلي، يمكن ان تفضي الى ردة فعل اسرائيلية عنيفة «تنسف قواعد اللعبة»، اي ان تعود اسرائيل الى مهاجمة مواقع سورية في لبنان، يرد عليها «حزب الله» بمهاجمة مواقع داخل اسرائيل نفسها. وتدعو فرنسا الى احترام الخط الأزرق احتراماً كاملاً.

اما الموضوع اللبناني، وتحديداً الوجود العسكري السوري فيه فانه، بدوره، كما قالت المصادر الفرنسية، سيتم البحث فيه. وقد امتنعت المصادر الفرنسية عن اعطاء تقويم نهائي لاعادة انتشار القوات السورية في محيط بيروت الكبرى ومناطق محاذية لها. ووصفت هذه المصادر اعادة الانتشار بأنها «ذات معنى» وانها تمت في الوقت الحاضر كترجمة للموقف السوري «الرافض لأي تحرك تحت الضغوط».

وأفادت هذه المصادر ان باريس ستطلب من الرئيس السوري اطلاعها على تقويمه لخطوة اعادة الانتشار التي هي في الأساس «تهم الحكومتين اللبنانية والسورية».

وفي اي حال، تؤكد المصادر الفرنسية ان موقف باريس «لم يتغير بتاتاً من مسألة الوجود السوري في لبنان»، وهي ترى انه «يتعين على الطرفين اللبناني والسوري الاتفاق على اعادة الانتشار ثم على الانسحاب السوري العسكري» من لبنان وهو ما يذكر بالموقف الذي عبّر عنه الرئيس شيراك منذ عام 98.

وترافق استمرار التحضير للزيارة على المستوى الرسمي مع التعبئة التي تشهدها باريس في اوساط المنظمات اليهودية للتظاهر ضد وجود الرئيس السوري. وامس، دعا المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا الى التجمع في باريس للتعبير عن احتجاج الطائفة اليهودية، في حين ان تجمع الطلاب اليهود في فرنسا اعلن عن دعمه للتظاهر والمشاركة فيه.