دمشق تنفي معرفتها «باختفاء» الصحافي نيوف وشقيقه يتحدث عن «تهديدات» باعتقال عائلته

TT

نفى مصدر رسمي سوري في تصريح خاص بـ«الشرق الأوسط» امس، ما تردد عن اختطاف الصحافي نزار نيوف، مؤكداً ان ما اطلقته الجمعية العالمية للصحافة بهذا الشأن عارٍ تماماً عن الصحة.

كما نفى المصدر ما اطلقته الجمعية من اتهامات تتصل بتعرض نزار نيوف لعملية اختطاف، مؤكداً عدم اعتقاله، بل وعدم وجود أمر باعتقاله، نظراً لأنه غير مطلوب من السلطات السورية.

وفيما شدد المصدر الرسمي السوري على عدم مسؤولية السلطات السورية عن اختفائه، رأى ان عملية اختفاء نزار نيوف ربما تكون مدبرة بصورة طوعية.

وكانت وكالات الانباء قد تناقلت ما صرح به حيان نيوف شقيق نزار نيوف من ان شقيقه (نزار) اختطف اول من امس في دمشق لدى توجهه الى عيادة الطبيب.

وقد اتصلت «الشرق الأوسط» بحيان نيوف هاتفياً وسألته حول هذه المسألة فقال ان شقيقه نزار أبلغه قبل مغادرته مدينة جبلة على الساحل السوري الى دمشق بأنه سيتصل به عند الساعة السادسة من مساء اول من امس وقبل نصف ساعة من دخوله الى عيادة الطبيبة التي تعالجه، وانه في حال عدم اتصاله يكون قد تعرض لإشكال، من دون ان يحدد ماهية هذا الاشكال.

وأضاف حيان نيوف ان شقيقه نزار لم يتصل به حسب الاتفاق وانه لم يصل الى العيادة وقال: اننا لا نعرف حتى الآن مكان وجوده.

وفي معرض هذا الاتصال الهاتفي قال حيان نيوف: «لقد تلقيت اليوم (امس) اتصالاً هاتفياً من جهة امنية، استنتجتُ من الحوار الذي دار خلاله، اطلاق تهديدات غير مباشرة من تلك الجهة باعتقال افراد الأسرة، ما لم نفصح عن مكان وجود شقيقي نزار».

واتصلت «الشرق الأوسط» هاتفياً بالناطق باسم لجان الدفاع عن حقوق الانسان في سورية، اكتم نعيسه، الذي قال: اذا كان نزار نيوف مختطفاً، فنحن ضد الاختطاف ولنا موقف حياله، واننا نبحث ونتقصى عن الحقيقة.

وتساءل نعيسه قائلاً: ان اول ما صرح به نزار نيوف في وقت سابق، انه قيد الاقامة الجبرية، وان وضعه الصحي سيئ جداً بحيث لا يستطيع ان يسير وحيداً ومن دون مساعدة احد، فكيف وصل من جبلة الى دمشق ومن كان يرافقه، خاصة ان وضعه النفسي والجسدي لا يسمح له بالتجول وحيداً، واننا نحاول التوصل الى اجابة على ذلك.

وأضاف نعيسه: ان الاجابات التي وردت اليه حول هذه المسألة من ذوي نزار نيوف جاءت متناقضة، حيث قال بعضهم، انه حصل على اذن انفكاك لمرة واحدة من الاقامة الجبرية، فيما قال بعض آخر انه تخفّى وهرب من المنزل.

ورأى نعيسه ا نه لا توجد حتى الآن اجابات واضحة من ذوي نيوف الذين اثاروا هذه المسألة.

وأكد نعيسه ان لجان الدفاع عن حقوق الانسان في سورية تبني مواقفها على ارضية من المصداقية العالية، ولذلك فهي تتوخى الحقيقة بدقة عالية المستوى، وانما على هذه الارضية تطرح تساؤلاتها ولا تؤخذ بالضجيج الاعلامي وتعمل على توثيق جميع الاخبار التي ترد اليها.

من جهتها رأت اوساط سورية تتابع هذه المسألة، انه في حال ارادت جهة امنية في اي دولة في العالم توقيف احد الاشخاص، فان عملية التوقيف لا تتم في وضح النهار وامام الناس، الا اذا كان الشخص المطلوب توقيفه هارباً من العدالة. ووصفت هذه الاوساط مجمل المسألة بأنها عملية استعراضية بغية اجتذاب الاضواء، مؤكدة ان من غير المعقول ان تقوم اية جهة رسمية سورية بعمل من هذا النوع ولا سيما عشية الزيارة التي سيقوم بها الرئيس السوري بشار الأسد لفرنسا.