ترأس العاهل المغربي الملك محمد السادس أمس في مدينة اغادير افتتاح اشغال المجلس الاعلى للماء والمناخ في دورته التاسعة، التي تنتهي مساء اليوم.
واكد العاهل المغربي في كلمة توجيهية الاهمية القصوى للماء الذي يعتبر اليوم قوام السيادة الوطنية للدول. واشار الى ان المغرب «حباه الله بخيرات وفيرة، كما ان إرادته تمتحننا بفترات جفاف».
ودعا الملك محمد السادس الى تعبئة متنامية للموارد المائية بالبلاد حفاظا على التوازن الذي أصبح هشا بفعل تعاقب اعوام الجفاف، داعيا الى تغيير النظرة للماء بشكل جذري لعقلنة استهلاكه وانجاز منشآت تخزينه وتحويل المياه من الاحواض ذات الفائض الى الاحواض التي تعاني نوعا من الخصاص.
وألح الملك محمد السادس على ضرورة البحث عن موارد لتمويل المشاريع المائية، وايلاء عناية خاصة لتزويد العالم القروي بماء الشرب، مع حث مختلف المتدخلين في هذا المجال لبذل قصارى الجهود لتأمين تزويد كافة السكان بالماء سواء في البوادي او الحواضر.
وذكَّر الملك محمد السادس بمواسم الجفاف التي تعاقبت على المغرب خلال العقدين المنصرمين، وما نجم عنها من ارتفاع في مديونية الفلاحين، داعيا الى إعادة جدولة الديون الفلاحية لمدة 15 الى 20 سنة، وتهم هذه العملية حوالي 20 الف فلاح في مختلف جهات البلاد.
واضاف ان السياسة المعتمدة تتوخى دعم الفلاح، وفي الوقت نفسه تمكين مؤسسة «القرض الفلاحي» من ممارسة مهامها، مع اصلاح هياكلها وفق قانون جديد يجري اعداده حاليا. وقال العاهل المغربي «اننا نعلق آمالا كبيرة على مجلسكم لبلورة التوجهات العامة للسياسة المائية». وأكد «ان اشكالية تدبير الماء هي من التعقيد والتداخل بحيث لا تقبل المعالجة التقنية الصرفة، وانما لا بد من مقاربة شمولية يتعين على المجلس الاعلى للماء والمناخ ان يعمل على تجسيدها في اقرب الآجال، للحيلولة دون حدوث اي نوع من انواع التنازع او الاحتكار او التبذير.
وانطلقت امس في اغادير جلسات عمل المجلس الاعلى للماء والمناخ، بعرض حول «المخطط المديري لتنمية الموارد المائية لحوض سوس ماسة»، تلاه عرض مماثل يتعلق باحواض «تانسيفت»، فيما تركز العرض الثالث حول «استراتيجية الارصاد الجوية إزاء الاهتمامات الوطنية».
ويتوقع ان يستأنف المجلس اشغاله صباح اليوم بعرض حول «تدبير اقتصاد الماء».