«الناتو» يحث سلاف مقدونيا على استئناف المفاوضات والألبان ينفون سعيهم لتأسيس «فيدرالية»

TT

زغرب: نور الدين صالح حث كل من الامين العام لحلف شمال الاطلسي جورج روبرتسون الرئيس المقدوني بوريس ترايكوفسكي على مواصلة المفاوضات مع الاحزاب الألبانية حتى لا تنجر البلاد الى اتون حرب اهلية. وقال روبرتسون: «تعليق المفاوضات غير مجد وقد يجر الى كارثة». وأكد ان ارسال قوات اطلسية الى مقدونيا «لن يكون قبل وقف اطلاق النار والتوصل الى حل سلمي».

وعلمت «الشرق الأوسط» ان رئيس الوزراء المقدوني لوبتشو جيورجيوسكي لن يشارك في اجتماع الاتحاد الاوروبي الذي سيعقد في 25 الشهر الجاري، بسبب مواقفه المتصلبة وميله للحل العسكري.

وعلمت «الشرق الأوسط» ايضاً ان وزير الداخلية، وهو عضو في الحزب المقدوني القومي الذي يترأسه جيورجيوسكي، قدم استقالته من المجلس الوزاري الخاص بالأزمة المقدونية، بسبب وجود اعضاء آخرين يميلون للحل السلمي عبر التفاوض.

وأعرب ألبان مقدونيا عن استغرابهم من الهجمة السياسية والاعلامية التي يتعرضون لها في داخل مقدونيا وخارجها. وقال أربين جعفري لصحيفة البانية تصدر في كوسفو «لقد طالبنا بحقوقنا في المواطنة الكاملة، وحقنا في استخدام لغتنا في الادارة والتعليم وحق الفيتو على اي قرار يتعارض مع المصالح الالبانية بالاضافة لمنصب الرئيس الذي طالبنا بأن يسند للألبان، وان تعطى صلاحيات اكبر للمحافظات في تسيير شؤونها الداخلية»، بينما طرح الجانب المقدوني حكومة مركزية مع اعطاء الألبان حقوقا سياسية متوازية مع السلاف وعدم اعتبارهم اقلية. وقد ادى الخلاف بين الطرفين الى توقف المحادثات، مما استدعى تحركا دوليا لاحتواء الأزمة، وسيصل الى سكوبيا في اليومين القادمين خافيير سولانا المنسق الاوروبي للشؤون الأمنية والسياسة الخارجية الذي اعرب عن تفاؤله بقرب وصول الطرفين الألباني والمقدوني لاتفاق.

وأعلن جيش التحرير الشعبي الالباني (المقدوني) رفضه مجددا نزع اسلحته من قبل حلف شمال الاطلسي ما لم تلب جميع المطالب الالبانية والتوصل الى اتفاق سياسي بين الألبان والسلاف. كما جدد المقاتلون الألبان التزامهم بوحدة الاراضي المقدونية ورفضهم التمايز العرقي من خلال مشروع تبادل الأراضي والسكان بين البانيا ومقدونيا.

وكان جعفري قد نفى اتهامات الرئيس المقدوني بأن الألبان لا يطالبون بفيدرالية مقدونية بل ان الرئيس ترايكوفسكي وزعماء الأحزاب المقدونية انسحبوا من المحادثات بسبب طلب الألبان تعديل فقرة من دستور 1991، تنص على ان مقدونيا هي الدولة القومية للشعب المقدوني وتحترم حقوق الاقليات، وان مقدونيا دولة لجميع سكانها. وأضاف جعفري ان هذا الطلب يؤيده الاتحاد الاوروبي، وان الألبان لم يخرجوا عن نطاق المحادثات التي جرت بينهم وبين ممثلي الاتحاد وخافيير سولانا منسق الشؤون الخارجية والأمنية. واكد ان الاحزاب الألبانية التي تشارك في حكومة الاتحاد الوطني لم تطالب قط بجعل مقدونيا فيدرالية، وان هذه الاتهامات مجرد محاولات من الزعماء السلاف لتغطية تصلبهم في قبول المطالب الألبانية التي قبلها المجتمع الدولي، بتعديل الدستور وسعيهم لتقديم صورة مشوهة للألبان خلال زيارة ترايكوفسكي الى لوكسمبورغ يوم الاثنين المقبل للمشاركة في جلسة اعمال وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي بشأن مقدونيا.