طائرات تجسس إسرائيلية بدون طيار تراقب الأراضي الفلسطينية على مدار الساعة

بيريس يحذر من نفوذ «حزب الله» في أراضي السلطة ويدعو أوروبا إلى مساعدتها اقتصاديا

TT

في الوقت الذي تنطلق فيه جولة جديدة من الجهود الاميركية، مسنودة بالدعم الاوروبي، لوقف المواجهات الاسرائيلية ـ الفلسطينية وتثبيت وقف اطلاق النار والعودة الى طاولة المفاوضات السياسية، اعلنت اسرائيل عن خطة جديدة «لمكافحة الارهاب»، على حد تعبيرها، وهي استخدام المروحيات وطائرات التجسس (بلا طيار).

يذكر ان هذه الاسلحة الجوية استخدمت خلال الانتفاضة الحالية، لتنفيذ عمليات اغتيال راح ضحيتها عدد من القادة الميدانيين من حركات «فتح» و«حماس» و«الجهاد الاسلامي» و«الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» وغيرها. وتقضي الخطة بأن تحوم طائرات التجسس فوق الضفة الغربية وقطاع غزة على مدار الساعة، لكي تستكشف المنطقة. فاذا ما لاحظت قيام فرد او خلية فلسطينية بمهاجمة مستوطنين او نصب كمين لهم، فانها تبلغ القيادة، وهذه بدورها تطلق المروحيات القتالية الجاهزة، لتنطلق وتقصف من الجو.

وكان استخدام هذه الوسائل قد أثار معارضة واسعة في اسرائيل في حينه، اذ قد يذهب ضحيته اناس ابرياء تشك طائرات التجسس بأنهم مهاجمون او ينصبون كمينا. لكن ارييل شارون رئيس الوزراء، قرر تبنيه في اطار «الوسائل الخلاقة لقطع دابر الارهاب»، كما يدعي.

ووعد شارون الليلة قبل الماضية، بأن يبعث الاطمئنان في نفس كل مستوطن في الضفة والقطاع، حتى يتحرك بأمان على الطرق، في القريب العاجل جدا. ويبدو ان استخدام سلاح الجو، الى جانب ارسال تعزيزات لقواته في المناطق المحتلة وتكثيف الدوريات العسكرية، هي الوسائل التي يعتقد انها ناجعة.

وكانت وسائل الاعلام الاسرائيلية قد نقلت على لسان المقربين من شارون انه غاضب على قائد الجيش الاسرائيلي شاؤول موفاز. وسربوا انه تساءل بمرارة، خلال لقاء له مع القيادات الامنية: «ما هذا الانفلات الفلسطيني؟ كيف يتمكنون من العمل ضدنا بهذه الحرية؟ هل فقدنا روح الابداع في القتال؟ اين اساليب العمل الخلاقة التي تميز بها جيشنا عبر العقود الماضية؟ لماذا لا ارى ابداعا في صد الفلسطينيين؟». ورد موفاز على الانتقاد المبطن، باجابة فظة فقال: «يبدو انه في الماضي لم يكن هناك ساسة منضبطون، يقيدون الجيش ثم يحاسبونه على قلة نشاطه». ورد شارون بالقول ان «هذه الحكومة لا تكبل يد الجيش على الاطلاق، بل تعطيكم مطلق الحرية للرد على كل اطلاق نار وللدفاع عن كل يهودي، بكل قوتكم».

يشار الى ان اسرائيل وفلسطين تنتظران حاليا قدوم وزير الخارجية الاميركي كولن باول الى المنطقة في الاسبوع المقبل، بناء على قرار الرئيس جورج بوش، لانقاذ الشرق الأوسط من خطر اشتعال حرب. وحسب مصادر اميركية في تل ابيب، فان باول قد يحضر معه خطة تفصيلية لتطبيق توصيات لجنة ميتشل، تتضمن جدولا زمينا واضحا، سيحاول الزام الطرفين به. وقالت هذه المصادر ان على اي طرف من الطرفين ان لا يكون مطمئنا الى ان باول سيضغط على احدهما ضد الآخر «فهو سيفرض قرارات موجعة للطرفين».

وبدأ الاعداد للزيارة بواسطة السفارة الاميركية في تل ابيب والقنصلية الاميركية في القدس، اضافة الى المبعوث الاميركي برنز. ويشارك في الجهود كل من المسؤول عن الدائرة الخارجية في الاتحاد الاوروبي، خافيير سولانا، والمبعوث الاوروبي الخاص الى الشرق الأوسط، ميغيل موراتينوس، ومندوب الامين العام للامم المتحدة، تيري لارسن. واجتمع هؤلاء، امس، مع المسؤولين من الطرفين. والتقى سولانا وحده مع كل من وزير الخارجية الاسرائيلي، شيمعون بيريس، ثم مع رئيس الوزراء شارون، وكان من المفروض ان يلتقي في ساعة متأخرة من الليلة الماضية مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات.

ونقل على لسان بيريس قوله امام سولانا ان الفلسطينيين خفضوا العمليات العسكرية الى درجة الربع في الضفة الغربية والثلث في قطاع غزة لكن هذا لا يكفي «فيجب ان يصدر عرفات تصريحات بالغة الوضوح ولا تقبل أي تأويل لوقف النار في كل المناطق. ويجب ان يترافق ذلك مع عمليات امن وقائية لمنع عمليات انتحارية».

وحذر بيريس من تدخل «حزب الله» اللبناني في الانتفاضة. وقال ان بصمات «حزب الله» بدأت تظهر هناك جليا: «وهذا لا يضرنا وحدنا، بل يضر السلطة الفلسطينية ايضا، وقوة سيطرتها على الشارع».

ودعا بيريس اوروبا، من خلال سولانا، ان تقوم بمشروع كبير لدعم اقتصاد السلطة الفلسطينية حتى لا تنهار.