الفلسطينيون يضطرون للسفر من رام الله إلى نابلس عبر أريحا حسب الإجراءات الإسرائيلية الجديدة

TT

اكتشف المسافرون الفلسطينيون من مدينة رام الله وسط الضفة الغربية، الى نابلس شمالا (رغم إعلان اسرائىل عن تخفيف الحصار المفروض على المناطق والمدن الفلسطينية) ان الرحلة تتطلب استخدام طرق جديدة ووعرة تفرض عليهم المرور بمدينة اريحا شرق الضفة اولا.

وقال شاهد عيان وهو الدكتور واصل ابو يوسف عضو المجلس المركزي الفلسطيني لـ«الشرق الأوسط»: «لم يعد باستطاعة احد استخدام سيارته الخاصة للتنقل بين المدن الفلسطينية في الضفة الغربية، وانا شخصيا سافرت خلال الايام الماضية من رام الله الى نابلس وبعد اعلان تخفيف الحصار شأن بقية المواطنين بسيارات الاجرة، اذ لم يعد هناك مجال لاستخدام الفلسطيني لسيارته الخاصة رغم قلة عدد المسافرين بسبب الصعوبات والمخاطر التي اصبحت تحيط برحلة كهذه، بل يعتبر السفر بحد ذاته مغامرة بكل المقاييس». واضاف «اكتشفت مسألة لا يصدقها عاقل، وهي أن الرحلة تتطلب من المسافرين بسيارة الاجرة المرور بمدينة أريحا».

واضاف الدكتور أبو يوسف: «سارت بنا سيارة الاجرة وبأسعار مضاعفة عن المعتاد، نظرا لقلة عدد المسافرين وخطورة الطرق، حيث تنتشر كمائن المستوطنين الذين يهاجمون السيارات الفلسطينية فجأة ويقومون بالاعتداء على المسافرين إما باطلاق النار او رشقهم بالحجارة او ضربهم بالهراوات، واضطررنا لقطع المسافة بين رام الله ونابلس خلال اربع ساعات، في حين كنا في السابق وفي الظروف العادية نقطع هذه المسافة خلال 40 دقيقة فقط».

وقال ابو يوسف «تحولت اريحا لرأس الرجاء الصالح»، وتابع القول «لا يوجد منطق في ما يجري حاليا، فقد أغلق الجيش الاسرائيلي جميع الطرق بالحواجز العسكرية، وبالسواتر الترابية والخنادق، وحدد للمسافرين الفلسطينيين طرقا التفافية وعرة محددة، فرضت علينا المرور عبر «رأس الرجاء الصالح»، اي مدينة أريحا، رغم ان المدينة بعيدة جدا عن رام الله ونابلس. ولم يكن هنالك طريق مباشر بين اريحا ورام الله ونابلس في الظروف العادية، اذ كان المسافر لأريحا يضطر للمرور بمدينة بيت لحم ومناطق اخرى، الى الآن، فقد اصبحنا نسافر في طرق التفافية وعرة لنجد انفسنا في اريحا ثم نعود عبر طريق آخر حتى نصل الى نابلس، ولم نفهم الحكمة الاسرائيلية من وراء هذا الموضوع الغريب في تحديد مثل هذا الطريق».

وقال ابو يوسف: «عند الوصول لمشارف مدينة نابلس لا نستطيع دخولها بسيارة الاجرة، حيث الطرق جميعها مغلقة، وتتوقف سيارة الاجرة قبل مدخل نابلس بحوالي كيلومترين نسيرهما مشيا على الاقدام في طرق جبلية وعرة حتى ندخل المدينة لنجد سيارات اجرة داخلية في المدينة».

وحول المزاعم الاسرائيلية بتخفيف الحصار قال الدكتور أبو يوسف: «اكدت الرحلة من رام الله الى نابلس بوضوح بأن الاجراءات الاسرائيلية تتزايد في حصار المناطق الفلسطينية. وما اعلن عنه الجانب الاسرائيلي هو مجرد دعاية اعلامية بتحريك بعض الدبابات واعادة انتشارها هنا وهناك. اما الحصار فيزداد شدة وقسوة لصالح المستوطنين».