لبنان: هدوء على جبهة «طيران الشرق الأوسط» وتصعيد نقابي وسياسي

TT

هدأت ازمة صرف العمال في شركة «طيران الشرق الأوسط» (الميدل ايست) على الارض بعدما اعتمد الموظفون «الخيار السلمي» واكتفوا بالاعتصام امام مكاتب الشركة من دون ممارسة اي تأثير على حركة الملاحة في مطار بيروت الدولي. لكن التصعيد في المواقف بلغ ذروته مع تمسك الادارة بقرارها صرف نحو 1400 عامل وموظف، ورفضها وساطة من وزارة العمل، مقابل تهديد العمال بالمزيد من التصعيد واعلان نقابة الطيارين في الشركة «عدم التعامل مع رئيس واعضاء مجلس الادارة الحاليين» والمطالبة باقالتهم فوراً بعدما لمست «عدم قدرتهم على تخطي المرحلة الراهنة». اما في المواقف السياسية فقد حمّل نائبان من حركة «امل» و«حزب الله» ادارة الشركة مسؤولية استمرار الازمة، مطالبين بـ «عدم تجاهل حقوق الموظفين».

وقال النائب علي حسين خليل (حركة «امل») الذي شارك اول من امس في اعتصام العمال، لـ «الشرق الأوسط»: «نحن لا نزال نعتقد بوجوب اجراء حوار جاد بين العمال والشركة للوصول الى افضل حل ممكن». واضاف: «الكل متفق على عدم جواز استمرار الوضع الحالي من دون مصالحة حقيقية. لكن مع حرصنا على حق الشركة لا يجوز ان نتجاهل حقوق الموظفين». واعلن ان «اقتراحات عدة طرحت لتحسين وضع الشركة، منها ما تم الاتفاق عليه في خلوة فقرا بين رئيس مجلس النواب نبيه بري (رئيس حركة «امل») ورئيس الحكومة رفيق الحريري. لكن لم ينفذ منه شيء بعد».

من جهته، حذر النائب علي عمار (حزب الله) من تفاقم الامور اذا استمرت ادارة الشركة تضرب بعرض الحائط كل الوساطات ومساعي الحلول. وابلغ «الشرق الأوسط» ان وزارة العمل ارسلت مندوبين عنها الى المطار فرفضت ادارة الشركة استقبالهم، كما رفضت مبدأ الوساطة مع الموظفين. وقال: «اذا استمرت الامور على هذا النحو فسوف تندفع الاوضاع نحو التصعيد».

وابلغ رئيس مجلس ادارة الشركة محمد الحوت «الشرق الأوسط» ان «الشركة نفذت الشق الاول من مقررات مجلس الوزراء حول وضع الشركة والمتعلقة بتعديل شروط العمل التي ستصبح نافذة اول الشهر المقبل»، مؤكداً انها «سترفع مستوى الانتاجية وتزيد من القدرات التنافسية للشركة». ورفض الخوض في تفاصيل الازمة مع العمال او امكانية الحوار معهم، مؤكداً انه يكتفي بالبيان الصادر عن الشركة اول من امس.

اما نقيب عمال ومستخدمي الشركة حسين عباس فقد اكد استمرار الاعتصام الاثنين المقبل. وقال لـ «الشرق الأوسط» ان التصعيد سيبدأ الاثنين. لكنه نفى امكانية اللجوء الى الاضراب العام «الا في آخر المطاف»، مشيراً الى ان «التخريب ليس غاية النقابات التي تهمها استمرارية العمل في الشركة». واتهم ادارة الشركة بـ«السعي لهذا (الاضراب العام) من اجل زيادة خسائرها وتبرير صرف الموظفين». ونفى عباس الشائعات عن تعرض مكاتب الشركة للتكسير من قبل العمال والموظفين، وقد واصل موظفو وعمال الشركة امس اعتصامهم المفتوح في باحة مقر الشركة، فيما اقامت فرقة مكافحة الشغب في قوى الامن الداخلي حاجزاً فصل بين المعتصمين ومدخل مبنى الادارة الذي حاول العمال اقتحامه اول من امس وحاصروا رئيس مجلس الادارة محمد الحوت في مكتبه حتى المساء.

واكد نائب رئيس الاتحاد العمالي العام بسام طليس حرص الموظفين والعمال على الشركة اكثر من ادارتها. وقال: «الجميع مع اصلاح الشركة لكن ليس بالآلية المتبعة اليوم والتي تقضي بإذلال العمال والموظفين».

ونفى المكتب الاعلامي لـ«طيران الشرق الاوسط»، في بيان اصدره امس، ما تردد عن الغاء بعض رحلات الشركة المقررة من والى بيروت، مؤكداً انها ستتم في مواعيدها المحددة.