موسى: إذا اشتعل الشرق الأوسط سيصل اللهب إلى أوروبا

قال إنه بصدد إعادة هيكلة الجامعة العربية وتحويلها إلى منظمة عصرية

TT

اكد عمرو موسى الامين العام للجامعة العربية أن «اوروبا قادرة على لعب دور اكثر فاعلية في الشرق الاوسط على رغم الهيمنة التي تمارسها الولايات المتحدة الحريصة دائما على اتخاذ مواقف متحيزة تماما لاسرائيل». وزاد ان من مصلحة اوروبا ان تبذل جهودا حثيثة لنصرة الحق العربي خصوصا ان «المنطقة على حافة الانفجار، واذا اشتعل الشرق الاوسط فسيطال اللهب حوض المتوسط بأكمله بما فيه دول الاتحاد الاوروبي». جاء ذلك في معرض رده على سؤال طرحته «الشرق الأوسط» خلال لقاء الامين العام للجامعة العربية مع الصحافيين العاملين في لندن نظمه امس «مجلس تعزيز التفاهم العربي ـ البريطاني» (كابو).

واضاف لا نطلب من الاوروبيين ان يتحدوا واشنطن او يدخلوا في صراع معها. كل ما نريده منهم ان يكونوا اقل تحيزا لاسرائيل خصوصا في اسلوب التعاطي مع المستوطنات اليهودية التي يتحدثون حاليا في بروكسل (مقر الاتحاد الاوروبي) عن ضرورة مقاطعة بضائعها. ولفت الى ان «الاوروبيين كانوا دائما اقل تحمسا من اميركا لتأييد اسرائيل غالبة او مغلوبة. ودأبوا في الماضي على القول ان عليهم التوفيق بين مواقف الدول الاوروبية حيال اسرائيل موضحين ان المانيا كانت دائما في طليعة المؤيدين لتل ابيب». وشدد على ان «المنطقة العربية تعيش حالة غليان، وهي ترتبط حاليا بعلاقات أوثق مع اوروبا لا سيما من خلال (برنامج) الشراكة وغيره... لذا عليها ان تتدخل بصورة اكثر فاعلية كيلا تنفجر المنطقة الامر الذي سيلحق بأوروبا اضرارا كبيرة».

وكان موسى استهل الجلسة بكلمة قصيرة عرض فيها الموقف الراهن في الاراضي المحتلة مؤكدا ان الانتفاضة الثانية تدل على فشل عملية السلام التي بدأت في مدريد قبل نحو عشر سنوات. واشار الى ان الانطباع الرائج في الغرب هو ان الفلسطينيين ضيعوا فرصة نادرة حين رفضوا قبول العرض السخي الذي تلقوه. بيد ان الحقيقة مغايرة تماما لان الرئيس الاميركي السابق بيل كلينتون عرض عليهم حلا سيؤدي الى نتائج غير منصفة في طليعتها التخلي عن قضية اللاجئين الذين يعيشون في الشتات والموافقة على تقسيم القدس الشرقية مشترطا الاجابة بنعم او لا من دون اي محاولة لطرح وجهة نظرهم بالمشروع، فما كان منهم الا ان رفضوا. واعرب عن اعتقاده بأن رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق ايهود باراك كان افضل من خلفه، لانه على الاقل لم يعارض مناقشة موضوع اللاجئين وتقسيم القدس وان اصر على التشبث بمصالح بلاده كاملة بغض النظر عن الحقوق الفلسطينية المشروعة.

غير ان وصول ارييل شارون الى السلطة تمخض عنه تراجع حقيقي، اذ يرفض الزعيم الليكودي مجرد البحث في موضوعي اللاجئين وتقسيم القدس، ويطالب بانهاء الانتفاضة وايقاف العنف فضلا عن احلال الهدوء كشروط لبدء الحديث مع الفلسطينيين.

وحذر موسى من ان مزيدا من الضغط على العراق، خصوصا اذا تم تمرير ما يسمى بـ «العقوبات الذكية» التي ترفضها بغداد وجاراتها، سورية والاردن وتركيا سيكون بمثابة صب الزيت على النار المتأججة في العالم العربي بسبب ما يعانيه الشعب الفلسطيني. وذكر ان الدول العربية كلها بما فيها الكويت طالبت في القمة الاخيرة في عمان برفع العقوبات عن العراق لانها تضر بشعبه اكثر مما تؤذي حكومته.

الى ذلك قال موسى انه بصدد اعادة بناء الهيكلة الكاملة للجامعة العربية، وسوف يجتمع في الاسبوع الاول من الشهر القادم بكل رؤساء المنظمات العربية لتقييم اوضاع الجامعة.

وقال لـ «الشرق الأوسط» بدأنا بالفعل في رسم خطة اعادة بناء الجامعة العربية باعادة الهيكلة الكاملة، وسوف نجتمع في الاسبوع الاول من شهر يوليو بكل رؤساء المنظمات العربية لتقييم الوضع كله، وبدأنا نتفق مع بعض الاخوة العرب لفتح صفحة الانترنت الخاصة بالجامعة العربية، وتقنية الجامعة كلها وجعلها منظمة عصرية، وهذا سيتم خلال الستة أشهر الاولى المقبلة الى ان ننتهي. وسيكون في مكاتب الجامعة كلها نظام البريد الالكتروني.

وحول السوق العربية المشتركة قال هناك قرارات اقتصادية نفذت من قبل ولكنها متناثرة ولم نستطيع جمعها، ولذلك في هذه المرحلة احاول جمع هذه القرارات، منها قرارات متعلقة بمناطق التجارة الحرة، وفي موضوع السوق المشتركة في منطقة التجارة الحرة العربية وغيرها.

واضاف موسى: الضعيف في مشروع السوق العربية المشتركة هو التجارة. ولذلك نحاول «لملمة» كل القرارات المتناثرة في كل ركن من اركان العالم العربي، وبالفعل تم تكليف مجموعة لهذا العمل.

وردا على سؤال عما اذا كان منصب الامين العام لجامعة الدول العربية فرض عليه قال:

لم اكن أتوقع هذا واخر ما توقعت ان اصبح امينا عاما للجامعة العربية، ولكني ارحب به ومهموم به ايضا وحول سؤال اخر عما اذا كان يعتقد ان اختياره لهذا المنصب هو للحد من المشكلة التي اثيرت حول ترشيح امين اخر خلفا للدكتور عصمت عبد المجيد؟ اجاب قائلا: ارجو ان يكون اختياري قد ادى الى هذا.