الجيش المقدوني يشن هجوما شاملا على المقاتلين الألبان

TT

في تطور مفاجئ هاجمت المدفعية وطائرات الجيش المقدوني مواقع المقاتلين الالبان في اوراشيفو القريبة من العاصمة المقدونية سكوبي. وقال متحدث باسم الجيش ان الهجوم جاء بعد ان رفض الزعماء السياسيين الألبان التخلي عن مطالبهم، ويهدف للقضاء على المقاتلين وابعاد خطرهم عن العاصمة. من جهتهم قال المقاتلون الالبان انهم سيردون على خرق وقف اطلاق النار من قبل القوات المقدونية بقصف العاصمة وضواحيها بما في ذلك المطار، وخزانات المياه، والاماكن الحساسة فيها، واعلنوا ان ضحايا القصف وصل الى خمسة قتلى و29 جريحا.

وجاءت هذه التطورات في اعقاب فشل المنسق الاوروبي للشؤون الأمنية والعلاقات الخارجية خافيير سولانا في التقريب بين وجهات نظر الطرفين المقدوني والالباني، وقوبلت هذه التطورات بقلق بالغ في الاوساط الاوروبية والدولية حيث استمر تدفق اللاجئين الألبان على كوسوفو عبر الحدود، وبلغ عدد من عبروا حتى ظهر امس (الجمعة) 2269 فردا فيما تزداد معاناة المدنيين الذين يشكون من نقص حاد في المواد الغذائية.

من جهة اخرى قالت مصادر البانية لـ«الشرق الأوسط» ان الشرطة المقدونية اعتقلت امس في العاصمة 30 مواطنا من اصل الباني بتهمة التخابر مع جيش التحرير الالباني المقدوني، وتقديم معلومات لوجستية وامنية خطيرة من شأنها تقويض اسس الامن في العاصمة، ونفى المعتقلون تلك التهم، واعتبروا الاجراءات الجديدة مواصلة لسياسات القمع التي تنتهجها الحكومة المقدونية، التي يسيطر عليها السلاف.

ووصف اربين جعفري زعيم الحزب الالباني الديمقراطي تلك الاجراءات بانها: «ارهاب دولة ضد الالبان لتخويفهم، من خلال اعتقالهم وتعذيبهم في مراكز الشرطة، في مسعى لاختبار افتراضاتها الامنية التي تتهم المدنيين بالتعامل مع المقاتلين الالبان، وتقويض المساعي الدولية التي يقوم بها خافيير سولانا وامين عام الناتو وجورج روبرتسون». «وقال جعفري ان حزبه «سيستمر في محاولاته لايجاد حل سلمي للازمة» مضيفا ان ذلك «لا يتوافق مع سياسة الذين يريدون توسيع الخلاف بين الطرفين وقيام حرب اهلية».

من جهته قال زعيم حزب الرخاء الديمقراطي الالباني ناصر زبيري ان الطرف السلافي غير مستعد لمواصلة المحادثات لحل المشاكل العالقة في مقدونيا، وتسليحه لثلاثين الف سلافي مدني يدل على نية غير سلمية. واضاف: «مطالب الالبان ليست تعجيزية، بل ان تحقيقها هو السبيل الوحيد لتجنب الكارثة والرئيس بوريس ترايكوفسكي هو الذي طلب مناقشة كل الامور بكل صدق وصراحة، ولما تم ذلك اصبح يلومنا على ما طلب منا القيام به، وكل ما طالبنا به هو تعديل الدستور».