رئيس لجنة التحقيق المصرية: الرد المصري سيلحق بالتقرير النهائي الأميركي حول تحطم طائرة البوينج

TT

أكد رئيس لجنة التحقيق المصرية في حادث تحطم طائرة البوينج المصرية أمام الساحل الاميركي عام 1999، الطيار محسن المسيري، ان اللجنة المصرية قامت بتقديم الرد المفصل على مسودة التقرير المبدئي الذي أصدرته لجنة التحقيق الاميركية في حادث الطائرة.

وقال المسيري في مؤتمر صحافي عقد أمس بمكتب وزير النقل بمطار القاهرة، ان اللجنة المصرية عملت على مدى ثمانية عشر شهراً عقب سقوط الطائرة وضمت 25 عضواً من بينهم ستة أعضاء أقاموا اقامة كاملة بالولايات المتحدة لمتابعة سير وتطورات التحقيقات.

وأوضح ان فريق التحقيق يضم خبراء في جميع المجالات والتخصصات منها المراقبة الجوية والرادارات ومصر للطيران وهيئة الطيران المدني واطباء نفسيين وبشريين، وقد عمل الفريق لأكثر من ستين ألف ساعة عمل بالتعاون مع جهات التحقيق الاميركية.

واضاف انه كانت هناك نقاط خلاف عديدة بيننا الأمر الذي استدعى ان نقدم لهم وجهات نظرنا الفنية بشأن هذه النقاط وتقديم الطلبات الخاصة بنا والتي يجب ان تشملها التحقيقات. وقال انه رغم تقديرهم لهذه الطلبات إلا انهم لم يقدموا أي تعليق عليها بعد.

وقال الطيار محسن المسيري انه بعد صدور تقرير الحقائق من لجنة التحقيق الاميركية في اغسطس (اب) الماضي قدمت مؤسسة مصر للطيران تعليقاً على هذا التقرير تضمن قائمة بطلباتها وآرائها لضمها الى التحقيقات. وأشار الى انه كان من المقرر ان تصدر مسودة التقرير الفني النهائي لحادث الطائرة المصرية خلال شهر نوفمبر( تشرين الاول) العام الماضي إلا انها تأخرت حتى منتصف شهر ابريل (نيسان) الماضي.

وقد قدم الفريق المصري الرد على هذا التقرير قبل انتهاء المهلة المحددة، وهي ستين يوماً من تاريخ صدور التقرير، بخمسة أيام، وأوضح ان الرد المصري تضمن جزءين أساسيين الأول يشتمل على ثلاث فقرات، تتعلق الاولى بالاجراءات ومجريات التحقيق والمعوقات التي واجهت اللجنة المصرية، والتي لم تساعدنا على اتمام التحقيق على أكمل وجه. والثانية تضمنت قائمة بطلبات الجانب المصري سواء المطلوبة من صانع الطائرة أو من الجهات الاميركية المسؤولة عن التحقيق. والثالثة تضمنت الاجابة عن كل كلمة وسطر من مسودة التقرير الفني الصادر عن لجنة التحقيق الاميركية.

وأضاف المسيري ان الجزء الثاني من الرد المصري تضمن تقريراً فنياً كاملا يشمل تقرير حقائق وتحليلات واستنتاجات، وقال اننا نتوقع حسب القانون ان يلحق الرد المصري بالتقرير الفني النهائي الاميركي حتى يمكن ان يتعرف المعنيون على وجهات النظر الخاصة بمختلف الاطراف.

ورداً على سؤال بشأن ما نشرته مجلة «نيوزويك» الاميركية والذي تضمن ان هناك اعترافاً من جانب أحد أعضاء اللجنة المصرية بانتحار الطيار البطوطي، تساءل المسيري لماذا لم يظهر ذلك الكلام في أي مرحلة سابقة من مراحل التحقيقات التي بدأت قبل 18 شهراً، ولماذا يظهر الآن؟

ورداً على سؤال آخر بشأن أهم النقاط التي تضمنها التقرير الاميركي قال ان هناك عدة أمور سرية ومن مصلحة التحقيق ألا يتم التطرق إليها.

من جهة أخرى قال شاكر قلادة رئيس لجنة التحقيق بمؤسسة مصر للطيران الذي شارك في المؤتمر الصحافي، ان ما نشر بالمجلة الاميركية لا أساس له من الصحة نهائياً ولا يعقل ان يكون ذلك تفكير أحد افراد لجنة التحقيق المصرية التي تعمل بدقة تامة لمدة 18 شهراً وبمساندة كاملة من الحكومة المصرية ومصر للطيران بهدف واحد هو الوصول للحقيقة.

على صعيد متصل فجرت المزاعم الاميركية الجديدة التي عادت الى اعتناق نظرية انتحار جميل البطوطي مساعد كابتن الطائرة المصرية المنكوبة التي سقطت قبالة السواحل الاميركية في اكتوبر (تشرين الاول) عام 1999، موجة جديدة من الغضب داخل أروقة البرلمان المصري أمس في الوقت الذي تلقت فيه لجنة النقل والمواصلات بالبرلمان رسالة عاجلة من الدكتور ابراهيم الدميري وزير النقل تنفي تلك المزاعم التي نشرتها مجلة «نيوزويك» الاميركية نقلاً عن مصادر مخابراتية، والتي ادعت فيها موافقة المحققين المصريين على نظرية انتحار البطوطي.

وأكد الدكتور الدميري رفض مصر منذ بداية التحقيقات عقب سقوط الطائرة وحتى الآن نظرية الانتحار التي حاول المحققون الاميركيون إسباغها بشكل يقيني منذ بداية التحقيقات، وقال ان التقرير النهائي لم يصدر بعد وان كل ما يقال ليس إلا تكهنات صحافية.

وفي الوقت الذي اشارت فيه مصادر قريبة الصلة من مجريات الأمور في حلقات الاتصال بين القاهرة وواشنطن الى احتجاج مصر على ما نشر في مجلة «نيوزويك» الاميركية اضافة الى الاحتجاج على ما تكشف النقاب عنه من وجود حركة تجسس المخابرات الاميركية على الاتصالات التي تجري بين المحققين المصريين في واشنطن والمسؤولين في القاهرة، قال المهندس محمد فهيم ريان رئيس شركة مصر للطيران ان التقرير الاميركي والردود المصرية ما زالا محل بحث. وقال في بلاغه الى لجنة المواصلات «ان كل ما يثار في الوقت الحاضر ليس إلا تكهنات وأقاويل، وان الموقف الحاسم يحكمه التقرير الذي سيذاع في نهاية التحقيقات والتي لم تنته بعد وهو المحك الرئيسي في هذا الملف».

وأشار الى الخلفية التي كان قد قدمها الى لجنة النقل والمواصلات منذ عشرة أيام وأكد فيها قرار الجانب الاميركي المحقق في الطائرة، عدم مسؤوليته عما ينشر في الصحف، وما وصف بأنه تسريب لمعلومات، وانه لم تصدر عن أي من افراد هذا الفريق أية تصريحات عن مجرياته.

وأكد ريان مجدداً ان مصر متمسكة برفضها لنظرية الانتحار التي يسعى البعض الى ترويجها وهي اتهام باطل، مشيراً الى انه كان قد اسيئ تفسير عبارة «توكلت على الله» على انه مقدمة للانتحار وهو ما لم يحدث، وان مصر رفضت هذا التفسير الخاطئ بل ورفضت الاساءة الى الاسلام.

من ناحية أخرى سارع خمسة نواب في البرلمان الى تقديم طلب بيان عاجل جديد لاعادة المناقشة لهذا الملف في ضوء التطورات الجديدة، وهم الدكتور حمدي حسن وابراهيم رفيع والبدري فرغلي وابو العز الحريري ومحمد البدرشيني.

وأشار النائبان حمدي حسن والبدرشيني الى ضرورة اغلاق ملف التعاون المشترك بين مصر والولايات المتحدة في التحقيقات حول حادث سقوط الطائرة وتولي سلطات الطيران المصرية التحقيق باعتبار ان الحادث وقع في المياه الدولية وان اختصاص مصر بالتحقيق أمر تقره الاتفاقيات الدولية التي تنظم التحقيقات في حوادث الطيران.