أكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني لرئيس الوزراء البريطاني توني بلير أن الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط لن يتحقق إلا باستعادة الشعب الفلسطيني جميع حقوقه المشروعة، محذراً من الانعكاسات الخطيرة لتدهور الأوضاع الاقتصادية في الأراضي الفلسطينية، وموضحاً أن معاناة الشعب الفلسطيني الإنسانية والاقتصادية تحت الاحتلال ستزيد من مشاعر الإحباط وتنذر بانفجار الأوضاع.
جاء ذلك خلال اجتماع الملك عبد الله أمس مع بلير، حيث شدد العاهل الأردني على ضرورة التزام إسرائيل وقف النشاطات الاستيطانية كافة كمطلب أساسي لتهيئة الظروف المناسبة للعودة الى المفاوضات السلمية التي يجب أن تنتهي بالوصول الى السلام الشامل والدائم الذي يلبي حقوق جميع الأطراف.
ودعا العاهل الأردني الى ضرورة التنفيذ الفوري لورقة تينيت التي يجب أن تكون الخطوة الأولى لتنفيذ جميع التوصيات الواردة في تقرير ميتشل وبأسرع وقت ممكن، مبيناً أن العمل على الحد من أعمال العنف يجب أن ترافقه خطوات عملية وفورية من قبل إسرائيل لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني وإعادة بناء الثقة، خاصة ما يتعلق بدفع المستحقات المالية للسلطة الوطنية الفلسطينية ورفع الحصار عن الأراضي الفلسطينية وتسهيل حركة العمالة وفتح المعابر.
وأكد الملك عبد الله ان حصر معالجة الأوضاع في الأراضي الفلسطينية بالبعد الأمني لن يؤدي الى تحقيق الاستقرار المنشود لأنه لا بد من معالجة الأبعاد السياسية وإنهاء جذور الصراع المتمثلة باستمرار الاحتلال وعدم تلبية الحقوق الفلسطينية.
من جانبه قال رئيس الوزراء البريطاني ان بلاده ستستمر في العمل مع جميع الأطراف وخصوصاً في إطار الاتحاد الأوروبي وبالتعاون مع الولايات المتحدة من أجل ضمان تنفيذ توصيات تقرير ميتشل بكامله.
وتطرقت المحادثات بين العاهل الأردني ورئيس الوزراء البريطاني الى الحصار المفروض على العراق، حيث أكد الملك عبد الله الثاني موقف الأردن الثابت في الدعوة الى رفع الحصار وإنهاء معاناة الشعب العراقي، مشيراً الى الآثار الإنسانية المدمرة للحصار الذي دام أكثر من عقد على الشعب العراقي وكذلك التبعات الاقتصادية للحصار على الأردن ودول المنطقة.
وذكرت وكالة الأنباء الأردنية في نبأ لها من لندن أن البحث تركز حول سبل تطوير العلاقات المتميزة بين البلدين وخاصة في المجالات الاقتصادية.
ويقوم العاهل الأردني بزيارة خاصة لبريطانيا منذ يوم الجمعة الماضي.