مبارك يستبق لقاء باول بتأكيد أهمية الجهود الأميركية ويحذر من الإرهاب كبديل لفشل السلام

TT

أكد الرئيس المصري حسني مبارك على أهمية الجهود الاميركية للوصول الى الحل العادل والشامل في الشرق الأوسط محذرا من أن الارهاب سيكون بديل السلام على المنطقة وعلى الجميع.

وأضاف في تصريحات صحافية عقب افتتاح جسر كبير أمس يربط محافظات القاهرة والجيزة والقليوبية، ان الولايات المتحدة لها مصالح عديدة بالمنطقة وعليها أن تتحرك باتجاه الحل العادل والشامل.

وأشار مبارك الى أن القضية الفلسطينية معقدة وممتدة منذ فترة الاربعينات، ولهذا فان الأمر يتطلب وقتا لحل مشاكلها الكثيرة، مشيرا الى أن مصر تبذل كل جهد في اتجاه الحل العادل الذي يأخذ في الاعتبار مصالح كل الاطراف ولهذا فانه أكد للرئيس الاميركي بوش ضرورة التحرك الاميركي النشط.

وأكد الرئيس مبارك أن عودة الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي للجلوس على طاولة المفاوضات من جديد ستستغرق بعضا من الوقت، وأعرب عن أمله في أن تتحرك اسرائيل في طريق السلام موضحا انه لا مفر من السير في هذا الطريق.

وشدد مبارك من جديد على ضرورة التحرك الاميركي لحل قضية الصراع في الشرق الأوسط موضحا أنه اذا لم تسع واشنطن لاحتواء الأزمة الراهنة فان الأمور سوف تزداد سوءا مؤكدا في الوقت نفسه ان الدول العربية لا تريد العودة الى الوراء.

وقال الرئيس مبارك انه لا بد من التوصل الى الحل العادل الذي يوصلنا الى الطريق السليم، مشيرا الى أن الحكام يأخذون ويضعون في حسبانهم الرأي العام وماذا يريد.

وأوضح الرئيس مبارك أن الموقف الاميركي بدأ ينشط في عملية السلام بعد أن كان يقتصر على مراقبة الموقف عن بعد مؤكدا انه بدون هذا الموقف الاميركي فان اطراف الصراع كلها سيصيبها الضرر.

وعما اذا كان التحرك الأميركي يعتبر تغييرا في سياسة بوش الذي صرح في بداية تسلمه مقاليد الحكم أنه سيترك الطرفين يتفاهمان واميركا تراقب فقط، اشار الرئيس مبارك الى أن ذلك كان في البداية عندما ذهب اليه شارون وأعطاهم المفاهيم التي يريد أن ينقلها اليهم، وأضاف أنه تحدث مع بوش وأفهمه الموقف.

وعن بعض الحملات التي تثار عبر وسائل الاعلام في الغرب ضد مصر، قال الرئيس مبارك «إننا سنظل هكذا ما دمنا دولة لها الريادة»، مشيرا الى أن كل هذه الحملات «تريد منا أن نحني رؤوسنا ونقيم ديمقراطية ملاكي»، وأضاف: لسنا من أصحاب الديمقراطية الملاكي.

وعما يعنيه اجراء رئيس وزراء اسرائيل أول اتصال هاتفي منذ توليه الحكم بالرئيس مبارك، رد مبارك بأن الفلسطينيين كانوا يريدون ذلك، وقال هو اتصل بي وأنا لم أتصل بأحد وأتمنى أن يكون ذلك مريحا للرأي العام وأن يتحركوا على طريق السلام لأنه لا مفر من السلام ومن يفر من السلام سينتهي. وجاءت تصريحات مبارك عشية الزيارة المرتقبة اليوم والتي يقوم بها الى مصر وزير الخارجية الاميركي كولن باول.

ونفت مصادر مصرية رفيعة طرح ملف الأقباط في مصر على جدول أعمال لقاء الرئيس المصري حسني مبارك ووزير الخارجية الأميركي كولن باول المقرر له ظهر اليوم بالاسكندرية وأبلغت المصادر «الشرق الأوسط» أن أزمة «الراهب» المفصول الأخيرة شأن داخلي مصري تصدت له الدولة ومؤسسات المجتمع المدني بكل حسم منذ لحظاتها الأولى الأمر الذي لا يبرر أي تدخل خارجي لم ولن توافق عليه مصر.

وأكدت المصادر ان مباحثات باول في القاهرة تستهدف تعزيز وقف اطلاق النار في الأراضي الفلسطينية تمهيدا للانتقال من المباحثات الأمنية بين الفلسطينيين والاسرائيليين الى المباحثات السياسية وتنفيذ تقرير ميتشل الذي ترى القاهرة والسلطة الفلسطينية انه حزمة متكاملة يجب تنفيذها مجتمعة.

ويذكر ان وزير الخارجية المصري أحمد ماهر الذي زار واشنطن هذا الأسبوع قد أجرى مباحثات مع نظيره الأميركي حول عملية السلام في الشرق الأوسط كما شرح حقيقة أوضاع الأقباط في مصر خلال لقاءاته مع المسؤولين الأميركيين وأعضاء الجالية المصرية الذين التقاهم خلال زيارته.

من جهة أخرى ذكرت مصادر دبلوماسية مطلعة لـ«الشرق الأوسط» أن مباحثات باول في مصر والمنطقة تهدف إلى تحقيق أربعة أهداف: أولها العمل على وضع جدول زمني لتنفيذ توصيات لجنة ميتشل. ثانياً: وضع آلية لتنفيذ التوصيات. ثالثاً: آلية المراقبة للتنفيذ ومناقشتها وهل ستقوم بها واشنطن فقط أم الدول التي شاركت في قمة شرم الشيخ وهي مصر والأردن واسرائيل وفلسطين والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والولايات المتحدة الأميركية.

وأخيراً: تأكيد الولايات المتحدة على ضرورة اعادة بناء الثقة والعودة إلى مائدة المفاوضات وفق الشرعية الدولية والتأكيد بأن السلام لن يكون بالاتفاق الأمني فقط وانما لا بد أن يكون الحل السياسي متزامناً مع أي اتفاق أمني.

وتفيد المصادر الدبلوماسية لـ«الشرق الأوسط» بأن جولة كولن باول للمنطقة تؤكد بأن الدور الأميركي موجود ومستعد لاعطاء الشرق الأوسط أولوية، وبأن الصراع لا يمكن حسمه عسكرياً، كما سيؤكد باول على ضرورة تنفيذ توصيات لجنة ميتشل ووثيقة جورج تينيت مدير المخابرات الأميركية وكذلك مسألة تجميد الاستيطان والاتفاق على جدول زمني لانجاز بعض الخطوات.