الحريري يعلن بعد لقائه مبارك أن لبنان يدرس طلب تعويضات من إسرائيل عن أضرار الغزو

قال إن لا شيء يمنع تضامن الدول العربية في هذا الموضوع

TT

أكد رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري ان بلاده تدرس امكانية اقامة دعوى قصائية تطالب فيها اسرائيل بسداد تعويضات مادية عن الأضرار المادية والبشرية التي ألحقتها ببلاده مشيرا الى أن تل ابيب حصلت على تعويضات من أوروبا، وهذا سهل عليها وفي المقابل من الصعب ان يحصل العرب على تعويضات من اسرائيل.

وأضاف الحريري الذي كان يتحدث في مؤتمر صحافي أمس بعد لقائه الرئيس المصري حسني مبارك في القاهرة أن لبنان يدرس وضع التعويضات من كل النواحي وحساب امكانية الربح لأن خسارة الدعوى قد تعني تبرئة اسرائىل وهو أمر خطير جدا على حد وصفه.

واشار الحريري الى وجود دعوى ضد شارون في المحاكم البلجيكية رفعها محام عن بعض ضحايا مجازر صبرا وشاتيلا، وقال ان هذا الأمر سيتطور. وأوضح الحريري انه لا يوجد شيء يمنع تضامن الدول العربية في هذا الشأن، مشيرا الى أن بعض وسائل الاعلام العالمية تروج لهذا الموضوع وتطلب من كل من لديه معلومات حول هذا الموضوع ان يتطوعوا لهذا العمل الذي سيكبر ويتطور في المستقبل.

وصرح الحريري أنه أبلغ الرئيس مبارك تحيات الرئيس اللبناني، واضاف انه تم خلال اللقاء مع الرئيس مبارك بحث الموضوعات التي تهم البلدين خاصة ما يحدث بالضفة الغربية وغزة واسرائيل مؤكدا ان موقف مصر ولبنان واضح تاما وهو ضرورة احترام القانون الدولي والشرعية وتطبيق قرارات الأمم المتحدة.

واضاف ان الرئيس مبارك لديه جهود ونشاط في هذا الاطار وكما علمت فإن الرئيس مبارك سيستقبل وزير الخارجية الاميركي كولن باول للتباحث في كيفية الخروج من الدوامة التي تعيش فيها المنطقة.

واشار الى أن اللقاء مع الرئيس مبارك تطرق للعلاقات الثنائية وضرورة تفعيل العلاقات الاقتصادية بين لبنان ومصر، حيث أصدر الرئيس مبارك توجيهات خلال اللقاء كانت واضحة جدا بشأن ضرورة ازالة جميع المعوقات أمام التبادل التجاري بين لبنان مصر، موضحا ان هناك خطوات عملية سيتم تدارسها بين الطرفين لايجاد الوسائل والطرق الكفيلة بازالة المعوقات خاصة الأمور الروتينية التي تعيق ـ فعلا ـ الاتفاقيات القائمة. وقال ان هناك معوقات روتينية بيروقراطية لا علاقة لها بالتوجه السياسي وانما تؤدي بالنتيجة الى اضعاف حجم التبادل الاقتصادي والتجاري بين مصر ولبنان.

وحول زيارته المقبلة لروسيا وأهدافها ومتى تتم، قال الحريري إننا نزور باستمرار الدول الصديقة وروسيا من بين هذه الدول، مشيرا الى أنه سيبحث خلال زيارته لروسيا العلاقات الثنائية وتطوير العلاقات الاقتصادية والثقافية والتجارية، واضاف ان المسؤولين في البلدين يجرون اتصالات حاليا لتحديد موعد هذه الزيارة وهو قريب.

وعما اذا كان واردا اقامة منطقة تجارة حرة بين البلدين، كتعويض ـ ولو مؤقت ـ عن السوق العربية المشتركة قال الحريري ان هناك بالفعل اتفاقا للتجارة الحرة بين البلدين ولكن الواقع الذي يحدث ان لبنان ومصر لديهما لائحة سلبية وكذلك كل الدول العربية. وبالتالي فإننا ـ في الواقع ـ لدينا سلبيات أكثر من الايجابيات. واضاف الحريري: إننا من دعاة الغاء جميع اللوائح وجميع المعوقات وكل ما يعيق عمليات التبادل التجاري، مؤكدا أنه اتفق مع د. عاطف عبيد وكذلك مع الرئيس مبارك على قبول أي شهادة تصدر من بلد في البلد الآخر. وكذلك أي فاتورة خاصة بالسلع حتى يمكن تسهيل زيادة عمليات التبادل التجاري.

وقال الحريري ان عملية اعادة انتشار القوات السورية تمت في الأسابيع الماضية، مشيرا الى أن هذا الأمر يبحثه البلدان (سورية ولبنان) ولا توجد أية مشاكل في هذا الصدد.

وقال ان شبعا أرض لبنانية، وعلى اسرائيل ان تنسحب منها، ونحن والسوريون نحدد الحدود بيننا وليس أي طرف آخر. فالسوريون ونحن نقول انها لبنانية وبالتالي يجب على اسرائىل أن تنسحب منها.

وحول أهمية زيارة الرئيس السوري لفرنسا، قال الحريري: إن كل المعلومات التي وردت من العاصمة الفرنسية باريس تؤكد أنها زيارة ناجحة جدا. والبحث ـ كما ورد ـ تطرق لكل الأمور وقال: أعتقد أن هذه الزيارة تؤسس لعلاقة موجودة في الأساس، كما أنها ستؤسس الى علاقة طويلة وفيها مصلحة لسورية وفرنسا، مؤكدا على أننا باستمرار ندعو أوروبا للعب دور فعال وأكثر فاعلية مما تقوم به الآن في كل قضايا المنطقة خاصة في قضية الصراع العربي الاسرائيلي.

واشار الحريري الى أن مباحثاته مع الرئيس مبارك تطرقت بالفعل الى موضوع القمة وقال إن الرئيس مبارك سوف يحضرها، مشيرا الى أن الموضوعات الخاصة بالقمة يبحثها الوزراء المختصون خاصة بعد ان اصبح انعقادها دوريا كل سنة وهذا يعطي الفرصة لمناقشة موضوعات القمة خلال السنة ليكون التحضير للقمة وقراراتها جيدا. وأضاف إنني بهذا المناسبة اعتقد ان الشأن الاقتصادي العربي يمكن ان ينال الاهتمام الكافي خلال السنة الحالية من أجل التوصل الى مجموعة من القرارات المهمة في هذا الشأن.

وكان الحريري قد انتقد في لقاء مع رجال الاعمال المصريين ضعف حجم التبادل التجاري بين مصر ولبنان والبالغ حاليا 110ملايين دولار، وقال انه ضئيل للغاية ولا يتناسب مع حجم اقتصاد البلدين وطالب بتنشيط حركة التبادل التجاري بين البلدين دون أية اجراءات بيروقراطية، مؤكدا ان ذلك سينعكس بالايجاب على مجمل القضايا بين البلدين.

وأكد استعداد بلاده للتوقيع الفوري على مذكرة لازالة حميع العوائق التجارية بين مصر ولبنان، موضحا انه بحث ذلك مع د.عاطف عبيد رئىس الوزراء وانه سيناقش ذلك أيضا مع الرئيس حسني مبارك.

ودعا رئيس الوزراء اللبناني الى عقد اجتماعات شهرية مكثفة لوزراء الاقتصاد والتجارة والمالية العرب للبدء في دراسة المشكلات التي تواجه التجارة البينية العربية ووضع الحلول لها. كما دعا الى توحيد المواصفات القياسية العربية وسن قانون جمارك موحد بين الدول العربية واقامة منظمة للصحة العربية .

وردا على سؤال خلال حواره مع رجال الاعمال حول سبل تسهيل دخول رجال الاعمال العرب الى لبنان قال انه سيتم خلال ايام منح تأشيرات دخول صالحة لمدة عام على الأقل لرجال الاعمال. وأكد الحريري ان حكومته بصدد اجراء اصلاح شامل للاقتصاد والمؤسسات اللبنانية الكبرى خاصة تقوية وتطوير المؤسسة العامة لتشجيع الاستثمار وتوسيع صلاحياتها بحيث يتم منح جميع التراخيص الخاصة بالاستثمار من خلال هذه المؤسسة فقط وإزالة جميع العقبات البيروقراطية.

وأوضح الحريري ان حق التملك لغير اللبنانيين أصبح مفتوحا لأول مرة منذ الاستقلال أمام غير اللبنانيين ويستطيع أي مصري وعربي وأجنبي يرغب في اقامة مشروع تجاري تملك قطعة أرض باسمه دون الحاجة الى أية تعقيدات ادارية وبيروقراطية. وأكد أن الحكومة اللبنانية لديها النية الصادقة لمساعدة الشركات اللبنانية بالمعايير الاقتصادية العالمية ومنها شركة «طيران الشرق الاوسط» اللبنانية لجعلها قادرة على موازنة مصروفاتها وايراداتها دون تحميل المواطنين أية أعباء ضرائبية لتغطية خسائرها.

وعقب لقائه بالأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى أمس ، أكد الحريري أهمية التحرك تحو زيادة موازنة جامعة الدول العربية حتى تتمكن من مواكبة الدور المنوط بها في المرحلة المقبلة والهامة من العمل العربي، مشيرا الى أهمية ان تتحرك القمة العربية المقبلة والمنتظر عقدها في بيروت في مارس (آذار) الماضي لاتخاذ الخطوات اللازمة لاقرار موازنة جديدة تقدمها الجامعة. واشار الحريري إلى استعداد لبنان للقيام بكل جهد ممكن للمساهمة في هذا الأمر، خاصة في ما يتعلق بالعمل لتحقيق الزيادة التي يراها لبنان ضرورية جدا في موازنة الجامعة. وأعرب الحريري عن أمله في أن تقوم كل الدول العربية بالمساهمة الفعالة لتطوير عمل الجامعة لأن الأمر ضروري جدا. وردا على سؤال حول تأثير اعادة انشار القوات السورية في لبنان على الدور المنوط بالمقاومة اللبنانية، اجاب الحريري انه لا علاقة على الاطلاق بين الامرين، مشيرا الى أن اعادة الانتشار لها علاقة باستعداد القوة العسكرية اللبنانية لتسلم الأمن في لبنان وان العمل لاستعادة مزارع شبعا هو حق لبناني مشروع. وردا على سؤال حول ما اذا كانت للحكومة الاميركية طلبات محددة من لبنان ازاء «حزب الله» في المرحلة المقبلة قال الحريري: ان ما يفعله لبنان داخل لبنان هو شأن لبناني داخلي تتعامل معه الحكومة اللبنانية وليس أي طرف آخر.