سباق بين التصعيد والحوار في «الميدل إيست» وإضراب في المطار ليومين ويوم في كل لبنان

TT

استمر امس السباق بين التصعيد ومساعي التهدئة على خط ازمة شركة «طيران الشرق الأوسط» (الميدل ايست) اللبنانية مع اتخاذ موظفي الشركة خطوات تصعيدية جديدة تمثلت باعلان الاضراب العام وشل حركة المطار لـ 48 ساعة في 3 و4 يوليو (تموز) المقبل، واعلان الاتحاد العمالي العام اضراباً تحذيرياً ليوم واحد في كل لبنان.

وتنتظر مساعي التسوية عودة رئيس الحكومة رفيق الحريري من زيارته لمصر لفتح حوار مع الاتحاد العمالي العام بمسعى من رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي يقود مساعي الحوار بين الموظفين والشركة المصرة على قرار صرف 1450 موظفاً بناء لخطة وافق عليها مجلس الوزراء لاصلاح اوضاع الشركة المتعثرة مادياً. وقد استبق الاتحاد العمالي الحوار مع الحريري باعلان الاضراب. لكنه ترك تحديد موعده لـ «ظروف الاتصالات مع المسؤولين».

اما التفاعلات السياسية للقضية فقد استمرت بعد بروز حديث عن وجود خطين متناقضين حيال هذه القضية، يتمثل الاول برئيس الجمهورية اميل لحود ووزير العمل علي قانصو (الحزب السوري القومي الاجتماعي) و«حزب الله». فيما يقف في الجهة المقابلة رئيسا مجلس النواب نبيه بري والحكومة رفيق الحريري.

واعلنت نقابة العمال والمستخدمين في «الميدل ايست» انها حددت موعداً بعيداً للاضراب افساحاً في المجال امام الحوار الذي دخل رئيس الجمهورية والرئيسان بري والحريري ووزارة العمل على خطه.

من جهته، نفى «حزب الله» تسييسه القضية، مؤكداً ان تحركه «مطلبي محض». وقال مصدر اعلامي في الحزب لـ «الشرق الأوسط» انه «يتعاطى مع الموضوع كقضية عمالية نخاف ان تنسحب على بقية القطاعات». ورفض ما يقال من ان تحرك الحزب جاء بعد صرف عدد كبير من انصاره في «الميدل ايست»، مشيراً الى ان الحزب لا يملك قرار التوظيف في مثل هذه المؤسسات.

واستمر الموظفون والعمال امس في محاولتهم فرض الحصار على مكتب رئيس مجلس ادارة «الميدل ايست» محمد الحوت الذي وصل الى مكتبه متأخراً بمواكبة امنية مشددة. وهو كان غادر مكتبه اول من امس في العاشرة مساء بعدما وصله في الخامسة فجراً تجنباً لمواجهة الموظفين المعتصمين. وكان الموظفون استأنفوا في الصباح الباكر تحركهم، واعتصموا في باحة الشركة في محاولة لاعتراض الحوت ومنعه من الوصول الى مكتبه، فيما استمرت القوى الامنية في فرض طوق امني حول مكاتب الادارة لمنع الموظفين الغاضبين من الوصول اليها.

واعلن نقيب العمال والمستخدمين في الشركة حسين عباس، في كلمة له امام المعتصمين، الاضراب يومي الثلاثاء والاربعاء المقبلين وتوقف حركة الملاحة الجوية في شكل كامل نتيجة تضامن شركات الطيران العربية والاجنبية العاملة في المطار مع العمال والموظفين في «الميدل ايست». وكشف عباس ان الاعتصام سيكون متنقلاً بين المطار والطريق المؤدية اليه والعاصمة. وقال: «نحن طلاب حوار واصلاح، لكن الحوار مع الجهات الفاعلة والمسؤولة وليس مع الادارة الراهنة. وان اعلان الاضراب يومي الثلاثاء والاربعاء المقبلين جاء افساحاً في المجال امام هذا الحوار وبعد دخول كل من رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة ووزارة العمل والاتحاد العمالي العام على خط الاتصالات والمعالجات بغية التوصل الى اهداف ونتائج تصب في مصلحة استمرار الشركة ومصلحة العمال والموظفين فيها».

وزار وفد من نقابات موظفي «الميدل ايست» الثلاث نقابة المحامين في بيروت. والتقى اعضاؤه النقيب ميشال ليان مطالبين بتدخل النقابة في قضية «المخالفات القانونية التي ترتكبها الشركة».

وكان المجلس التنفيذي للاتحاد العمالي العام بحث في اجتماعه امس قضية الموظفين والعمال الذين تقرر صرفهم من «الميدل ايست» وعددهم حوالى 1450 شخصاً. واعتبر «الطريقة التي تعاملت بها الحكومة ومجلس الادارة معهم نموذجاً واضحاً ينبئ بالسياسة التي سوف تتعامل بها الحكومة في مختلف المؤسسات المنوي التخلي عنها وبيعها الى القطاع الخاص». وابدى المجلس «رفضه القاطع للطريقة التي اعتمدت لانقاذ شركة الطيران الوطنية». ورأى فيها «محاولة لاغراقها وليس انقاذها». واشار الى ان التهديد باعلان افلاس الشركة لحرمان الموظفين من التعويضات يشكل «موقفاً يتعارض مع ابسط المسؤوليات الوطنية للسلطات والادارات المعنية» مؤكداً ان «الحل الوحيد لهذه المعضلة هو فتح حوار عاجل وجاد يشمل مختلف جوانب الشركة». وقرر المجلس اعلان الاضراب العام التحذيري في البلاد ليوم واحد. وفوَّض هيئة المكتب تحديد التاريخ المناسب في ضوء الاتصالات التي ستقوم بها.

=