الجزائر: رئيس الحكومة يتهم أطرافا خارجية في أحداث العنف ونواب المعارضة يوجهون اللوم إلى السلطة

آيت أحمد يدعو إلى تدخل مجلس الأمن والاتحاد الأوروبي في الأزمة

TT

اتهم رئيس الحكومة الجزائرية علي بن فليس، امس، اطرافا خارجية بالمساهمة في إذكاء نار الاحداث التي تشهدها منطقة القبائل وعدة مدن جزائرية منذ ازيد من شهرين، مستغلة غضب الشباب على اوضاعهم الاجتماعية المتردية.

وتساءل بن فليس، في كلمة تمهيدية قبل شروع نواب البرلمان في مساءلة الحكومة عن دورها في التطورات الاخيرة، عما اذا كان معقولا ان يتحرك جزائريون لدى الاتحاد الاوروبي وفي عواصم اجنبية لطلب التدخل في شؤون بلادهم، في اشارة الى زعيم «جبهة القوى الاشتراكية» حسين آيت احمد، الذي يعتقد ان حل الازمة الجزائرية لا يمكن ان يكون الا بضغط خارجي من قبل الهيئات والمنظمات غير الحكومية. كما انتقد بن فليس طلب اعيان وممثلي منطقة القبائل بشأن سحب جميع فرق الدرك الوطني من كامل قرى وبلديات منطقة القبائل.

واظهر النواب في مداخلاتهم تباينا في المواقف بين من يرى، مثل الحكومة، ان وراء الاحداث «ايادي اجنبية» و«مؤامرات خارجية»، ومن يرى ان اسباب الاحداث ودوافعها محلية، كنائب حركة مجتمع السلم عبد الرزاق الذي قال ان الاحداث التي تهز الجزائر انما هي «دليل على فشل نظام الحكم»، مشيرا الى ان هذا النظام تمسك بزمامه «طائفة نافذة تتكون من اشخاص بيدهم الحل والعقد لا همّ لهم الا تأمين وصون مصالحهم والحفاظ على استقرارهم»، مضيفا ان «مجموعة اشخاص افسدوا السياسة بالغش والتزوير، وتركوا للاجيال وطنا بلا مرجعية ولا هياكل».

ورد لحسن مرزوق، نائب «التجمع من اجل الثقافة والديمقراطية» (حزب متجذر في منطقة القبائل، انسحب من الحكومة بسبب لجوء السلطة الى اطلاق الرصاص على المتظاهرين في تلك المنطقة)، على رئيس الحكومة بقوله «ان المؤامرة التي تتكلمون عنها لا وجود لها»، مشيرا الى ان الدولة معروف عنها انها «قائمة على التزييف والتزوير والمغالطة». واضاف «نحمد الله على ان حادثة اطلاق الرصاص على الشاب قرماح ماسينيسا لم تصور وتنقل عبر تلفزيونات العالم، مثلما حدث مع الطفل محمد الدرة، والا لكانت الكارثة». تدخلات النواب استمرت ايضا في جلسة ليلية وتستأنف اليوم.

وفي منطقة القبائل دعت «تنسيقية العروش» مديرية المخابرات الى اطلاق سراح المتظاهرين والمعتقلين لدى مصالحها خلال مسيرة الخميس 14 يونيو (حزيران) الجاري في العاصمة، واوضحت ان كثيرا من الذين يعدون حاليا في عداد المفقودين يوجدون لدى اجهزة المخابرات العسكرية.

الى ذلك اعرب حسين آيت احمد رئيس جبهة القوى الاشتراكية عن امله في ان يتدخل مجلس الامن الدولي في الوضع في الجزائر. ودعا خافيير سولانا الممثل الاعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي الى القيام بزيارة الى الجزائر.

واعتبر آيت احمد في تصريحات صحافية ان الخروج من الازمة الحالية يستدعي تضافر جهود داخلية مع ضغوطات دولية.

من جهة اخرى نشرت مديرية الامن بيانا تؤكد فيه ان ستة اشخاص فقط سجلت وفاتهم خلال مسيرة 14 يونيو الجاري، ويتعلق الامر بالصحافيين اللذين دهستهما حافلة للنقل الحضري وشخصين سقطا من شاحنة، وشخص قضى اثر اصابته بجروح في رأسه وشخص آخر كان ضحية حادث مرور.