أنان قد يتمتع بحرية أكبر تجاه واشنطن خلال ولايته الثانية

TT

نيويورك ـ أ.ف.ب: رغم صوته الهادئ الذي يكاد لا يسمع فان الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان سواء، قصد ذلك ام لا، يشد انتباه من يتحدث اليه. وهذا التناقض بين الصوت الهادئ وجذب الانتباه هو نفسه الذي تتسم به ايضا المنظمة التي يديرها منذ خمسة اعوام. فرغم نقاط ضعفها وحالات الفشل العديدة التي واجهتها، يتفق الدبلوماسيون على ان المنظمة الدولية اصبحت تحظى باحترام اكبر.

وأكد دبلوماسي غربي ان أنان، بعد اعترافه بفشل الامم المتحدة في رواندا والبوسنة، او في حملته الشخصية ضد مرض الايدز «نجح في اعادة المصداقية» الى الامم المتحدة. ويفترض ان يوصي مجلس الأمن الدولي بالاجماع اليوم (الاربعاء) بولاية جديدة تستمر خمسة اعوام لأنان الذي تولى مهامه في الاول من يناير (كانون الثاني) عام 1997.

وقال الدبلوماسيون ان الدول الـ189 الاعضاء في المنظمة ستبرم الجمعة القرار برفع الأيدي. واكد المندوب الاميركي السابق في الامم المتحدة ريتشارد هولبروك ان أنان هو «افضل أمين عام للأمم المتحدة في تاريخها».

وعرف كوفي أنان عند انتخابه في نهاية 1996 خلفا للسياسي والاكاديمي المصري بطرس غالي، الذي عرف باستقلاله، على انه «رجل الاميركيين». الا انه ازال هذه السمعة بسرعة عبر زعزعة وصاية الولايات المتحدة عليه، وتوجه مثلا الى بغداد في فبراير (شباط) عام 1998 خلافا لرأي واشنطن. وفي كواليس الامم المتحدة، يسمع باستمرار مديح الدبلوماسيين او موظفي الامم المتحدة، والمبالغ فيه في بعض الاحيان، ومن النادر ارتفاع اصوات تدل على الاعتراض. وينتقد البعض بالكاد «حذره المفرط» او ان يكون هذا الرجل القادم من الجنوب محاطا بمستشارين غربيين فقط.

لكن كثيراً من الدبلوماسيين يثنون عليه لنجاحه في فرض الاصلاحات، وفتح المنظمة للمجتمع المدني ولقضايا مثل الايدز والقيام بمراجعة واسعة لعمليات حفظ السلام. وقال دبلوماسي ان انان الذي ولد لعائلة ارستقراطية من قبيلة الفانتي في غانا في الثامن من ابريل (نيسان) عام 1938: «يثير دهشة محادثيه بلباقته وأناقة اسلوبه التي قلّما تشوبها شائبة».

وقال وزير اوروبي سابق: «عندما يدخل غرفة تحل فيها موجة من الهدوء وكأنه البابا». ولكن مثل البابا، لا يتمتع الامين العام للامم المتحدة بسلطات غير سلطته المعنوية.

واكد احد اقرب مساعديه ان «سلاحه الرئيسي هو عدم انحيازه والثقة التي يوحي بها»، مشيرا الى انه سمح للمنظمة الدولية بالعودة الى ساحة الشرق الاوسط.

وقال دبلوماسي آخر ان القدرة الكبيرة على الاقناع التي يتمتع بها نابعة من «ايمانه الكبير بمثل الامم المتحدة» التي ترتكز على التسامح والاحترام. لكن هذا الرجل الخبير بعمق في نظام الامم المتحدة، حيث امضى ثلاثين عاما من حياته المهنية، يعرف تماما التعامل مع موازين القوى.

ويشير الدبلوماسيون في هذا الاطار الى انه يمتنع منذ اشهر عن التعبير عن اي معارضة علنية للسياسة التي تنتهجها واشنطن تجاه العراق، كما انه يميل الى التكتم الى حد كبير على اقتراحها بالتدخل الانساني الذي اثار غضب عدد كبير من دول الجنوب. وعبر دبلوماسي افريقي عن امله في ان «يتمتع أنان بحرية اكبر حيال الولايات المتحدة اذا انتخب لولاية ثانية على رأس المنظمة الدولية».