قال فيزلين سيروفيتش، احد محاميي الرئيس اليوغوسلافي السابق سلوبودان ميلوشيفيتش، مساء امس ان موكله المحتجز حاليا قد ينقل بعد غد (الجمعة) الى محكمة الجزاء الدولية في لاهاي. واضاف: «اذا استمرت الاجراءات بهذا المعدل فان عملية نقل ميلوشيفيتش قد تتم يوم الجمعة في اقرب الاجال». وأوضح المحامي ان ميلوشيفيتش سيمثل امام قاضي تحقيق محكمة بلغراد الاقليمية اليوم (الاربعاء).
لكن الرئيس اليوغوسلافي فويسلاف كوشتونيتسا اكد مساء امس ان تسليم ميلوشيفيتش الى محكمة الجزاء الدولية لا يمكن ان يتم قبل انعقاد مؤتمر الدول المانحة ليوغوسلافيا المزمع عقده في 29 الشهر الجاري. واشار الرئيس اليوغوسلافي في مؤتمر صحافي ببلغراد الى ان المرسوم الوزاري الذي يحدد التعاون بين يوغوسلافيا ومحكمة الجزاء الدولية «لا يمكن تطبيقه قبل مؤتمر بروكسل، لانه يشمل اجراءات معينة تتضمن حق الاستئناف ولن يكون جاهزا يوم الجمعة المقبل». واضاف: «ان كل ما قد يتم القيام به على مستوى التعاون بين محكمة الجزاء الدولية او تسليم ميلوشيفيتش قبل هذا التاريخ سيمثل خرقا مباشرا للمرسوم».
وسيكون امام محامي ميلوشيفيتش ثلاثة ايام لاستئناف قرار محكمة بلغراد امام المحكمة العليا وفقا للاجراءات القانونية. واذا رفضت المحكمة العليا الاستئناف فورا فان النقل سيصبح نافذا. وقدم سيروفيتش هذه الايضاحات بعد ان التقى صباحا برئيس سجن بلغراد المركزي، حيث ابلغ بقرار ميلوشيفيتش توكيل فريق من المحامين للدفاع عنه امام محكمة الجزاء الدولية.
وكانت حكومة صربيا قد اعلنت الاثنين ان الاجراءات القانونية لنقل ميلوشيفيتش الى لاهاي قد بدأت، وذلك بعد 48 ساعة فقط من اعتماد الحكومة الاتحادية مرسوما يشرع رسميا التعاون مع محكمة الجزاء الدولية. وفي لوكسمبورغ رحب وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي مساء الاثنين الماضي بالمرسوم الذي اعتمدته الحكومة اليوغوسلافية، والذي يفتح الطريق لمثول ميلوشيفيتش امام محكمة الجزاء الدولية في لاهاي. وقال الوزراء في البيان الختامي الذي تبنوه خلال اجتماعهم ان هذا المرسوم الذي دخل حيز التنفيذ يوم الاحد الماضي، يشكل «خطوة ايجابية في الطريق المؤدي الى التعاون الكامل بين بلغراد ومحكمة الجزاء الدولية».
وتم اعتماد المرسوم الحكومي اليوغوسلافي قبل ايام من عقد مؤتمر للدول المانحة من اجل جمهورية يوغوسلافيا الاتحادية (صربيا والجبل الاسود) في 29 الشهر الجاري، ويسمح للحكومة الاتحادية باتخاذ قرار مباشر لنقل سلوبودان ميلوشيفيتش الى لاهاي.
وقال المفوض الاوروبي للعلاقات الخارجية كريس باتن امس ان الاوروبيين يرغبون في ان تمتثل بلغراد «بأسرع ما يمكن» لمحكمة الجزاء الدولية. واعرب عن اقتناعه بأن «الدول المانحة ستكون سخية بقدر ما تتعاون بلغراد مع محكمة لاهاي».
وقال باتن ووزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين انهما لا يزالان يجهلان ما اذا كانت الولايات المتحدة ستشارك في مؤتمر الدول المانحة ليوغوسلافيا يوم الجمعة المقبل. وكانت الولايات المتحدة قد ربطت مشاركتها بهذا المؤتمر باتخاذ السلطات في بلغراد اجراءات ضد ميلوشيفيتش تسمح باحالته امام محكمة الجزاء الدولية.
وكانت المحكمة قد اتهمت ميلوشيفيتش في مايو (ايار) عام 1999 بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية في كوسوفو عامي 1998 ـ 1999.