اليابانيون يمنحون كويزومي ثقتهم بعد شهرين فقط من حكمه

TT

لم يخطر ببال يوكو كاباشيما انها ستعلق في يوم من الايام صورة زعيم ياباني على احد جدران منزلها. فقد خرجت كاباشيما، وهو ربة منزل متوسطة العمر، من المقر الرئيسي للحزب الليبرالي الديمقراطي يوم اول من امس وهي تحمل ملصقين كبيرين لصورة رئيس الوزراء جونشيرو كويزومي الذي لمع نجمه السياسي خلال شهرين فقط.

تقول كاباشيما ان كويزومي يعبر عن آرائه ومشاعره بصورة واضحة ومباشرة وانه يعتزم تنفيذ عدد من الاصلاحات وهذا ما تؤيده بقوة. ويبدو ان صعود نجم كويزومي والقبول الواسع الذي يتمتع به في الشارع الياباني في الوقت الراهن قد لعب دورا مباشرا في فوز عدد من اعضاء حزبه في الانتخابات المحلية في طوكيو يوم الاحد الماضي، اذ ان الحماسة الواضحة تجاه طروحات كويزومي الاصلاحية مكنت الحزب الديمقراطي الليبرالي من الحصول على خمسة مقاعد اضافية مقارنة بالتوقعات التي سبقت الانتخابات الاخيرة.

وتشير نتائج الاستطلاعات الى ان نسبة تأييد كويزومي وسط اليابانيين تقدر بحوالي 80 %، رغم ان البعض لا يزال متشككا ازاء زمن وكيفية الوفاء بوعود الاصلاح التي التزم كويزومي بتطبيقها لإخراج الاقتصاد الياباني، الذي يعتبر ثاني اكبر اقتصاد في العالم، من حالة الركود التي يعاني منها.

ويشير ياسوناري سون، استاذ العلوم السياسية بجامعة كيو، الى ان كويزومي اقترح اجراء اصلاحات هيكلية من دون ان يذكر على وجه التحديد تفاصيل هذه الاصلاحات. وأضاف ان كويزومي يقوم باجراء تجديد على الحزب الليبرالي الديمقراطي، غير ان الحزب، طبقا لاعتقاد سون، لا يزال هو نفس الحزب القديم. ويعتقد ان الناخبين صوتوا لكويزومي في الاساس بسبب شعبيته في الشارع. والمؤكد ان التمتع بشعبية كبيرة له فوائده، فمجلة البريد الالكتروني التي قدمها كويزومي قبل حوالي شهر تمكنت من كسب 81 مشتركا جديدا.

الجدير بالذكر ان حزب كويزومي حصل في انتخابات طوكيو البلدية الاخيرة على 53 مقعدا من مجموع مقاعد مقعد مجلس العاصمة (127معقدا)، اذ قدرت نسبة المشاركة بحوالي 50%، وهذه نسبة اقبال كبيرة في الانتخابات البلدية. ويعتقد المحللون ان نتائج انتخابات مجلس طوكيو تعتبر مقدمة لانتخابات المجلس الأعلى للبرلمان في يوليو (تموز) المقبل، وهي الانتخابات التي تكهن بعض المحللين السياسيين في السابق بأنها ستكون بداية النهاية بالنسبة للحزب الليبرالي الديمقراطي. ومن الواضح ان كويزومي نجح في اجتذاب شعبية واسعة للحزب في الآونة الاخيرة رغم انه لم يكن واردا لدى الغالبية، حتى قبل شهرين فقط، انه سيصبح رئيسا للحكومة اليابانية. وقال كويزومي وهو يتحدث امام عدة آلاف من مؤيديه يوم السبت الماضي انه يريد ان يجعل من اليابان «مكانا يكون فيه الناس واثقون من بلدهم». وكان كويزومي يتحدث فيما كان مؤيدوه يلوحون بأعلام يابانية صغيرة وزعت على الحضور قبل بدء اللقاء، رغم ان التلويح بالرايات كان يعتبر حتى وقت قريب من عادات القوميين فقط.

وتحدث رئيس الحكومة اليابانية كذلك عن الحاجة الى تحسين المساواة بين الجنسين ووعد برصد مخصصات من الدولة لمراكز رعاية الاطفال حتى تتمكن الامهات من العمل بعد الولادة. ويقول مؤيدو كويزومي انه يتحدث مع الناس على المستوى الشخصي، فقد كتب في العدد الاول من مجلته انه يشعر بالحزن لفقدان حريته الشخصية بعد ان اصبح رئيسا للوزراء. ويقول ان الحرس يرافقه اينما ذهب، وانه اذا اراد الذهاب الى السينما لا بد ان تحجز مجموعة من المقاعد حوله لاسباب أمنية. ومن اهم ملامح المقترحات الاصلاحية التي طرحها كويزومي وقف الاعتمادات الحكومية المخصصة لقطاع التشييد والطرق، مما يهدد بإضعاف فصيل ريوتارو هاشيموتو الذي افاد كثيرا من العلاقة بين السياسة والمؤسسات الكبيرة في قطاع الاعمال. كما يحاول كويزومي التخلص من السلطات الضريبية للحكومة المركزية، اذ من المقرر ان يتقدم لمجلس وزرائه هذا الاسبوع بطلب للمصادقة على خطة اصلاحات اقتصادية متشددة لخفض الانفاق وحل ديون المصارف اليابانية وخصخصة الشركات العامة.

* خدمة «كريستيان ساينس مونيتر» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»