محاكمة نيويورك: المطالبة بإعدام التنزاني خلفان لمشاركته في الهجوم على حارس السجن

الإدعاء يواجه صعوبة في إثبات الأدلة لتعطل كاميرات المعتقل أثناء وقوع الحادثة

TT

خصص الادعاء في محكمة نيويورك الفيدرالية يومين ونصف اليوم من اجل اقناع هيئة المحلفين بالتوصل الى حكم يقضي باعدام المتهم خلفان خميس محمد التنزاني الجنسية الذي ادانته نفس الهيئة بجريمة المشاركة في تفجير السفارة الاميركية في تنزانيا يوم السابع من اغسطس (آب) .1998 واستند الادعاء الذي يمثل الحكومة الاميركية في تقديم قضيته الى ان خلفان خميس البالغ من العمر 27 سنة كان شريكا ايضا في هجوم آخر شنه السوداني ممدوح محمد سليم على لويس بيبي حارس مبنى السجن (ميتروبوليتان كوريكشن سنتر) في الاول من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت الاجراءات الامنية في طابق السجن الذي وقعت فيه الحادثة، في اعلى حالة من اليقظة والشدة حسب اقوال بعض افراد الشرطة الذين يقومون بحراسة السجن المحاذي لمبنى قاعة المحكمة الفيدرالية في جنوب مانهاتن (نيويورك) حيث يحاكم حاليا خلفان مع ثلاثة من رفاقه بتهمة تفجير السفارتين الاميركيتين في نيروبي ودار السلام عام .1998 وقد وقعت حادثة الاعتداء على الحارس بيبي حين كان في طابق السجن حيث تقع الزنزانة التي كانت تضم خلفان وزميله ممدوح، وقام هذا الاخير مستخدما مشطا حادا من البلاستيك ضرب به بيبي في عينيه. وقد وجهت لممدوح تهمة الاعتداء ومحاولة قتل الحارس، ومن المقرر ان تبدأ محاكمته الشهر القادم على انفراد.

وانهى الادعاء في جلسة اول من امس تقديم قضيته ضد خلفان بتقديم شهادة طبية عن حالة الحارس بيبي بعد الاعتداء الذي وقع عليه. وقال الادعاء مخاطبا هيئة المحلفين «ان خلفان خميس محمد لا يزال يشكل خطرا حتى لو كان في السجن». وجادل الادعاء، ومن خلال الشهود الذين أتى بهم الى قاعة المحكمة، ان خلفان خميس كان شريكا في الاعتداء على الحارس بيبي، وانه كان جزءاً من خطة تسعى الى احتجاز بعض الرهائن والهروب من المعتقل.

وفي الشهادة التي قدمها الدكتور مكسيم كوسولو، الجراح الذي اجرى عملية جراحية للحارس لويس بيبي، قال لهيئة المحلفين «ان سكينا مستعملة قد اخترقت الحارس بمقدار بوصتين ونصف البوصة».

وذكر كوسولو ان الحارس بيبي لا يزال يعاني من ضرر في الدماغ بسبب الاعتداء، وانه فقد عينه اليسرى، ونتيجة لذلك، فقدت عينه اليمنى 50 في المائة من قدرتها على النظر. واصيب الحارس اضافة الى ذلك بالشلل النصفي في يده اليمنى ويعاني ايضا من الصعوبة في النطق والكتابة.

والمشكلة التي واجهها الادعاء اثناء تقديم قضيته هي الاعتراف بأن الشاهد الوحيد على ما جرى هو الحارس بيبي نفسه الذي لا يستطيع ان يدلي بشهادته بسبب حالته الصحية والذي كان وحده اثناء الهجوم عليه. ولم يتمكن الادعاء من تقديم اي شريط فيديو للبرهنة على الحادث بالرغم من وجود كاميرات في زوايا ممرات المعتقل، وهي تشتغل على مدار 24 ساعة في اليوم. واعترف مسؤولو المعتقل بأن الكاميرات كانت وقت الهجوم عاطلة، وأصلحت بعد حادث الاعتداء.

واستند الادعاء في مشاركة خلفان خميس محمد الى شهادة ادلى بها صاموئيل بيكتل المسؤول بمكتب التحقيقات الفيدرالي (إف. بي. آي) الذي ساهم في التحقيق في حادثة الهجوم على الحارس بيبي. وكان بيكتل قد ابلغ هيئة المحلفين انه وجد بقعا من الدم في سروال و«تي شيرت» خلفان تتطابق مع بقع الدم التي كانت آثارها في ملابس الحارس بيبي. وأوضح شاهد مكتب التحقيقات الفيدرالي أن بقع الدم العائدة للمتهم خلفان وجدت في نهاية الممر الذي يعتقد المحققون ان الهجوم قد حدث فيه.

وحاول الادعاء ان يقنع هيئة المحلفين بضرورة توجيه عقوبة الاعدام ضد خلفان على اعتبار ان الهيئة اصدرت حكمها بادانة المتهم بجريمة قتل 11 شخصا واصابة 85 بجروح اثناء تفجير السفارة الاميركية في دار السلام. وكان خلفان قد اعترف لمكتب التحقيقات الفيدرالي اثناء استجوابه بأنه قدم الدعم اللوجستي والذي تمثل بشراء شاحنة لنقل المتفجرات وتأجير بيت اضافة الى المشاركة في اعداد مادة (تي. إن. تي) التي استخدمت في تفجير مبنى السفارة. وقدم الادعاء في بداية مرافعته ضد خلفان، عشرة شهود غالبيتهم من ضحايا الانفجار الناجين او من عوائل الضحايا الذين لقوا حتفهم في حادثة التفجير.

وبدأ الدفاع امس بتقديم مرافعته، فقال ديفيد رنكي محامي المتهم بأن موكله ليس المسؤول او المتورط في حادثة الهجوم، وان المتهم الأساسي في الهجوم على الحارس بيبي هو ممدوح محمد سليم وليس موكله خلفان خميس محمد. ومن المتوقع ان يقدم الدفاع خبيرا سابقا في وكالة الاستخبارات المركزية (سي. آي. ايه) ليقدم شهادته عن تركيبة وعمل المنظمات الارهابية السرية. وسوف يأتي الدفاع بشاهد، وهو طبيب نفساني، اضافة الى والدة المتهم وبعض أقربائه، لمناشدة هيئة المحلفين بعدم الحكم على خلفان بالإعدام لكي لا يسبب لهم المزيد من الخسارة والألم.

وفي حال فشل توصل المحلفين الى اجماع بشأن اعدام خلفان، فانه يتوقع ان يصدر قاضي المحكمة ليونارد ساند حكما بالسجن مدى الحياة من دون الحق في العفو. وهو نفس الحكم الذي اصدرته ذات هيئة المحلفين بحق المتهم محمد راشد العوهلي لدوره في تفجير السفارة الاميركية في نيروبي.