عوفاديا يوسيف: المسيح زارني في الحلم وكانت فلسطين بلا فلسطينيين!

النائب أحمد طيبي: وظهر لي المسيح أنا أيضا وقال إن عوفاديا كذاب!

TT

«المسيح المنتظر ظهر لي في المنام» هكذا قال الحاخام عوفاديا يوسيف، لزواره الدائمين من رجال الدين اليهود الشرقيين وقادة حزب «شاس» (لليهود الشرقيين المتدينين) الذي يقوده. فصدقوه وانبهروا به.

وكان ذلك حلما سياسيا، وليس مجرد حلم انساني. اذ انه رأى في ذلك الحلم ان القدس وسائر فلسطين حتى نهر الاردن خالية من الفلسطينيين والعرب، ومزدحمة باليهود.

يذكر ان اليهود ينتظرون مجيء المسيح لتخليص البشر من الضلال.

ويعتقد بعضهم وغالبيتهم من الاشكناز اليهود الغربيين ان المسيح جاء في شخص رئيسهم الروحي الراباي من ليبوفيتش. وجاء حلم الحاخام يوسيف مساهمة في رفض هذا الاعتقاد والتأكيد على ان المسيح لم يأت بعد وانه لن يأتي الان، وقد يأتي فقط عندما تكون ارض اسرائيل الكاملة يهودية صرف. وهكذا روى الحاخام يوسيف لرجاله، في مطلع هذا الاسبوع: «في ليلة السبت رأيت المسيح في المنام، وهو قادم الى حائط المبكى (في القدس)، وكانت الساحة ملأى بالناس، وقال لهم المسيح: سادتي لقد جئتكم الان. هناك مليون تلميذ لا يدرسون التوراة. يتعلمون في مدارس علمانية. اريد ان يتجند كل خريجي المدارس الدينية. لا اريد مدرسة واحدة من دون دروس توراتية».

ويضيف: «ظللت اسمع سيدنا المسيح يقول هذه الكلمات حتى استيقظت من الحلم. ورحت اتذكر الحلم بتفاصيله. واهم ما فيه ان نظري امتد ليس فقط الى ساحة حائط المبكى. بل تعدى ذلك حتى رأيت القدس وكل الارض حتى نهر الاردن. وكان هناك فقط يهود، «واللي فاهم فاهم». كثير جدا من اليهود. ملايين الملايين اولئك الذين عادوا من المهجر. واولئك الذين خرجوا من القيود. فقط يهود. لم يبق من الاغيار احد. لم يبق احد ابدا. وهكذا عم السلام. وساد الهدوء. ولم يعد مكان للحروب».

وتلقف تلاميذ عوفاديا يوسيف ورفاقه في الحاخامية قصة الحلم هذه، وراحوا يروجون لها كشيء مقدس. ومن غير المستبعد ان يفهموا رسالتها السياسية على النحو التالي، ان «السلام لن يحل الا اذا اختفى الاغيار من فلسطين ولم يبق فيها سوى اليهود». وان يتصرف هؤلاء على هذا النحو، خصوصا انهم يسيرون وراءه مغمضي العين والبصيرة. ورأى بعض رجال الدين اليهود هذا الحلم على انه دليل قاطع على ان القيامة قد اقتربت.

بيد ان مواطنين يهوداً يردون على هذا النبأ في الانترنت بتعليقات ساخرة مثل «الحمد لله. الان لدينا دليل قاطع على ان الرجل خرفان» و«ها يا عوفاديا. في نهاية المطاف نكبر في السن أليس كذلك؟» و«للاسف. هناك من يصدق هذه الترهات» و«لو كان المسيح موجودا فعلا، لكان اول ما يفعله هو طرد عوفاديا يوسيف» و«الى مستشفى الامراض العقلية، فورا» و«ليس كل حلم يحكى» و«لا اعرف ان كان علي ان اضحك ام ابكي».

واعتبر عضو الكنيست العربي، الدكتور احمد الطيبي، هذا الحلم رسالة سياسية خطرة. ومع ذلك فقد فضل التعليق عليها بسخرية من على منصة الكنيست، امس فقال: «لقد ظهر المسيح لي انا ايضا. جاءني الى بيتي في مدينة الطيبة. وقال لي انه كان له لقاء محرج مع رجل نقاق (ملحاح) يدعى عوفاديا يوسيف. وانه كذاب محترف».