باول عقب مباحثاته مع مبارك: عرفات بذل كل جهده وشارون سيقرر الخطوة التالية

TT

اعلن وزير الخارجية الاميركي كولن باول في مصر امس ان رئيس وزراء اسرائيل ارييل شارون سيحدد اذا كانت نسبة العنف الفلسطيني شهدت انخفاضا كافيا من اجل ان يتخذ الخطوة التالية للمضي قدما في عملية السلام. لكن وزير الخارجية الاميركي قال في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره المصري احمد ماهر في ختام اجتماع مع الرئيس المصري حسني مبارك استغرق ساعة ونصف الساعة في برج العرب قرب الاسكندرية انه يعتقد ان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بذل كل جهده في مجال تهدئة الوضع. «وفي النهاية، يتعين على الطرفين تحديد ما اذا كان العنف بلغ مستوى معينا او كان الهدوء او انعدام العنف كافيا من اجل المضي قدما وشارون سيقرر ذلك».

وشدد وزير خارجية الولايات المتحدة على ضرورة التزام الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي بتوصيات تقرير لجنة ميتشل. وقال باول ان تقرير ميتشل هو «المادة الوحيدة الموجودة على الطاولة وتتمتع بدعم الاسرة الدولية باكملها».

وكان الرئيس مبارك قد عقد أمس باستراحة برج العرب بالاسكندرية جلسة مباحثات ثنائية مع باول أعقبتها جلسة مباحثات موسعة شارك فيها من الجانب المصري أحمد ماهر وزير الخارجية والدكتور أسامة الباز المستشار السياسي للرئيس مبارك، ومن الجانب الاميركي ووليام بيرنز مساعد وزير الخارجية لمنطقة الشرق الأوسط ورينو هارتس القائم بأعمال السفارة الأميركية بالقاهرة. وتأتي مباحثات باول في مصر في بداية جولة في المنطقة حيث توجه الى اسرائيل امس ومنها سيتوجه الى الاردن.

وأشار باول إلى أن مهمته خلال جولته الحالية هي بذل قصارى جهده للابقاء على عملية السلام دائمة بعد مضي 6 أسابيع منذ تم طرح توصيات لجنة ميتشل والاتفاق عليها. وفي سؤال لوزير الخارجية المصري أحمد ماهر حول ما اذا تقدمت مصر باقتراحات جديدة من أجل عملية السلام قال وزير الخارجية المصري: ان مقترحات ميتشل التي قبلها الطرفان كما قبلها كذلك المجتمع الدولي يجب تطبيقها بالكامل ومهمتنا السعي لتطبيقها ولقد رسمت هذه المقترحات مساراً للتوصل إلى مفاوضات الوضع النهائي. وكما تعلمون فإن مقترحات ميتشل تستند الى جميع المبادئ.

وعن سؤال لوزير الخارجية حول ضرورة وجود جدول زمني محدد للبدء في المفاوضات قال باول: سيكون هناك بالطبع جدول زمني ونحن نأمل الآن ونتطلع إلى تهدئة الوضع حالياً وهو ما نركز عليه ومن ثم يستطيع كل طرف أن يبني ثقته في الطرف الآخر ثم نبدأ في اجراءات بدء المفاوضات مرة أخرى ثم يتبع ذلك وضع جدول زمني للبدء في مفاوضات الوضع النهائي، ونتوقع أن يتم ذلك خلال عام ولكن من الصعب حالياً أن أضع أو أتوقع جدولاً زمنياً لبدء تلك المفاوضات، والنقطة الهامة التي أود أن أركز عليها هي أنه لا يجب أخذ نقطة من لجنة ميتشل وترك أخرى بل لا بد من التنفيذ كحزمة واحدة.

وسئل باول: هل جئت للمنطقة للضغط على الرئيس عرفات لقبول مقترحات معينة واردة في لجنة ميتشل تدعو إلى حل فوري للعنف ووقف الحصار، فقال باول: قد تحدثنا مع الطرفين بشأن كل ما جاء بلجنة ميتشل وكذلك الاعداد خلال فترة تهدئة العنف لكي نتمكن من تحسين العلاقات بين الفلسطينيين والاسرائيليين ثم بناء الثقة بينهما واعادة الاتصالات الأمنية بين الجانبين، وقد جئت هنا للحديث عن التزامات يقوم بها الطرفان من أجل العودة إلى مائدة المفاوضات.

وفي سؤال لوزير الخارجية المصري عن المبادرة المصرية ـ الأردنية وهل تخلى العرب عنها قال ماهر: اننا لم نتخل عنها فنفس المبادئ التي تضمها المبادرة جاءت بمقترحات لجنة ميتشل التي قالت عنها أوروبا وأميركا أنها تصلح لمزيد من التقدم ومطلوب الآن تنفيذها وأن تتبع كل مرحلة مرحلة أخرى ونحن في مصر وكذلك الولايات المتحدة أعتقد أنه لا يمكن أن يتحقق الأمن إلا إذا كان هناك تحرك على الجانب السياسي.

وقال ماهر: لا يوجد أي ضغط أو غيره فاني لا أشعر أن كولن باول جاء للضغط على أي طرف. وأقول ان الدور الأميركي مهم وكذلك الدور المصري وكذلك الدور الأوروبي لتحقيق تسوية شاملة تضمن لجميع الأطراف تحقيق مطالبهم.

وعن سؤال لكولن باول: هل تعتقد أن عرفات قام بكل هذا الجهد الممكن من أجل تهدئة الوضع قال: ان عرفات بذل كل جهده في هذا المجال والمطلوب هو درجة مقبولة من الهدوء من أجل التحرك لتنفيذ مقترحات لجنة ميتشل. وأضاف الوزير الأميركي: نحن نرقب الموقف لنرى كيف تسير الأحداث خلال الأيام القادمة ونتطلع جميعاً لعودة الهدوء للسماح باستئناف المفاوضات.

ووصل باول في وقت لاحق مساء امس الى مطار بن غوريون في تل ابيب.