مسؤول فلسطيني: العميل المزدوج توفي من التعذيب خلال التحقيق وليس عقب اغتياله ضابط الاستخبارات الإسرائيلي

أبو شعيرة.. عمل لحساب الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية ونجحت «فتح» في تجنيده قبل 5 سنوات

TT

كشف مسؤول امني فلسطيني كبير النقاب عن ان العميل الفلسطيني ـ الاسرائيلي المزدوج حسن ابو شعيرة الذي قتل الضابط المشرف عليه في الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية قبل اسبوعين واصاب حارسه بجراح خطيرة، لم يقتل في حينها على يد المرافق الثاني للضابط كما زعمت اسرائيل بل توفي قبل ايام تحت التعذيب في المعتقل الاسرائيلي.

وينسف هذا الكشف الرواية الاسرائيلية التي تزعم بأن ابو شعيرة قتل على الفور على يد احد مرافقي الضابط الذي لحق به عندما حاول الفرار وأرداه قتيلا على مسافة 30 مترا.

وكانت اسرائيل قد سلمت جثة ابو شعيرة للسلطة الفلسطينية ووري جثمانه التراب اول من امس.

وقال المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه لـ«الشرق الأوسط»: «ان الاسرائيليين اعتقلوا ابو شعيرة جريحا وعلى قيد الحياة، وانه قتل تحت التعذيب خلال عملية التحقيق معه». واضاف المسؤول «ان تقرير الطبيب الشرعي الذي فحص جثة ابو شعيرة يقول انه قتل قبل 3 ايام فقط. كما ان اثار التعذيب بادية على ذراعيه ووجهه الأمر الذي صعب على اهله التعرف عليه بسببها».

وكان ابو شعيرة، وهو من مخيم العزة القريب من بيت لحم، يعمل لحساب الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية، غير ان حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات نجحت في تجنيده للعمل لحسابها قبل 5 سنوات، وظل خلال هذه الفترة يقوم بدور العميل المزدوج، كما قال المسؤول.

وتقرر قتل المقدم في الاستخبارات العسكرية، يهودي ادري، الذي يحمله الفلسطينيون مسؤولية تنفيذ عمليات الاغتيال ضد كوادر الحركات الفلسطينية المختلفة ونشطاء الانتفاضة. وجاءت المناسبة في 14 يونيو (حزيران) عندما استدعى ادري ابو شعيرة للقاء عند طريق الانفاق جنوب بيت لحم.

وحسب الرواية الاسرائيلية فان ضابط الاستخبارات الاسرائيلي وصل الى نقطة اللقاء المرتقب في طريق الانفاق، بناء على اتفاق مسبق مع شاب فلسطيني. وكان الضابط برفقة مرافق وسائق السيارة. وتقول الرواية الاسرائيلية ايضا «عندما وصل الشاب الى المكان طلب منه الضابط الذي كان في سيارته ان يصعد الى المقعد الخلفي، وعندما اقترب الشاب من الباب الخلفي اطلق وبشكل مفاجئ الرصاص على رأس الضابط ووجه مسدسه الى السائق فأصابه بجروح ولاذ بالفرار فلحق به الراكب الثالث الذي لم يصب بأذى واطلق النار عليه فقتله». وحسب اسرائيل ايضا، فان ابو شعيرة «اعتقل في اسرائيل اربع مرات ورأت فيه الاجهزة الامنية مشروع عميل».

واصدرت السلطة الفلسطينية بيانا تبرأت فيه من العملية، وأكدت ان ابو شعيرة كان على موعد مع ضابط المخابرات الاسرائيلي. ونقلت اذاعة «صوت فلسطين» ان الاجهزة الامنية الفلسطينية توصلت الى معلومات مفادها ان ابو شعيرة والضابط الاسرائيلي قد رتبا اللقاء منذ وقت طويل، وانه اثناء اللقاء اطلق ابو شعيرة النار على الضابط الاسرائيلي. ووعدت الاجهزة الامنية باجراء تحقيق في ملابسات الحادث.

وقالت مصادر فلسطينية لـ«الشرق الأوسط» ان ابو شعيرة كان عميلا مزدوجا، وانه نفذ العملية بعد ان استدعاه ضابط الاستخبارات الاسرائيلي للقائه. واضافت المصادر التي طلبت عدم ذكر اسمها «ان ابو شعيرة ربما استدعي لتنفيذ عمليات قتل اسرائيلية».

وأصدرت حركة «فتح» في منطقة «بيت لحم»، بيانا اكدت فيه ان ابو شعيرة ينتمي الى صفوفها، وانه قام بالعملية انتقاما لمقتل حسين عبيات القيادي الفتحاوي الذي اغتالته اسرائيل في بيت جالا في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وذلك عبر صاروخين اطلقتهما مروحية عسكرية اسرائيلية كانت تحلق في سماء المنطقة. وهددت فتح من جانبها في حينه، بأنها سوف تنتقم لمقتل عبيات.

ولم تنف اسرائيل عملية الاغتيال بل اتهمت عبيات بأنه مسؤول عن عمليات اطلاق النار على الاسرائيليين التي كانت تشهدها بيت جالا قبل اعلان وقف اطلاق النار، وفق تفاهم جورج تينيت، مدير وكالة المخابرات المركزية الاميركية (سي. آي. إيه) قبل حوالي اسبوعين.