حذرت المؤسسات النقابية والاجتماعية في اسرائيل من الهوة العميقة، المتواصلة الاتساع، ما بين الفقراء والأغنياء كما اتضح ذلك من احصائيات وزارة المالية. وتفيد هذه الاحصائيات أن دخول الطبقة العليا من الأثرياء تزيد 44 ضعفا عن دخول الطبقة الدنيا من الفقراء. وأكدت المؤسسات ان استمرار هذا الوضع قد يفجر انتفاضة وربما حرباً اهلية في اسرائيل، على خلفية اقتصادية.
وكانت وزارة المالية قد نشرت تقريراً احصائياً جديداً عن وضع الاجور في اسرائيل، امس، قالت فيه ان معدل الاجور في الشهر يبلغ 7679 شاقلا (1850 دولارا)، لكن نصف العمال يقبضون ما يعادل 4180 شاقلا في الشهر (1007 دولارات). وهو مبلغ لا يكفي لاعالة عائلة في اسرائيل، بسبب مستوى المعيشة المرتفع جداً.
يذكر ان %42.8 من الاسرائيليين يعملون بالأجرة و%23.3 يقومون بأعمال خاصة، والباقين عاطلون عن العمل او مسنون او عاجزون او غير مسجلين.
ويقسم التقرير اصحاب الدخول الى عشر طبقات، معدل الدخل الشهري في الطبقة العليا منها 31136 شاقلا (7502 دولار)، مقابل 771 شاقلا (185 دولاراً) للطبقة الدنيا.
وكشف التقرير عن استمرار غبن النساء في الاجور، اذ ان معدل اجور الرجال في الشهر 9647 شاقلا (2324 دولارا) يزيد بنسبة %88 عن اجور النساء التي يبلغ معدلها 5157 شاقلا (1242 دولارا). وتنطوي هذه النسبة على ارتفاع بالمقارنة مع السنة الماضية، مما يدل على ان التمييز ضد النساء يزيد ويتسع.
ويرى الخبراء الاقتصاديون ان اتساع الهوة بين الأغنياء والفقراء في اسرائيل، يلحق ضررا فادحا في الاقتصاد، اذ انه يؤدي الى تصفية الطبقة الوسطى، التي تعتبر البارومتر لنجاح اي اقتصاد دولة في العصر الحديث. فكلما اتسعت هذه الطبقة كان الوضع الاقتصادي معافى اكثر. وكلما ضاقت، يتراجع الاقتصاد باتجاه الدول النامية والعالم الثالث، فضلا عما يسببه من ضائقة وألم ويأس وبالتالي الانفجار.