وزير الزراعة السوداني: أميركا تنفق مليون دولار يوميا على حركة قرنق

مجذوب الخليفة يقول إن الصادق المهدي سيشارك قريبا في السلطة

TT

قال الدكتور مجذوب الخليفة، وزير الزراعة والغابات السوداني، ان استبعاد شركات النفط الاميركية عن نطاق الاستثمار في السودان، أزعج الادارة الاميركية وزاد من عدائها للخرطوم، وهذا ما دفعها الى زيادة حجم الدعم للحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة جون قرنق، حيث تنفق يوميا عليها ما يفوق مليون دولار، وتشجعها على خوض المعارك ضد قوات الحكومة رغم اعلان وقف اطلاق النار، وتدعوها الى التعسف في مطالبها اثناء المفاوضات.

وردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول تعثر المبادرات السلمية المحلية والاقليمية حول السودان، قال الخليفة الذي كان يتحدث في مؤتمر صحافي بالرباط على هامش الاجتماع الوزاري لمنطقة غرب آسيا وشمال افريقيا حول التنمية المستدامة في المناطق الجافة، ان اتصالات تجرى حاليا بين عدة عواصم عربية وافريقية لتنشيط الحل السياسي الشامل، وان عدة إجراءات سيعلن عنها في الخرطوم لتنشيط العمل السياسي، وقد بدأ ذلك بالغاء المجلس الوطني (البرلمان) ما يعرف بقانون (التوالي السياسي)، مؤكدا ان الخطوات المقبلة ستسرع عودة المعارضة الشمالية الى الداخل والانضمام الى مسيرة الوفاق الوطني. لكن الخليفة أشار الى ان الحركة الشعبية سيطول التفاهم معها لأنها (لا تملك قرارها) حسب تعبيره، مضيفا ان الصادق المهدي على وشك المشاركة الكاملة في العمل السياسي في السودان ، وأن الايام المقبلة ستكشف ذلك.

ونفى الخليفة أن يكون الهدف من حملات التعبئة العسكرية التي تنظمها الحكومة السودانية هذه الايام، هو فقط احراز نصر متواضع على قوات قرنق قبل احتفالات البلاد بذكرى «الانقاذ» في 30 يونيو (حزيران) الجاري لعجزها عن تحرير المناطق التي احتلتها الجبهة الشعبية اخيرا، ومن ثم تضخيم هذا الانتصار اعلاميا، وأكد انه مثل ما تمكن الجيش السوداني وقوات الدفاع الشعبي من تحرير منطقة همشكوريب بشرق السودان ومناطق اخرى، سوف تعمل الحكومة على استعادة مدن راجا وديم زبير وكل المناطق التي احتلتها قوات قرنق.

واعترف الخليفة ان الانقسام الذي أصاب جسم الانقاذ وأدى الى انشطار المؤتمر الوطني الى حزبين، سبب خللا في نظام الدولة كاد ان يقضي عليها، لكنه قال ان مساعي تجري حاليا لتوحيد المؤتمر الوطني مرة أخرى، وان الخلاف مع الترابي وجماعته سينتهي قريبا، لأنه خلاف حول بعض الرؤى السياسية وليس خلافا فكريا. من جهة أخرى، كشف الخليفة ان الحكومة السودانية نجحت اخيرا في تدبير مبلغ 600 مليون دولار بمساهمة عدد من الصناديق المالية العربية والأجنبية، للشروع في بناء سد الحماداب على نهر النيل بشمال السودان، مؤكدا ان المشروع سيوفر للبلاد مساحة من الاراضي الزراعية تفوق مليون فدان عالية الجودة.