باريس: شيراك مهتم دائما بآراء الأمير عبد الله

ولي العهد السعودي والرئيس الفرنسي بحثا تطورات القضية الفلسطينية والملف العراقي

TT

استقبل الرئيس الفرنسي جاك شيراك مساء امس في قصر الاليزيه الامير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني السعودي، في اليوم الأول من زيارته الى فرنسا.

وعقد الامير عبد الله والرئيس شيراك اجتماعاً مغلقاً اعقبه عشاء عمل في القصر الرئاسي شارك فيه من الجانب السعودي الامير سعود الفيصل وزير الخارجية، والامير بندر بن سلطان سفير السعودية في واشنطن والامير نواف بن عبد العزيز والسفير السعودي في باريس الشيخ فيصل الحجيلان، ومن الجانب الفرنسي، حضره مستشارو الرئيس شيراك والسفير الفرنسي في الرياض برنار بوليتي.

ووصفت فرنسا زيارة الامير عبد الله الى باريس بأنها «تندرج في اطار منطق الشراكة الاستراتيجية بين فرنسا والمملكة العربية السعودية، وفي اطار الاتصالات السياسية الكثيفة والمتميزة بين البلدين». وذكرت فرنسا بأن الزيارة استكمال للجولة التي قام بها الامير عبد الله والتي شملت سورية والسويد وألمانيا والمغرب.

وجاء في بيان صادر عن الخارجية الفرنسية امس ان «الحوار السياسي» بين البلدين «مكثف بالفعل»، وان السلطات الفرنسية «متنبهة لوجهات النظر التي تعبّر عنها السلطات السعودية».

وقالت مصادر رئاسية فرنسية لـ«الشرق الأوسط»، تعليقاً على اجتماع امس، ان الرئيس شيراك «حريص على العلاقة الشخصية القديمة التي تربطه بالأمير عبد الله وانه مهتم دائماً بالاستماع الى رأيه ووجهات نظره».

وأفادت هذه المصادر بأن الاجتماع المغلق ثم اللقاء الموسع الذي اعقبه اتاحا للرئيس شيراك وللأمير عبد الله القيام بجولة أفق شاملة، تركزت خصوصاً على المسائل الاقليمية وعلى رأسها ازمة الشرق الاوسط والوضع في الأراضي المحتلة والجهود المبذولة حالياً، أميركياً، وأوروبياً ودولياً من اجل كسر حلقة العنف واعادة اطلاق المفاوضات السياسية.

وشددت المصادر الفرنسية على ان اجتماع امس يتوج مجموعة من الاتصالات عالية المستوى قام بها الرئيس الفرنسي في الأسابيع الاخيرة وكان آخرها استقباله الرئيس السوري بشار الأسد.

وكان الأمير عبد الله قد دعا مؤخراً اوروبا الى ان تلعب دوراً ابرز من الدور الذي تقوم به حالياً في الشرق الأوسط، كما دعا الى قوة دولية لمراقبة وقف النار في الأراضي الفلسطينية.

وفي الشأن الاقليمي، كانت المسألة العراقية موضع بحث مطوّل في اجتماع قصر الاليزيه ليل امس وذلك على ضوء المناقشات الجارية حالياً في مجلس الأمن من اجل اصدار قرار جديد حول العراق. وكانت فرنسا قد تقدمت قبل اسابيع بمشروع قرار، الى جانب المشروع البريطاني ـ الاميركي. كما استضافت مؤخرا اجتماعاً للخبراء في الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن لبحث العقوبات ولوائح السلع. ورغم مشروعها الذي يختلف عن المشروع البريطاني ـ الاميركي، فان باريس تؤكد على ضرورة وحدة مجلس الأمن واجماعه في التعاطي مع العراق.

وكانت الخارجية الفرنسية قد اعلنت امس ان العلاقات الثنائية الفرنسية ـ السعودية، في جوانبها المدنية والعسكرية والاقتصادية موضع تداول بين الجانبين، مشيرة الى ان زيارة الامير عبد الله تحل في وقت «تقوم فيه المملكة العربية السعودية بتحديث اقتصادها وبفتحه امام المستثمرين الاجانب، بما في ذلك القطاع الغازي». والجدير بالذكر ان الشركة الفرنسية ـ البلجيكية توتالفينا الف اختيرت للمساهمة في احد المشاريع الثلاثة للغاز والكهرباء التي قبلت بشأنها المشاركة الخارجية.

وينتظر ان يستقبل الامير عبد الله مساء اليوم وزير الخارجية الاميركي كولن باول الذي يتوقف خصيصاً في باريس للاجتماع مع ولي العهد السعودي.