182 ألف إسرائيلي استوطنوا القدس الشرقية منذ احتلالها في 1967

مظاهرات وإضرابات في الذكرى الـ 34 لقرار تل أبيب ضم القدس الشرقية

TT

اعلن سكان القدس الشرقية المحتلة الفلسطينيون امس اضرابا عاما شاملا بمناسبة الذكرى السنوية الرابعة والثلاثين لصدور القانون الذي يضم المدينة المقدسة الى حدود اسرائيل. وبهذه المناسبة دعا كل من المفتي عكرمة صبري، ونائب مطران الروم الارثوذكس الدكتور عطا الله حنا، العرب والعالم الى السعي لوقف الاحتلال وعسفه وحماية اهل القدس ومدينتهم وفي غزة تظاهر الالاف بهذه المناسبة وحملوا «تابوت اتفاق اوسلو».

واكد الشيخ صبري والارشمندريت حنا على ان اسرائيل عملت بكل قوة خلال هذه السنين على طمس المعالم الاسلامية والعربية لمدينة القدس. والفلسطينيون يتصدون لهذه المحاولات، ببطولة اسطورية، ولكن الاحتلال يستشرس في عدوانه ومخططاته لدرجة انه يهدد وجود المسجد الاقصى.

واشار المفتي، بوجه، خاص، الى مخطط توسيع وتطوير ساحة حائط المبكى المقدس لدى اليهود، فقال: هذا المخطط يشكل اعتداء صارخا على الاقصى وعلى الاوقاف الاسلامية. وناشد العرب والمسلمين وسائر البشر ان يرفعوا صوت الاحتجاج.

وقال الاب عطا الله حنا، ان هدف اسرائيل في التهويد مؤلم لكنه فاشل «فنحن، الفلسطينيين المسلمين والمسيحيين، نجدد العهد بان تبقى القدس عربية الانتماء، عاصمة سياسية لفلسطين، وقبلة لكل المؤمنين».

يذكر ان حكومة اسرائيل الموحدة، التي خاضت حرب 1967، بدأت مخطط تهويد المدينة المقدسة منذ الساعات الاولى لاحتلالها، فقد هدمت حي المغاربة عن بكرة ابيه، لتوسيع ساحة البراق (حائط المبكى) وطردت الفلسطينيين من الحي اليهودي خلال يومين. وبعد مضي ثلاثة اسابيع سنت قانونا في الكنيست يقضي بضم القدس الشرقية ومحيطها الى حدود اسرائيل الرسمية.

وبهذا القانون، بدأت اوسع عملية تلوين عرقي في العصر الحديث، لزيادة عدد اليهود وتقليص عدد العرب. وخلال 34 عاما، بنت اسرائيل 43 الف وحدة سكنية لليهود، استوطن فيها 182 الف يهودي في القدس الشرقية وحدها. وسحبت بطاقات الهوية من 12 الفا و101 فلسطيني (2440 عائلة) بمختلف الذرائع القانونية للاحتلال، وهدمت حيا عربيا كاملا وحوالي 3 الاف بيت اخر. وفرضت نظاما ضريبيا صارما وضربت حصارا اقتصاديا على المدينة، قطعتها عن الضفة الغربية، وتسبب ذلك في اغلاق 400 محل تجاري وافلاس اكثر من الفي صاحب عمل.

وفي غزة لم تمنع حرارة الجو الشديدة الالاف من المواطنين الفلسطينيين من تلبية دعوة لجنة المتابعة العليا للانتفاضة بالتظاهر امس تعبيرا عن الرفض القاطع للقرار الاسرائيلي. وتجمع المتظاهرون الذين حملوا الرايات والاعلام الفلسطينية في ميدان فلسطين وسط مدينة غزة تحت عنوان «من اجل القدس تجمعنا وفي سبيلها نجاهد ونقدم الغالي والنفيس» وانطلقوا في مسيرة حاشدة عبر شارع عمر المختار نحو الخط الشرقي لمدينة غزة القريب من معبر المنطار «نحال عوز» بمشاركة قيادات من القوى والفصائل الوطنية والاسلامية وحشد من النساء والاطفال.

وتقدم المسيرة عدد من الملثمين الذين يلبسون اكفانا واقنعة خضراء ويضعون حقائب على ظهورهم ترمز على ما يبدو الى حقائب مليئة بالمتفجرات، وحمل بعضهم تابوتا بالسواد تعبيرا عن موت اتفاق اوسلو والمفاوضات مع اسرائيل، بينما وضع اخرون مجسما كبيرا لقبة الصخرة المشرفة على سيارة. وسار عشرات من الاطفال يلبسون ازياء خاصة وقد لونوا وجوهم بالوان الحرب على غرار الجنود في المعركة وسط هتافات موحدة ترفض بشدة قرار الضم وتشدد على اهمية الوحدة الوطنية من اجل استمرار الانتفاضة ومقاومة العدوان الاسرائيلي وترفض الاعتقالات السياسية واية اجراءات من شأنها المساس بالبيت الداخلي وتهدد الوحدة التي رسختها الانتفاضة.

ورفع المشاركون لافتات تؤكد ان لا سلام ولا استقرار بدون القدس وعودة اللاجئين وجددوا عبر مبكرات الصوت تأكيدهم على العهد على مواصلة التحدي وطريق النار والدم لاسترداد الحقوق التي لا تسترد الا بالقوة امام التعنت الاسرائيلي.