مشروع مذكرة في مجلس العموم البريطاني لإدانة شارون بجرائم الحرب

TT

قدم جون أوستن النائب العمالي ورئيس جمعية «مجلس تعزيز التفاهم العربي ـ البريطاني» (كابو) مشروع مذكرة لمجلس العموم البريطاني للدعوة الى محاكمة رئيس الوزراء الاسرائيلي آرييل شارون بتهمة ارتكاب جرائم حرب وحث المجموعة الدولية على تقديمه الى القضاء في أقرب فرصة سانحة. وتدعو المذكرة أيضاً الى توجيه تحية شكر لهيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.سي) لبثها شريط «المتهم» الوثائقي الذي يؤكد مسؤولية شارون غير المباشرة عن مجازر صبرا وشاتيلا. وقد حظي المشروع بتأييد محدود من أعضاء مجلس العموم، إذ لم يوقع عليه سوى 15 نائبا حتى ظهر أمس. ولوحظ غياب أسماء نواب معروفين بتأييدهم للقضايا العربية. بيد أن أوستن أعرب لـ«الشرق الأوسط» عن أمله في «مزيد من التأييد، وذلك ممكن، خصوصاً أن المشروع طُرح قبل أيام قليلة». ولدى سؤاله عن الغاية من المذكرة وما إذا كانت ستؤدي في حال نجاحها الى إدانة شارون إدانة رسمية، أكد النائب العمالي أن المذكرة لن تؤدي الى نتائج عملية، موضحاً أن دورها الرئيسي هو «إفساح المجال أمام أعضاء مجلس العموم للتعبير عن آرائهم». وأضاف: «لقد قدمت المشروع قصد الإعراب عن قلقنا الكبير لاستقبال رئيس الوزراء (توني بلير) آرييل شارون الاحد الماضي، وإثنائه على ضيفه لأنه تحلى بضبط النفس». والغريب في الامر أن «كل التعليقات والتحليلات والاخبار التي ينشرها إعلامنا حول الاوضاع الراهنة (في فلسطين) تدل بوضوح على أن إسرائيل تحتل أراضي فلسطينية، وبدلاً من مطالبة المحتل بإنهاء الاحتلال ها هم يطالبون ضحايا الاحتلال بضبط النفس». ولفت الى أن الاوضاع في فلسطين تمثل «حالة الاحتلال الوحيدة في العالم التي يقف فيها الجميع الى جانب المحتل بدلاً من ضحايا الاحتلال». وذكر: «ان شريط «المتهم» يؤكد تورط شارون في جرائم رهيبة»، الأمر الذي يجب أن يدفع المجموعة الدولية الى محاسبته كمجرم حرب.

ولما استوضحته «الشرق الأوسط» عما إذا كانت المذكرة التي يحاول إصدارها ستؤثر بأي شكل من الاشكال في القضية التي رفعتها سعاد المرعي الناجية من مجازر صبرا وشاتيلا ضد شارون في بلجيكا، قال النائب البريطاني: «أعتقد أن تأثير المذكرة سينحصر في ترويج القضية إعلامياً». وأردف ان «الاعلام البريطاني عموماً، باستثناءات قليلة تكاد تنحصر في مقالات تنشرها صحيفتا «الغارديان» و«الاندبندنت»، منحاز بوضوح الى إسرائيل (...) لذلك قلما نعثر على إدانة الاحتلال غير المشروع أو مطالبة بتجميد بناء المستوطنات الاسرائيلية». وأشار الى أن إحدى الحقائق الغائبة عن الاعلام البريطاني تتمثل في «عدم وجود توازن بين الفلسطينيين وإسرائيل، لا سيما أن الاخيرة زجت بجيش منظم لإخماد انتفاضة مجموعة غير منظمة، إذ يقوم بها ناشطون وأطفال».

وبينما أكد عدم قدرته على التنبؤ بالسياسة التي سينتهجها وزير الخارجية البريطاني الجديد جاك سترو حيال الشرق الاوسط، أعرب أوستن عن أمله في أن يتخذ سترو موقفاً أكثر إنصافاً حيال قضية الفلسطينيين الذين يعيشون تحت نير الاحتلال، بيد أنه قال إن وزير الدولة الجديد المكلف ملف الشرق الاوسط بن برادشو هو أقل وزراء الخارجية البريطانية مرتبة وظيفية، مما يدعو الى شيء من القلق. ولدى سؤاله عما تردد عن تأييد برادشو لإسرائيل، انسجاماً مع نهج صديقه ستيفن تويغ رئيس جمعية أصدقاء إسرائيل في مجلس العموم البريطاني، قال أوستن «لا أعرف، لكنه بالتأكيد صديق شخصي لتويغ الصهيوني»، إلا انه اضاف: «ان برادشو أجرى تقارير منصفة عن الفلسطينيين حين كان صحافياً يعمل لدى هيئة الاذاعة البريطانية».