كلينتون: قلت لعرفات.. جعلتني فاشلا كبيرا

قال إن اللاجئين وليس القدس سبب انهيار كامب ديفيد وإن الأمل في زعيم فلسطيني جديد

TT

لأول مرة منذ انتهاء رئاسته، كشف الرئيس الاميركي السابق بيل كلينتون عن الاستياء الذي كان يشعر به من الرئيس ياسر عرفات اثناء قمة كامب ديفيد في يوليو (تموز) من العام الماضي في محاولة للتوصل الى اتفاقية سلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين.

وألقى الرئيس كلينتون بالمسؤولية على عرفات عن فشل قمة كامب ديفيد. فعندما اتصل عرفات به في آخر ايام رئاسته ليودعه قائلاً له: «انت رجل عظيم» اجابه الرئيس كلينتون «طبعاً أنا كذلك، لكنني فاشل كبير، وانت الذي جعلتني فاشلاً».

نسب هذا القول، حسب تقرير لـ«نيوزويك» نشرته اول من امس على موقعها للانترنت، وقالت ان تعليق كلينتون جاء خلال حفل في شقة مندوب الولايات المتحدة السابق لدى الأمم المتحدة ريتشارد هلبروك في نيويورك، وحضره بالاضافة الى صاحب الدعوة المندوب الاميركي الجديد لدى الأمم المتحدة جون نيفروبونت وقائد قوات حلف الاطلسي (الناتو) السابق ويزلي كلارك.

وأبلغ كلينتون الثلاثة انه قال لعرفات: انه برفضه افضل صفقة سلام تقدم من قبل رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق ايهود باراك التي حاول كلينتون التوصل اليها في يوليو الماضي، فان الزعيم الفلسطيني بذلك يضمن فوز المتشدد ارييل شارون، رئيس الوزراء الحالي. وهذا ما حصل اذ فاز بأغلبية كبيرة في السادس من فبراير (شباط) الماضي والذي تدرج في تصعيد استخدام القوة ضد الفلسطينيين، رغم وقف النار الهش الذي توصل اليه رئيس الـ«سي. آي. إيه» جورج تينيت.

وقال كلينتون: انه لم يكن يتوقع اتمام عقد صفقة في كامب ديفيد، لكنه اوضح ان انهيار عملية السلام، والانتفاضة المستمرة منذ 9 أشهر كانت في ذهنه على الدوام.

ونقل التقرير ان الرئيس كلينتون وصف عرفات بأنه قائد متقدم في السن، يستمتع بالشعور كونه ضحية، ويبدو انه غير قادر على صنع اتفاقية سلام نهائي. كما وصفه بقوله: «انه (عرفات) يستطيع الوصول الى الخطوة الخامسة، لكنه يحتاج الى الوصول للخطوة العاشرة».

كما اعرب الرئيس السابق عن امله في الجيل الاصغر سناً من المسؤولين الفلسطينيين، كما اعرب عن اعتقاده أن الزعيم الفلسطيني بعد عرفات ربما يكون قادراً على صنع السلام. وعبر عن اسفه لفشله في الشرق الأوسط. وقال انه لم يكن يعرف ما يمكن ان يفعله غير ذلك.

وكشف الرئيس السابق: ان طلب الجانب الفلسطيني واصراره على حق عودة اللاجئين الفلسطينيين الى اسرائيل هو الموضوع الاساسي الذي نسف المحادثات في مرحلتها وليس موضوع تقسيم القدس الشرقية بين الفلسطينيين والاسرائيليين، كما بات معروفاً بعد انتهاء القمة.

وقال: ان الطرفين في ما يتعلق بموضوع القدس، وصلا الى المساومة على اللغة النهائية بشأن من ستكون له السيادة على اي جزء من حائط المبكى. ولكن عرفات واصل الاصرار على حق عودة اعداد كبيرة من اللاجئين الفلسطينيين بعد حربي 67 و48 وهي اعداد كما قال كلينتون انه يعتقد بأن الطرفين يدركان انه طلب غير مقبول من الاسرائيليين.

وقال انه ناقض عرفات، في واحدة من آخر المناقشات بينهما، عندما عبر عرفات عن شكوكه في ان يكون الهيكل يقع تحت المسجد الأقصى وقبة الصخرة وقال: ان هذه كانت نقطة اساسية في الخلاف، لا سيما ان الحائط الغربي (حائط المبكى) هو المكان المقدس لليهود.. ويريدون السيادة عليه.