كيسنجر: لن تكون هناك أبدا اتفاقية دائمة في الشرق الأوسط وعلى إسرائيل قبول فكرة قيام دولة فلسطينية

TT

واشنطن ـ أ.ف.ب: ينصح هنري كيسنجر المسؤولين الاميركيين اعتماد الواقعية خاصة في مجال التعاون مع الصين، ويشجع الرئيس جورج بوش على متابعة مشروعه الدفاعي المضاد للصواريخ بالرغم من تحفظات الاوروبيين.

ولدى تطرقه الى الشرق الاوسط اعتبر كيسنجر ان على اسرائيل، الصديق المميز لواشنطن، قبول فكرة قيام دولة فلسطينية. غير انه نبه الى انه لن تكون هناك ابدا اتفاقية دائمة في هذا الجزء من العالم، وقال «لن يتم ابدا ابرام تسوية (دائمة) بشأن الاماكن المقدسة».

ويرى كيسنجر (78 سنة) الشخصية التاريخية في الدبلوماسية الاميركية في كتابه الاخير بعنوان «هل الولايات المتحدة بحاجة الى سياسة خارجية؟»، انه ينبغي عدم الوقوع تحت تأثير الانفعالات بل العمل بما يضمن المصالح على المدى البعيد.

ويوضح كيسنجر ان عالم ما بعد الحرب الباردة اكثر تعقيدا مما كان متوقعا، متوجها خصوصا الى جيل اكثر اهتماما بالشأن الداخلي واقل تجربة من الاجيال السابقة في مجال السياسة الخارجية. ودعا العضو السابق في مجلس الامن القومي والذي شغل ايضا منصب وزير الخارجية في عهد الرئيس ريتشارد نيكسون (حتى 1977) الولايات المتحدة «الى تعلم التمييز بين ما ينبغي فعله وما يمكن فعله وما هو فوق امكاناتها» والا فانها ستلاقي المتاعب.

وعلى هذا الاساس يرى كيسنجر ان التدخل في العراق كان لازما للولايات المتحدة عكس فرض توحيد البوسنة ذي الطابع المعنوي. لكنه يقر مع ذلك باهمية القيام بخطوات انسانية محدودة، وكان يتمنى ذلك في رواندا وسيراليون.

كما يرى ان «رغبة (اوروبا) في توسيع هويتها» ايجابية حقا وتخدم في النهاية المصالح الاميركية، لكنه يخشى من ان تؤدي نهاية التهديد السوفياتي الى اعادة النظر في العلاقات عبر الاطلسي خاصة اذا انفصل الدفاع الاوروبي عن الحلف الاطلسي.

واوصى كيسنجر باقامة درع مضادة لصواريخ دول معزولة وتوسيعه ليشمل هجمات عرضية او محدودة من دول اخرى، لأنه بالرغم من «وجهات نظر حلفائنا او دول اخرى ذات وزن، فانه لا يمكننا الحكم على الشعب الاميركي بالتعرض للخطر الدائم».

ولدى عرض لكتابه جرى مؤخرا بواشنطن اعرب كيسنجر، الذي نجح سنة 1972 مع نيكسون في احداث التقارب الخارق مع الصين في عهد ماو تسي تونغ، عن أمله في ان تقيم الولايات المتحدة «علاقات تعاون مع الصين» بدون التخفيف من احتراسها. واعتبر ان بكين لا تزال اضعف من ان تحلم بطرد الاميركيين من منطقة اسيا ـ المحيط الهادئ.

ودعا من جهة اخرى الى اقامة حلف مع الهند مع الحفاظ على موقف الحياد في التنافس النووي بين الهند وباكستان. كما دعا الى الابقاء على العقوبات ضد العراق.

ويرى كيسنجر ان على الولايات المتحدة تفادي اخطاء اليسار المتمثلة في خوض حروب للانتصار للخير، واخطاء اليمين «لأن السعي لتحقيق الهيمنة سيؤدي الى القضاء على القيم التي قامت الولايات المتحدة عليها».

واشار الى ان «العالم بحاجة ماسة الى الزعامة المتبصرة» للولايات المتحدة.

ويقدم البرفيسور السابق بجامعة هارفارد مستشهدا بالاسترالي كورال بيل، نصيحة مزدوجة الى خلفه تقول «مع الاعتراف بتفوقنا ينبغي التصرف وكأن العالم يشتمل على مراكز نفوذ متعددة».