الخارجية الفرنسية تقوم إيجابيا زيارة الأسد وتؤكد تمسك شيراك وجوسبان بسيادة لبنان

TT

اعربت فرنسا امس عن ارتياحها للنتائج «الايجابية جدا» التي اسفرت عنها زيارة الرئيس السوري بشار الاسد الى باريس. وفي اول تعقيب رسمي على زيارة الدولة التي انتهت اول من امس اعتبرت فرنسا انها «جاءت في اطار الحوار الصريح والبناء» الذي تقيمه السلطات الفرنسية مع سورية وتتمة لزيارة الرئيس شيراك الى دمشق عام 1996 وزيارة الرئيس السوري حافظ الاسد الى باريس عام 1998.

وصدر التقويم الفرنسي لزيارة الاسد، التي سعت الجمعيات والاوساط اليهودية والمتعاطفة معها للتشويش عليها، عن الخارجية الفرنسية في اطار تصريح مطول ومفصل للغاية، الامر الذي يراد منه ان يعكس الاهتمام الفرنسي بالزيارة وبما اسفرت عنه.

وقالت الخارجية الفرنسية ان محادثات الاسد في باريس «اتاحت تناول تفاصيل تطورات الوضع الاقليمي الاخيرة، انْ في الاراضي الفلسطينية او في جنوب لبنان او ما خص العلاقات السورية ـ اللبنانية». وذكرت فرنسا بالرسائل التي نقلها الرئيس شيراك ورئيس الحكومة ليونيل جوسبان الى الرئيس الاسد. ويأتي في مقدمة هذه «الرسائل»، كما قالت الخارجية الفرنسية، «ضرورة القيام بكل ما هو ممكن لتسهيل خفض لكل انواع التوتر ووصل خيوط الحوار». وذكرت باريس ان الهدف يجب ان يكون «الوصول الى سلام شامل وعادل».

اما في ما خص جنوب لبنان، فقد شدد شيراك وجوسبان على اصحية «ان تظهر كل من الاطراف شعورا بالمسؤولية لتحاشي التوتر في جنوب لبنان» فيما اعتبرت دعوة الى سورية لممارسة نفوذها على «حزب الله» وتحاشي العمليات العسكرية التي قد تستدرج ردود فعل عسكرية اسرائيلية من الصعب توقع مداها او نتائجها. وافادت الخارجية ان شيراك وجوسبان استفادا من اجتماعاتهما مع الاسد للتعبير عن «تعلقهما باستقلال لبنان وسيادته وسلامة اراضيه».

ويؤكد بيان الخارجية ان فرنسا اغتنمت فرصة الزيارة لتأكيد ما ينتظره الاتحاد الاوروبي من سورية «في ما خص الانفتاح الاقتصادي والحريات العامة واقامة دولة القانون». ويتميز البيان الفرنسي بلغته المباشرة وتناولة لمواضيع «حساسة» كانت فرنسا حتى حصول هذه الزيارة تشير اليها تلميحا او على لسان مصادرها. وان خلا البيان من اية اشارة الى الاحتجاجات التي رافقت الزيارة، فان تعداد النقاط التي شدد عليها رأسا السلطة التنفيذية لدى الرئيس الأسد يعتبر نوعا من الرد على الاعتراضات التي صدرت من هنا وهناك على دعوة الاسد في زيارة دولة ولتأكيد انها كانت مفيدة كونها سمحت للسلطات الفرنسية بايصال هذه «الرسائل».

واكدت فرنسا أنها شجعت الرئيس السوري على الاستمرار في طريق الاصلاحات «الصعبة ولكن الضرورية» مكررة استعدادها لمواكبة حركة التحديث «وفي اطار السعي لابرام اتفاق الشراكة الاوروبية ـ السورية».

وذكرت فرنسا باستعدادها «لتوثيق العلاقات الثنائية وتحديدا تطوير التعاون الثقافي الاداري والجامعي» واشارت الى التوقيع على ثلاث اتفاقيات اولاها خاصة بانشاء المعهد الاعلى للادارة العامة.

واسفرت الزيارة كذلك عن توقيع اعلان نيات بخصوص التعاون العلمي والتكنولوجي غرضه مساعدة سورية على بلورة استراتيجية البحث والعلوم وتسهيل انخراطها في المجموعة العلمية الدولية. اما الثالثة فهي كناية عن خطاب نيات للتعاون في مجال التأهيل السياحي وتقديم التسهيلات للاستثمار وتنشيط الحركة السياحية.

واعتبرت اوساط مطلعة في باريس ان زيارة الرئيس شيراك للرئيس السوري في مقر اقامته تعكس الاهمية التي توليها فرنسا للاسد وحرصها على دعم خطته الاصلاحية، ولاحظت هذه المصادر وحدة الرؤية الفرنسية بين رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة في موضوع تطوير العلاقات مع سورية ودعمها على طريق التحديث.