الادعاء الأميركي يتوقع تفاصيل عن «عالم الإرهاب الغامض» في شهادة الجزائري رسام ضد مواطنه هواري بنيويورك

قال إن خطة تفجيرات الألفية وضعت بأفغانستان واستهدفت مطار لوس أنجليس

TT

لندن: «الشرق الأوسط» والوكالات قال مدع عام فيدرالي اميركي اول من امس ان الجزائري المدان احمد رسام اعترف بتخطيطه لتفجير مطار لوس انجليس الدولي في «احد معسكرات الجهاد في افغانستان» حيث تلقى برفقة غيره من الاصوليين التدريب والتعليمات والاموال لتنفيذ هجمات دموية خلال احتفالات الالفية. وحسب مساعد المدعي العام، جوزيف بيانكو، فان رسام (33 عاما) اعترف للسلطات الاميركية بانه بعد قضائه سنة في التدرب على الاسلحة النارية والمتفجرات المتطورة في المعسكر عام 1998 كلف بتنفيذ الهجوم على المطار وعلى احدى طرق المرور السريعة. ووعد بيانكو بان رسام سيكون شاهد الحكومة الاهم في قضية مختار هواري المتهم معه في نفس القضية والذي بدأت محاكمته اول من امس امام المحكمة الفيدرالية في مانهاتن. كما سيشهد ضده جزائري ثان يدعى عبد الغني مسكيني اعترف في مارس (آذار) الماضي بانه كان متواطئا في الخطة. وقال بيانكو ان رسام لن يكشف تفاصيل خطة تفجير الطريق السريع في لوس انجليس فحسب، بل ايضا «معرفته الوثيقة بمعسكرات الجهاد وعالم الارهاب الاصولي العالمي الغامض». وقال لهيئة المحلفين «عبر شهادة رسام ستسنح لكم فرصة نادرة للاطلاع بنظرة خاطفة مخيفة على عالم الارهاب». وتجري محاكمة هواري البالغ 32 عاما بتهمة «التآمر على تنفيذ اعمال ارهابية بتوفير الدعم اللوجستي والمالي» لرسام في الخطة المرسومة. كذلك يتهم هواري بـ«ارسال رجل ثالث من نيويورك الى سياتل ليوفر لرسام مزيدا من الاموال ويساعده في الترجمة والتنقل وغير ذلك من اشكال المساعدة وهو في طريقه الى لوس انجليس». علاوة على ذلك، يتهم هواري الذي يشتغل في متجر بمونتريال بـ«جمع الاموال من خلال البطاقات الائتمانية المزورة والاحتيال على المصارف لتقديم الدعم المادي لرسام ومنظمة ارهابية». وسيواجه في حال ادانته بالتهم السبع المرفوعة ضده السجن لاكثر من 85 عاما. الا ان هواري يصر على براءته من كل ما هو منسوب اليه خاصة المساعدة والتحريض في تنفيذ خطة ارهابية. وتعد المعلومات التي قدمها رسام عن علاقته بمعسكرات التدريب في افغانستان مهمة للغاية، فحتى تعاونه مع التحقيقات الجارية كانت السلطات تمتنع عن تقديم معلومات قاطعة حول ان كان وراء خطة الالفية مجموعة من الاصوليين المقيمين في مونتريال ام ان لها علاقة بصورة ما بشبكة اسامة بن لادن. ويبدو ايضا ان اعترافات رسام اكدت ما كان يخشاه مسؤولو الاستخبارات الاميركية طيلة اشهر من ان يكون عضوا في احد «الخلايا الساكنة» الموزعة في انحاء العالم. ويوضح المسؤولون ان هذه الخلايا تلقى افرادها التدريب في معسكرات الجهاد وعادوا الى اوطانهم او اماكن اقاماتهم بانتظار تنشيطها بتلقي اوامر من الشبكة لتفعيلها ضد الولايات المتحدة. واشار بيانكو الى ان رسام اطلع السلطات على ان المتدربين في المعسكرات يتعلمون استراتيجيات واساليب مختلفة لتنفيذ العمليات الارهابية ضد اهداف اميركية تشمل السفارات الاميركية والسفن الحربية والمعدات العسكرية ومواقع سياحية في الخارج من فنادق ومطارات. واضاف «انهم يتلقون تدريبات لاغتيال مسؤولين حكوميين اميركيين، اما مضمون التدريب فهو واضح جدا ويحدد الولايات المتحدة على انها العدو وان مواطنيها ومصالحهم في اي مكان حول العالم اهداف شرعية لتنفيذ هجمات ارهابية عليها». واعتقل هواري في يناير (كانون الثاني) .2000 ورحل الى الولايات المتحدة الصيف الماضي. ويقول الادعاء انه ساعد رسام في دخول الولايات المتحدة من كندا في 14 ديسمبر (كانون الاول) 1999 من نقطة حدودية في ولاية واشنطن. واعتبر بيانكو ان خطة تفجير مطار لوس انجليس في ذروة عطلة احتفالات الالفية «لا يمكن ان توصف الا بانها شر محض». وقال ان الخطة وضعت عام 1998 في معسكر بافغانستان كانت فيه خلايا من اليمن والمانيا وايطاليا والاردن ودول اخرى. ومضى قائلا ان رسام كان قد غادر كندا عام 1998 الى افغانستان حيث قضى عاما في التدريب على استخدام السلاح والمتفجرات، مشيرا الى ان الخلية الجزائرية كانت واحدة من عدة خلايا كانت مكلفة تنفيذ تفجيرات بالتزامن مع احتفالات الالفية. وقال بيانكو ان رسام عاد الى كندا اوائل عام 1999 ومعه 12 الف دولار قدمها له زعيم خليته مع تعليمات لتهيئة منزل لبقية عناصر الخلية الذين كانوا سيساعدونه على ضرب الولايات المتحدة. وتابع انه في صيف عام 1999 اعتقل احد مسؤولي الخلية في لندن وقرر بقية عناصر خلية رسام ان السفر الى كندا محفوف بالمخاطر فقرر الاخير الاستعانة بهواري الذي اعطاه ثلاثة آلاف دولار ورخصة سياقة مزورة ورتب لأن يستقبله شخص في اميركا في ديسمبر 1999، الا ان الجمارك الاميركية اعتقلت رسام بعدما فتشت سيارته في بورت انجليس قرب سياتل بولاية واشنطن حيث وصل بسيارته على متن عبارة وضبطت بداخلها متفجرات. واضاف بيانكو ان المتفجرات كانت ستستخدم لضرب احدى صالات مطار لوس انجليس الدولي. وقال ان هواري لم يكن بالضرورة يعرف هدف الهجوم المزعوم لكنه كان يعرف انه «كان في مهمة ارهابية هدفها التدمير». وعندما التفت بيانكو الى هواري وقال «هذا هو الرجل الذي لجأ اليه رسام» اطلق المتهم بعض اللعنات. وفي مرافعة الدفاع طلب المحامي دانييل اولين من المحلفين عدم الوثوق في شهادتي رسام ومسكيني قائلا انهما سيلجآن الى الكذب ليحصلا على حكم مخفف. ووصفهما بانهما «عصابة.. رجلان يائسان.. مستعدان لاي صفقة». وقال انه على الرغم من ان موكله يعتبر «محتالا الى حد ما» الا انه ما من ادلة تثبت ان هواري كان في سياتل او انه صنع قنابل او تآمر لمهاجمة اهداف اميركية. ومضى محامي الدفاع قائلا ان «الحكومة تحاول ان تثبت ان السيد هواري وهو شبه محتال متقاعد ولص نوعا ما هو ارهابي دولي. اما رسام فهو ارهابي. انه قادر على ارتكاب افعال لا يمكن وصفها... ذلك المجنون المدان الذي كان سيقتل اميركيين سيحصل على الارجح على تخفيف للحكم من الحكومة التي عملت من قبل جاهدة لادانته... يا الهي». اما مسكيني فقد اعترف في مارس (آذار) الماضي بالتواطؤ مع هواري لمساعدة رسام الذي عرفه باسم «رضا» على الدخول الى الولايات المتحدة من كندا. وقال انه يعتبر الهواري «اخا ذا شأن يعرف الكثير عن الجهاد ضد اعداء الاسلام».

* خدمة: «لوس انجليس تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»