ندوة في القاهرة تبحث أسباب نكسة 1967

TT

كان توزيع الاتهامات أبرز ملامح ندوة «34 عاماً على نكسة 1967» التي نظمها مركز القاهرة لحقوق الانسان، وشارك فيها شخصيات من تيارات سياسية متباينة مثل الكاتب اليساري حسين عبد الرازق عضو المكتب السياسي لحزب التجمع المعارض، د. ابراهيم الدسوقي أباظة سكرتير عام حزب الوفد اليميني المعارض، اللواء أحمد عبد الحليم مدير مركز دراسات الشرق الأوسط، د. محمد السيد سعيد نائب مدير مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية، وأدار الندوة بهي الدين حسن مدير مركز القاهرة لحقوق الانسان.

في البداية، برر بهي الدين حسن سبب اختيار هذا الموضوع للمناقشة بأنه بعد 34 سنة لم نتخلص بعد من آثار العدوان وتحت شعار ازالة آثار العدوان رفع شعار آخر في مواجهة الطموحات الشعبية، «لا صوت يعلو على صوت المعركة». ولا زال كلا الشعارين مرفوعين، ويستخدمان لتكبيل الحريات.

الدكتور ابراهيم الدسوقي أباظة سكرتير عام حزب الوفد يعتقد أننا لم نتعلم شيئاً من التجارب المريرة التي مرت بنا، فهزيمة يونيو 67 لم تُعرف أسبابها ولم تدرس دوافعها بعد، ولم نستطع الى اليوم أن نتحقق من كل العوامل التي أسهمت في وقوع هذه الكارثة.

ويتصور أن هزيمة يونيو سبقها هزيمة الانسان المصري تحت وطأة الديكتاتورية علاوة على هزيمة فكرة القومية العربية التي انطلقت من منطلق خاطئ لأن الوحدة العربية الحقيقية تبنى من القاعدة وليس بارادة الحكام من القمة.

ويرى أنه لا حل إلا باللجوء إلى الديمقراطية والتعاون العربي العربي وبالالتفاف حول قضية المصير المشترك قضية فلسطين التي بغير حلها لن نستطيع أن نصل إلى مستقبل مشرق لهذه المنطقة.

اللواء أحمد عبد الحليم مدير مركز دراسات الشرق الأوسط أشار إلى ضرورة الاعتماد على الذات في بناء القوة الاستراتيجية والتخلي عن حديث المؤامرة أو قضية الكيل بمكيالين.

وبعيداً عن حديث الحشود العسكرية الاسرائيلية على الحدود السورية رصد عدداً من الأسباب التي أدت إلى وقوع كارثة 1967 أهمها التحرك المصري إلى اليمن بما يعني محاولة تغيير أوضاع سياسية واستراتيجية لمنطقة الشرق الأوسط والاخلال بالتوازنات والاضرار بالمصالح الغربية وتهديد نظم عربية ذات توجه غربي، ويقول ان مصر أقدمت على خطأ استراتيجي باقتحامها النقطة الرابعة الأميركية في «تعز» والتحفظ على خزائن وثائق المخابرات الأميركية مما استلزم حرق فاعلية هذه الأوراق التي تحوي أسرار المخابرات ونشاط عملائها في الشرق الأوسط، يضاف إلى ذلك انتشار القوات المسلحة المصرية خارج أراضيها ما بين اليمن وبغداد لحماية نظام عبد السلام عارف، وهذا كان يمثل كلفة استراتيجية فوق طاقة مصر، فضلاً عن ذلك أقدمت مصر على خطأ استراتيجي بقرار سحب القوات الدولية واغلاق المضايق حيث لعبت مصر بنفس قواعد اللعبة القديمة وكانت تتصور أن الحل سيأتي من الخارج كما حدث عام .1956 الدكتور محمد السيد سعيد نائب مدير مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام يرى أن وضعنا أسوأ مما كنا عليه عام 1967 أو حتى بعد حرب 1973، مشيراً إلى أن ما حدث عام 1967 ينطوي على مفارقة محيرة، فمثل هذه الهزيمة لم تؤدي إلى تغيير يذكر في النظام السياسي بينما في الهزائم الكبرى التي تتعرض لها أي أمة تؤدي إلى تغييرات عميقة تجبر المجتمع على اعادة النظر في اختياراته الأساسية ومذاهبه واطروحاته وبرامجه لاعادة النهوض لكن هزيمة 1967 مثل هزيمة العراق 1991 أدت فحسب إلى نتائج أكثر سلبية. مازلنا نعاني من آثارها ونحتاج إلى أكثر من ربع قرن لمعالجتها.