الأردن يسمح بعودة غوشة بعد تعهده بعدم ممارسة أية نشاطات سياسية وإعلامية وتنظيمية على أرضه

TT

قررت الحكومة الاردنية السماح للمهندس ابراهيم غوشة بالعودة الى البلاد للعيش كمواطن ملتزم التزاما كاملا بالدستور الاردني والقوانين المرعية.

وجاء في بيان للحكومة الاردنية صدر امس على شكل تصريح لمصدر حكومي مسؤول ان السماح بعودة غوشة يأتي استنادا الى التعهدات التي قطعها على نفسه بعدم ممارسة اي نشاط مهما كان نوعه اعلاميا او سياسيا او تنظيميا مع حركة حماس، وذلك بناء على توجيهات الملك عبد الله الثاني بن الحسين، كما اخذت الحكومة الاردنية بعين الاعتبار ما تضمنه البيان الذي اصدره المهندس غوشة من بانكوك والذي ناشد فيه العاهل الاردني الايعاز للحكومة لانهاء هذه الازمة.

وكانت وكالة الانباء الاردنية الرسمية قد اعلنت انها تلقت وثيقة بخط الناطق الرسمي لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) وتحمل توقيعه جاء فيها: انه تجاوبا مع توجيشهات المكتب السياسي لحركة حماس التي احترمها وكذلك حرصا على الحفاظ على العلاقات العربية الاخوية وخروجا من الازمة، فقد غادرت الاردن برغبتي يوم الاربعاء ليلا الى بانكوك، واتمنى ان اعود بمشيئة الله للاردن الحبيب خلال بضعة ايام قادمة، علما بأنني سأقوم بتجميد نشاطاتي السياسية والاعلامية والتنظيمية الخاصة بحركة حماس. كما انني اناشد جلالة الملك عبد الله بما عرف عنه من سعة صدر تتسع لجميع ابنائه ان يتفضل مشكورا بالايعاز للحكومة لانهاء هذه الازمة.

وكان الاردن قد اعلن الاردن امس انه اسدل الستار على قضية احتجاز الناطق الرسمي لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) المهندس ابراهيم غوشة، الذي وصل بشكل مفاجئ الى مطار الملكة علياء الدولي في عمان على متن طائرة قطرية، ورفضت السلطات الاردنية السماح له بالدخول نظرا لعودته بدون تنسيق مسبق مع السلطات الاردنية، الامر الذي اثار ازمة بين قطر والاردن الذي احتجز الطائرة التي نقلت غوشة ومنعها من الاقلاع كما منع طاقمها من المغادرة.

وقال مصدر حكومي اردني مسؤول لم يكشف النقاب عنه اسمه، ان المهندس غوشة غادر عمان الى بانكوك امس بمحض ارادته واختياره بعد اسبوعين قضاهما في قاعة الترانزيت في المطار. واضاف ان الحكومة الاردنية ستصدر بيانا بهذا الخصوص في وقت لاحق.

وادانت حركة «حماس» الخطوة، وقالت في تصريح صحافي مكتوب صدر عن مسؤول في الحركة تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه: «ان حماس تتابع بقلق بالغ وضع الاخ المهندس ابراهيم غوشة على اثر ورود معلومات من مصادر أردنية تفيد بتسفيره الى بانكوك في ساعة متأخرة من الليلة الماضية». واضاف المسؤول «اننا نستهجن هذه الخطوة ونحمل الحكومة الاردنية واجهزتها المختصة كامل المسؤولية عن حياة الاخ المهندس ابراهيم غوشة وامنه وسلامته. ونطالبها بالكشف الفوري عن وضعه ومكان وجوده واعادته الى بلده الاردن سريعا، مؤكدين تمسكنا بحق المهندس ابراهيم غوشة واخوانه في العودة الى الاردن».

وفي تعليق على مغادرة غوشة نفى نقيب المحامين الاردنيين صالح العرموطي ان يكون غوشة قد غادر برغبته او بمحض ارادته وانما ابعد قسرا، موضحا ان هذا النبأ المزعج يتعارض مع الدستور ومع القانون.

واضاف العرموطي انه بصفته وكيلا لقادة «حماس» ومهتما بالدفاع عن حريات المواطنين وحقوق الانسان، فإنه يحتفظ بحقه في الطعن بهذا القرار امام المحاكم الاردنية المختصة. واوضح ان ابعاد غوشة الى بانكوك غير مقبول، نافيا علمه بأية وساطات على هذا الصعيد، مشيرا الى اسفه البالغ لعدم ترحيله الى دولة عربية او اسلامية.

وفي اتصال مع قائد الطائرة القطرية التي اقلت غوشة الى عمان الكابتن حمد البديوي، اعرب عن ارتياحه العميق لانتهاء قضية غوشة، موضحا انه سيعود مع طاقم الطائرة الى الدوحة ريثما تنتهي الاجراءات المتعلقة باقلاع الطائرة.

وكانت السلطات الاردنية قد احتجزت الطائرة واعلنت انها لن تغادر مطار عمان الا وغوشة على متنها، كما منعت طاقمها من المغادرة واشترطت مجيء طاقم آخر للطائرة قبل مغادرة طاقمها للاراضي الاردنية.

وجاء الاعلان عن مغادرة غوشة مفاجئا للمراقبين ومختلف الاوساط السياسية، فيما اكدت الحركة الاسلامية استنكارها للقرار الاردني بابعاد الناطق الرسمي لحركة المقاومة الاسلامية (حماس)، مطالبة بالسماح له بالعودة الى وطنه.

واستبعدت مصادر اردنية ان تكون مغادرة غوشة تمت بناء على وساطة من احدى الدول خاصة ان رئيس الحكومة الاردنية علي ابو الراغب اعلن خلال لقائه الكتاب والصحافيين الاردنيين اول من امس ان دولة عربية جديدة تدخلت بموضوع غوشة. واوضحت المصادر انه لا يمكن لاية وساطة اقناع غوشة او حركة «حماس» بمغادرته الى تايلاند.

وكانت الحكومة الاردنية قد ابعدت غوشة ورئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل وعضوي المكتب السياسي عزت الرشق (عبد العزيز العمري) وسامي خاطر، الى الدوحة بعد وساطة قطرية قبل 20 شهرا وفشلت كافة الجهود التي بذلت لاعادتهم الى الاردن.

واخيرا قرر قادة «حماس» الاربعة العودة الى الاردن الواحد تلو الاخر بحيث يكون غوشة اول من يعود ومن ثم يتبعه الرشق وخاطر واخيرا يعود مشعل، الا ان السلطات الاردنية منعت غوشة من دخول الاردن واحتجزته في صالة الترانزيت منذ اسبوعين.

ونفى اليمن انباء عن وصول ابراهيم غوشة الناطق الرسمي لحركة «حماس» الى اليمن. وأكد مصدر امني امس انه لا صحة لذلك، مشيرا الى ان هذا الامر لا يمكن ان يتم من دون ان يعلن عنه رسميا في الاجهزة اليمنية المختصة. وكانت صحيفة «26 سبتمبر» الناطقة باسم القوات المسلحة اليمنية قد ذكرت امس ان قيادة «حماس» ابدت رغبتها في استئناف اليمن مساعيه لانهاء قضية المهندس غوشة ابراهيم منذ نحو اسبوعين. وجاء التعبير عن رغبة «حماس» بعد ابداء الناطق باسمها استعداده للموافقة على الشروط الاردنية التي تتضمن مغادرته مطار عمان الى اية دولة عربية لعدة ايام، واعلانه تخليه عن عضوية الحركة، ووقف أي نشاط سياسي في الاردن، ومن ثم عودته الى الاردن والسماح له بدخول الاراضي الاردنية. لكن اليمن لم يعلن رسميا قبوله لاستئناف الوساطة.