موظفو «الميدل إيست» اللبنانية يلوحون بمعاودة التصعيد إذا لم تعتمد الإدارة اتفاق الحريري ـ قانصو

TT

ظلت اجواء شركة «طيران الشرق الأوسط» (الميدل ايست) اللبنانية هادئة طوال فترة قبل ظهر امس نتيجة الاسترخاء الذي اتاحته التطورات الايجابية التي طرأت على قضية صرف فائض الموظفين خلال الاجتماع الذي عقد مساء اول من امس برعاية رئيس الحكومة رفيق الحريري ووزير العمل علي قانصو ورئيس الاتحاد العمالي العام غسان غصن ونقابات الشركة الثلاث.

وفي فترة بعد الظهر عادت الاجواء الى التلبد بسبب عدم اصدار رئيس مجلس ادارة الشركة محمد الحوت بياناً بالمقررات التي تم التوصل اليها في الاجتماع الموسع في اليوم السابق ومغادرته مكتبه في نهاية الدوام من دون اصدار هذا البيان، الامر الذي اثار حفيظة الموظفين والعمال الذين تجمعوا مجدداً. وظهرت الامور وكأنها عادت الى نقطة الصفر. وعندها قال رئيس نقابة الموظفين والمستخدمين حسين عباس لـ«الشرق الأوسط» : «ان رئيس مجلس ادارة الشركة يضعنا جميعاً في عنق الزجاجة. وهو يريد ان يزج بمصرف لبنان في معركة ليست له».

ودعا المعتصمين الى البقاء صفاً واحداً والاستمرار في اعتصامهم وتجمعهم، مؤكداً ان اضراب يومي الثلاثاء والاربعاء المقبلين سينفذ في حال عدم اقدام الادارة على اصدار البيان واعلانه الى الرأي العام. واعتبر ان مغادرة الحوت مكتبه من دون اصدار البيان هو من باب اللعب باعصاب الموظفين والعمال. وقال: «كان بامكان السيد الحوت الطلب الى مجلس الادارة ان يعقد اجتماعاً له في فترة قبل الظهر لولا وجود نيات مبيتة في هذا الاطار ستنعكس على مصير ما اتفق عليه برمته» مشدداً على ضرورة تحمل المسؤولين، لا سيما رئيس الحكومة ووزير العمل المسؤولية تجاه ما تم الاتفاق عليه.

واعلن عباس ان نقابات «الميدل ايست» الثلاث «ستشارك غداً (اليوم) في الاجتماع الذي سيعقد في مكتب وزير العمل صباحاً الا اذا لم تصدر ادارة الشركة البيان اليوم (امس)»، مجدداً التأكيد على التضامن بين نقابتي عمال ومستخدمي الارض والمضيفين مع نقابة الطيارين اللبنانيين ونافياً الشائعات التي ترددت عن اسباب تكمن وراء تغيب نقابة الطيارين عن الاجتماعات التي عقدت اول من امس.

لكن الغيوم انقشعت مجدداً عندما عاد الحوت الى مكتبه في الشركة حيث قال رداً على سؤال عن اسباب مغادرته مكتبه وعدم اصدار البيان المتفق عليه: «كان لدي اجتماع عمل خارج المكتب والآن عدت الى مكتبي. وهناك اصول قانونية يجب ان تتبع لاصدار هذا البيان. وهذا الامر هو من صلاحيات مجلس الادارة مجتمعاً ولا بد لي من عرض ذلك عليه لاتخاذ القرار في شأنه».

وقد تمت دعوة مجلس ادارة الشركة للالتئام عند الرابعة بعد الظهر. وقد علق النقيب عباس على ما تردد حول انعقاد مجلس ادارة الشركة لاصدار البيان قائلاً: «لا يمكننا التعليق على كلام السيد الحوت بانتظار انعقاد مجلس الادارة، فاذا اصدر البيان الليلة (امس) فنحن سنستمر في الحوار اما اذا لم تصدر اي نتائج ايجابية في هذا الاطار واذا لم تصدر ايضاً نتائج ايجابية عن الاجتماع المقرر عقده غداً (اليوم) في مكتب وزير العمل فنحن نعتبر كأن شيئاً لم يكن وسنستمر في تصعيد الموقف حتى يحصل العمال والموظفون على كل حقوقهم ومستحقاتهم ضمن اطار ما اتفق عليه برعاية الرئيس الحريري وبوجود وزير العمل ورئيس الاتحاد العمالي العام. وستبقى اجتماعاتنا مفتوحة في النقابات الثلاث لمتابعة كل التطورات على هذا الصعيد».

وفي المجال نفسه، شارك وزير الاشغال العامة والنقل نجيب ميقاتي بدوره في الجهود المبذولة لاخراج الحل الى النور، فأجرى اتصالات مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ورئيس مجلس ادارة الشركة محمد الحوت. وقد بحث معهما في نتائج الاجتماع الذي عقد اول من امس برئاسة رئيس الحكومة.

وعلى الصعيد نفسه، علمت «الشرق الاوسط» ان عدم مشاركة نقابة الطيارين في الاجتماعات التي تعقد بين المسؤولين ونقابات الشركة تعود الى اعتراض النقابة على شروط العمل الجديدة، باعتبار ان لائحة الصرف لم تشمل سوى 14 موظفاً بين طيار ومهندس طيار من اصل 143 يعملون في الشركة.