أخيرا.. يوغوسلافيا تسلم رئيسها السابق لمحكمة جرائم الحرب في لاهاي

TT

موسكو: سامي عماره غادر الرئيس اليوغوسلافي السابق سلوبودان ميلوشيفيتش بلغراد امس متوجها الى لاهاي حيث سلمته سلطات بلاده لمحكمة جرائم الحرب التابعة للأمم المتحدة في لاهاي، رغم ايقاف المحكمة الدستورية اليوغوسلافية العليا ظهر امس تنفيذ مرسوم حكومي لتسليمه للمحكمة الدولية.

وقال ناطق باسم الحكومة الصربية: «بعد اجتماع عقدته الحكومة سلم الرئيس اليوغوسلافي السابق الى محققي محكمة الجزاء الدولية».

وكانت المحكمة الدستورية اليوغوسلافية، التي تعد بمثابة اعلى درجات السلم القضائي اليوغوسلافي قد اعلنت امس انها قبلت توصية أحد قضاتها الذين نظروا القضية، بوقف تنفيذ المرسوم الى حين تحديد ما اذا كان الاجراء متماشيا مع الدستور. وفي الوقت نفسه قدم رئيس المحكمة ميلوتين سرديتش استقالته لأسباب لم يعلن عنها قبيل شروع المحكمة في نظر القضية. وقال سرديتش: «أعتقد أن من الافضل ألا أشارك في العمل». وصوت اربعة قضاة مع قرار وقف تطبيق المرسوم في حين لم يشارك القاضي الخامس (سرديتش) في المناقشات والتصويت معلنا ان ولايته قد انتهت. ولكن الناطق باسم الحكومة الصربية نيمانيا كوليزار قال: «ان الحكومة اتخذت اليوم القرار (تسليم ميلوشيفيتش) بناء على المادة 135 من الدستور الصربي والمادة 16 من دستور يوغوسلافيا تلبية لواجباتها حول التعاون مع محكمة الجزاء الدولية، وان القرار دخل حيز التطبيق على الفور».

وخابت توقعات المراقبين بان يجمد قرار المحكمة عملية تسليم ميلوشيفيتش الى محكمة لاهاي حتى اتخاذ قرار حول دستورية المرسوم الحكومي، الامر الذي لم يكن سيتم قبل 12 من الشهر المقبل. وفتح هذا المرسوم الذي تبنته الحكومة اليوغوسلافية في 23 الشهر الجاري الباب امام تسليم ميلوشيفيتش لمحكمة الجزاء الدولية في لاهاي التي تتهمه بارتكاب جرائم حرب.

وكان قضاة المحكمة الدستورية العليا قد اجتمعوا بعد الطلب الذي قدمه محامو ميلوشيفيتش الذين شككوا بالطابع «الدستوري» للمرسوم الاتحادي.

وامس اعلن وزير الداخلية اليوغوسلافي زوران زيفكوفيتش ان الحكومة الصربية عقدت اجتماعا خصص للتعاون مع محكمة الجزاء الدولية. وفي الوقت نفسه قالت وكالة صرب البوسنة «سرنا» امس ان سلطات بلغراد اعتقلت 3 من صرب البوسنة مدرجين على القوائم السرية للمطلوبين من محكمة جرائم الحرب الدولية. وأوضحت انه تم اعتقال اثنين منهم داخل اراضي صربيا بينما اعتقل الثالث داخل أراضي الكيان الصربي في البوسنة، واكدت انهم سلموا للقوات الاطلسية في البوسنة تمهيدا لتسليمهم لمحكمة لاهاي.

على صعيد آخر قال شهود عيان ان ما يقرب من ثلاثة آلاف من انصار ميلوشيفيتش تجمعوا مساء الاربعاء الماضي وسط بلغراد احتجاجا على قرار تسليمه الى محكمة الجزاء الدولية. وبعد التجمع في ساحة الجمهورية توجه المتظاهرون الى مقر البرلمان الاتحادي، وجاء التجمع بناء على دعوة من الحزب الاشتراكي الذي لا يزال ميلوشيفيتش رئيسا له. ورفع المتظاهرون يافطة ضخمة كتب عليها «من اجل صربيا حرة» ورفعوا صورا لميلوشيفيتش وهتفوا «اطلقوا سراح سلوبودان». يذكر ان محكمة لاهاي اتهمت ميلوشيفيتش بارتكاب جرائم حرب في كوسوفو.

وفي موسكو، التي كانت حليفا قويا لنظام ميلوشيفيتش لسنوات طويلة اصدر مجلس الدوما الروسي (البرلمان) امس بيانا دعا فيه يوغوسلافيا الى عدم تسليم رئيسها السابق لمحاكمته في الخارج. وتزعم حملة اصدار النداء الحزب الليبرالي الديمقراطي «القومي» المعروف باسم «حزب جيرينوفسكي». واشار الكسي بيتروفانوف نائب رئيس الحزب في كلمته بهذا الصدد الى ان تسليم ميلوشيفيتش يعتبر «اهانة للصرب على التجارة بالبشر، من منظور ان الدوائر الغربية تطرح تسليمه كشرط لتقديم المعونات ليوغوسلافيا».

غير ان النداء الصادر عن الدوما لا يعتبر ملزما للسلطة التنفيذية. وكانت الخارجية الروسية قد اشارت الى ان هذه القضية تعتبر شأناً داخلياً يوغوسلافياً، واكدت ان الرئيس فلاديمير بوتين لم يبحث هذه المسألة مع المسؤولين اليوغوسلاف.