التجمع الوطني السوداني يعلن موافقته بالإجماع على الورقة المصرية ـ الليبية

المعارضة تعتبر الورقة اختبارا حقيقيا لأطراف الصراع وتؤكد جديتها في التعامل معها

TT

في تطور سريع ومفاجئ أعلن التجمع الوطني السوداني المعارض أمس موافقته بالاجماع على الورقة التي تقدمت بها دولتا المبادرة المشتركة مصر وليبيا، مما ينفي كل ما تردد عن خلافات حول بعض بنودها بين قيادات الفصائل المختلفة.

ووصف الأمين العام للتجمع باقان اموم الورقة بانها ايجابية وتعد خطوة متقدمة في اتجاه الحل السياسي الشامل، مشيراً إلى أن التجمع الوطني رحب بها وكون لجنة في اجتماع امس برئاسة فاروق أبو عيسى لبلورة كل الآراء للفصائل المختلفة لرفعها للاجتماع في جلسة اليوم (الجمعة) لاتخاذ قرار بشأنها.

وأوضح المتحدث الرسمي باسم تجمع المعارضة السوداني حاتم السر علي أن هيئة القيادة بدأت أمس في النظر في المذكرة وأفردت لها جلسة خاصة للاستماع لملاحظات الفصائل المختلفة بصورة عامة. وقال «هناك اجماع من الفصائل حول المذكرة وتم تكوين لجنة برئاسة فاروق أبو عيسى وعضوية كل من د. منصور خالد وفتحي شيلا ود. شريف حرير وباقان اموم لاعداد مشروع للرد على المذكرة بناء على اراء الفصائل يتضمن الترحيب والاشادة، ويسلم الرد قبل انتهاء الاجتماع الذي يتوقع أن يستمر حتى الأحد المقبل لدولتي المبادرة المشتركة».

وقال حاتم السر ان مذكرة دولتي المبادرة «تعتبر اختبارا حقيقيا لمدى جدية ومصداقية أطراف الصراع السوداني لحل الأزمة عبر الطرق السلمية». وأشار إلى أن هذا الأمر الزم التجمع السوداني المعارض بالعمل بمسؤولية وايجابية مع هذا المسعى.

وكانت كواليس الاجتماع قد شهدت اجتماعاً ثنائياً بين محمد عثمان الميرغني رئيس التجمع ونيال دينق الممثل الشخصي للدكتور جون قرنق زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان في هذا الاجتماع وفسر البعض اللقاء بأنه لازالة بعض الخلافات حول الورقة، لكن نيال دينق أكد لـ«الشرق الأوسط» عقب الاجتماع بأن اللقاء لا علاقة له بالورقة المقدمة مشيراً إلى أن رؤية الحركة تم رفعها للجنة المختصة وان الاجتماع كان لأمر آخر في اطار التشاور المستمر بين الفصائل. كذلك اكد الأمين العام للتجمع انه لايوجد أي خلافات بين الفصائل حول الورقة المقدمة مشيراً إلى أن هناك اراء وملاحظات سيتم رفعها لأصحاب المبادرة مع الاتفاق التام على ايجابية بنودها والترحيب بها.

وحول تصريحات علي عثمان محمد طه النائب الأول للرئيس السوداني بأن الحوار لا يعني تصفية النظام الحاكم وأن الحديث عن تحويل النظام الحالي إلى نظام انتقالي والرئيس الحالي إلى رئيس انتقالي غير وارد، قال باقان اموم «ان القضية ليست البحث عن مناصب أو ضمان مناصب لأشخاص، انما البحث عن حل للقضية السودانية من أجل مصلحة أهل السودان».

وكان الميرغني التقى مساء أمس بالأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى لمناقشة ما توصل إليه اجتماع المعارضة السودانية حتى الآن ويعكس له تطورات الموقف الراهن في القضية السودانية وذلك قبل مغادرة عمر موسى اليوم إلى السودان.

وستتواصل اجتماعات تجمع المعارضة السودانية حتى الأحد المقبل وتقرر تخصيص الجلسة المسائية أمس للجنة المكونة لبلورة الآراء المطروحة حول الورقة المصرية وأن يواصل الاجتماع جلساته مساء غد للنظر في تقرير اللجنة.

ومن المنتظر ان يبدأ موسى اليوم زيارة الى السودان تستغرق يومين ويجري خلالها مباحثات مع الرئيس السوداني عمر البشير وكبار المسؤولين حول الجهود الرامية لتحقيق المصالحة والحفاظ على وحدة اراضي السودان. وسيشارك موسى ايضا في الاحتفالات السنوية بذكرى تولي جبهة الانقاذ الحكم في السودان.