هجوم كاسح على بيريس في حكومة إسرائيل بسبب لقائه مع عرفات

قالوا له: أنت تعرقل مهمة شارون لعزل الرئيس الفلسطيني في العالم

TT

تعرض وزير الخارجية الاسرائيلي، شيمعون بيريس، لهجوم كاسح من زملائه الوزراء في الحكومة بسبب لقائه مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في لشبونة. واتهموه بافشال مخطط رئيس الوزراء، ارييل شارون، لفرض عزلة دولية على عرفات، لخدمة الموقف الاسرائيلي.

ولم يدافع عن بيريس في الحكومة، سوى شارون نفسه، الذي قال انه وافق على هذا اللقاء ولذلك فانه يتحمل مسؤولية مشتركة مع وزير الخارجية عنه. وقال لوزرائه: «لقد أردنا ان نعطي فرصة أخيرة للقائد الفلسطيني حتى يتشجع لوقف النار. فاذا لم يستغل هذه الفرصة ويوقف النار، فاننا سنخرج في معركة واحدة وموحدة، بيريس وانا وأنتم، لمواجهته في العالم».

وكان بيريس قد دافع عن لقائه مع عرفات بالقول ان «من يعتقد ان الحل سيأتي بواسطة اركان القيادة الفلسطينية، فيكون ضيق الأفق ولا يفهم شيئاً في السياسة. فقط بالحوار يمكن تحقيق النتائج».

لكن الوزراء لم يقبلوا هذا. وعندما دافع شارون عن بيريس، غادر وزير السياحة، رحبعام زئيفي، جلسة الحكومة احتجاجاً. وانضم الى وزراء اليمين حتى وزراء من حزب العمل، ابرزهم وزيرة التعليم داليا ايتسيك، التي قالت: انا لا أفهم اجراء مثل هذا اللقاء في هذا الوقت بالذات. فالعالم كله يضغط على عرفات ويشكك في شرعيته كقائد للفلسطينيين. فلماذا نقوم نحن بانقاذه واعطائه الشرعية؟

وتساءل وزير البيئة، تساحي هنغبي: لماذا نفعل نحن ما لم يفعله الأميركيون، فالرئيس جورج بوش يرفض لقاء عرفات. فهل لقاء بيريس معه جاء ليحرج بوش ويفتح الطريق أمام تغيير قراره، بحيث يدعو عرفات لزيارة البيت الأبيض! الجدير ذكره ان شارون كان قد أعلن في بداية جلسة الحكومة ان الادارة الأميركية منحته حق اتخاذ القرار حول موعد بدء فترة الأسبوع، التي يتم فيها تجربة قرار وقف اطلاق النار. وانه لا يرى ان هذه الفترة يمكن ان تبدأ الآن، لأن الرئيس عرفات ما زال يتساهل مع رجاله ممن يطلقون النار. ويعني هذا التصريح، ان توصيات لجنة ميتشل لن تنفذ قريباً، كما كان يتوقع الفلسطينيون.