الفلسطينيون يتهمون الإدارة الأميركية بالتعاون مع إسرائيل على إجهاض توصيات ميتشل

يمينيون يهود يقذفون القنصلية البلجيكية في القدس بالحجارة وشارون يستنكر

TT

في الوقت الذي طالب فيه الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، الرئيس الاميركي جورج بوش، امس بطرح جدول زمني لتطبيق توصيات لجنة ميتشل، اعتبر وزير الحكم المحلي كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات، التفسير الاميركي لهذه التوصيات، بمثابة تعاون مع رئيس الوزراء الاسرائيلي، آرييل شارون، الهادف الى اجهاضها واسقاطها. وحذر من انه اذا لم يوضع جدول زمني لتطبيقها في غضون بضع ساعات، فان الامور ستنفجر بشكل لا احد يقدر مداه او شكله.

وقال عريقات، الذي كان يتكلم في مؤتمر صحافي عقد في رام الله، امس، بمناسبة انتهاء فترة اسبوع التجربة لوقف النار، «ان من الواضح ان اسرائيل هي التي تخرق اتفاق وقف النار بشكل منهجي، لانها غير معنية بتطبيق توصيات ميتشل، فشارون يريد ان يجر المنطقة، في حالة الاستنزاف هذه، حتى شهر اكتوبر (تشرين الاول) المقبل، حيث يعقد مؤتمر الليكود. وهو معني بتصعيد التوتر حتى ذلك الحين، ولا يريد ان يذهب الى رفاقه في اليمين المتطرف وهو ينفذ التوصيات، على ما تتضمنه من انسحاب لقواته وتجميد الاستيطان في القدس وسائر المناطق الفلسطينية. ويفعل ذلك على حساب قمع شعبنا وارهابه. ولكن الامر المستهجن هو ان تنجرف وراءه الادارة الاميركية، التي يفترض انها صاحبة تقرير ميتشل.

واعلن عريقات: «نحن نتحدى ان تأتي قوات محايدة لمراقبة وقف اطلاق النار. وليس صدفة ان اسرائيل هي التي تتهرب من ذلك. افلا يعني هذا انها تقصد الاستمرار في اطلاق النار وما يرافقه من مجازر بحق شعبنا وحصار».

وأكد عريقات ان توصيات لجنة ميتشل لا تتحدث ابدا عن مراحل منفصلة. بل انها تقول بكل وضوح ان وقف العنف هو عملية، يتم تدعيمها بواسطة نشاطات اعادة الثقة، ولا يفصل الامور بحيث يتوقف العنف اولا ثم تبدأ اعادة الثقة. وقال «وكل تفسير آخر للتوصيات هو تلاعب بها يهدف الى تقويضها. وقد نفهم ان يقوم شارون بذلك، لكننا لا نفهم قيام الادارة الاميركية بمساعدته على ذلك».

وكان الرئيس عرفات قد بعث برسالة الى الرئيس بوش يوضح له فيها ما تفعله اسرائيل لتشويه وتزوير توصيات لجنة ميتشل بهدف تقويضها. ويقول ان هذه عادة تقليدية لدى اسرائيل. فهي تفسر قرارات مجلس الأمن بطريقتها الخاصة وتشوه القانون الدولي. ويجب الا تعطى فرصة تشويه توصيات ميتشل، المفروض انها واضحة. ودعاه الى انقاذ هذه التوصيات وبالتالي منع التدهور في المنطقة، من خلال وضع الجدول الزمني الالزامي لتطبيق التوصيات، مع مراقبة دولية.

من جهة ثانية، تراجع شارون، عن تهديداته لتصفية السلطة الوطنية الفلسطينية والتخلص من الرئيس عرفات. واعلن، وهو في طريقه الى المانيا، امس، انه قصد القول إن «بامكان اسرائيل ان تحطم هذه السلطة وان تمنع عرفات من دخول اراضيها. لكنه لا يفعل ذلك». واضاف: نحن لا نتدخل في قرار الشعب الفلسطيني لقادته وزعمائه.

وكان شارون قد اصدر تعليماته، قبل سفره، بتوسيع نطاق العمل المخابراتي في المناطق الفلسطينية لرصد تحركات من يسميهم بالارهابيين الفلسطينيين ومرسليهم لتنفيذ العمليات في اسرائيل، وذلك في اطار تصعيد سياسة الاغتيالات. وواصل الحديث باعتزاز عن هذه السياسة، حتى وهو في الطريق الى اوروبا، غير مكترث بردود الفعل الغربية عليها، علما بأن نشطاء من اليمين الاسرائيلي، معسكر شارون، كانوا قد قذفوا بيت القنصل البلجيكي في القدس، عقابا لبلاده على المحاكمة التي تتم في بروكسل ضد شارون بسبب دوره في مجازر صبرا وشاتيلا. واحرج شارون من هذه الفعلة، فاصدر بيان استنكار.

يذكر ان شارون الغى زيارته المقررة الى بلجيكا، بسبب تلك المحاكمة. بيد ان وزير الخارجية البلجيكي، لوي ميشيل، طلب من نظيره الاسرائيلي شيمعون بيريس ان يرتب له لقاء مع شارون في المانيا. وهذا ما حصل. وسافر ميشيل خصيصا الى برلين، حيث قابل شارون امس، واعلن هناك انه لا يوافق على المحاكمة المذكورة.

من جهة ثانية، اعلن وزير الدفاع الاسرائيلي، بنيامين بن اليعزر، امس ، انه توصل مع المستوطنين في الضفة الغربية على ازالة 15 موقعا عسكريا ـ استيطانيا كانوا اقاموها خلال الاشهر الاخيرة. ومع ان قادة المستوطنين نفوا وجود اتفاق كهذا، الا ان المستوطنين بدأوا امس، في ازالة المواقع القائمة قرب مستوطنة «عيناف» قضاء نابلس وسيواصلون ازالة المواقع الاخرى، ليبقى فيها فقط الجنود الاسرائيليون، وبعضها بشكل ثابت واخرى بشكل مؤقت.