«الجناح الطائر» ينطلق اليوم في أول رحلة تجريبية

طائرة استطلاع أميركية من دون طيار تعمل على الطاقة الشمسية تحلق قرب حافة الفضاء لعدة أشهر

TT

تختبر وكالة الطيران والفضاء الاميركية «ناسا»، جناحا طائرا ينطلق اليوم من جزر الهاواي، يحلق بالطاقة المستمدة من الاشعة الشمسية على ارتفاع 100 الف قدم لفترة تمتد عدة شهور. وستصل هذه الطائرة الى حافات الفضاء.

وكان المهندسون قد صمموا في الماضي طائرات خاصة للوصول الى حافات الفضاء، مثل طائرة «اكس ـ 15» ذات الدفع الصاروخي التي كانت تحمل اجرأ الطيارين، للتحليق بسرعة تصل الى 7 مرات سرعة الصوت. لكنهم يأملون اليوم الوصول الى حافة الفضاء بالجناح الطائر الذي سيحلق بسرعة 25 ميلا في الساعة فقط.

ويطلق على الطائرة الجديدة اسم «نموذج هيليوس»، ويمتد عرض جناحها لمسافة 240 قدما، وقد صنع بدنها من انسجة الكاربون المركب، ومواد رغوية، ومن عجلات الدراجات الهوائية، وصفائح بلاستيكية، وغطيت بألواح شمسية بخلايا كهروضوئية لتحويل اشعة الشمس الى كهرباء. ويصل وزن الطائرة الى 1600 رطل انجليزي، وهي مزودة بـ14 محركا كهربائيا، قوة دفع كل منها مماثل لقوة دفع آلة كهربائية لتجفيف الشعر.

وتنطلق طائرة «هيليوس» التي يتم التحكم فيها من بعد، من ميدان للعمليات العسكرية تابع للبحرية الاميركية في هاواي. وان تمت الاختبارات بنجاح فان الطاقم المشرف على تحليق الطائرة سيحاول نهاية الشهر الجاري رفعها نحو ارتفاع 100 الف قدم، كاسرا بذلك الرقم القياسي للارتفاعات للطائرات المزودة بالمراوح، مما سيمهد الطريق لتطوير اسطول جوي منها يحلق على ارتفاع 80 ألف قدم او اكثر. وقال بيتر جاكوب الناطق الرسمي للبرنامج «اننا نسميها الطائرة الابدية».

وتعتبر «هيليوس» عملاقة بين الطائرات التي تحلق من دون طيار، التي تصمم باجنحة تتراوح امتداداتها من 6 بوصات الى 247 قدما. ويقول روبرت ميكلسن الباحث في هندسة الفضاء بمعهد جورجيا للتكنولوجيا في اتلانتا ونائب الرئيس السابق للجمعية الدولية للطائرات من دون طيار، ان الاهتمام بهذا النوع من الطائرات قد ازداد بعد ازدياد طلب وزارة الدفاع الاميركية على معدات آمنة لتنفيذ عمليات الاستطلاع. لكن مشكلة هذه الطائرات ان الكثير من الشركات التي صممتها «لم تستطع بيع واحدة او اثنتين منها» كما يقول ميكلسن. ويأمل مصممو «هيليوس» ان يحسنوا هذه الصورة. وقد ساهمت في تصميم الطائرة التي بلغت كلفتها 15 مليون دولار، وكالة «ناسا» سوية مع شركة «آيروفايرونمنت» في مونروفيا في كاليفورنيا التي تطور طائرات بالالواح الشمسية. وتأمل «ناسا» استخدام الجناح الطائر لدراسة الغلاف الجوي والارض من دون تلويثهما. كما ان كثافة الغلاف الجوي على ارتفاع 100 الف قدم توفر لـ«ناسا» ظروفا مشابهة لكثافة الغلاف الجوي للمريخ. ومن جهتها تأمل «آيروفايرونمنت» في تحويل الجناح الى قاعدة جوية للاتصالات الهاتفية والتواصل السريع بشبكة الانترنت، اقل كلفة من الاقمار الصناعية.

ويعكف المصممون على تجهيز «هيليوس» بحلول عام 2003 بخلايا الوقود التي تحول الهيدروجين والاوكسجين الى طاقة كهربائية. وان كانت الطائرة تحول اشعة الشمس نهارا الى طاقة كهربائية، فان ما يفيض منها يمكن استخدامه لتحليل حوالي سبع جالونات من المياه الى هيدروجين واوكسجين. وفي الليل يمكن عكس الآية لدمج الغازين في خلية الوقود وانتاج الطاقة الكهربائية اللازمة.

* خدمة «كريستيان ساينس مونيتور» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»