مومياء ملكية تهاجمها الميكروبات تثير أزمة بين إيران وباكستان

TT

تثير مومياء غامضة لملكة فارسية محنطة على الطريقة المصرية القديمة المشاكل بين ايران وباكستان، رغم ان الميكروبات بدأت تهاجم المومياء التي يعود تاريخها الى 2600 عام.

وقالت الدكتورة اسماء ابراهيم خبيرة الترميم في المتحف الوطني بكراتشي انه من المقرر تعريض المومياء الملكية الى اشعة جاما لقتل الميكروبات الموجودة داخلها. واشارت الى انه من المتوقع خلال الايام المقبلة حفظ المومياء في النيتروجين السائل في درجة حرارة 14 تحت الصفر . ويحاول خبراء متحف كراتشي استعارة وحدة متنقلة للاشعة السينية لتصوير مقاطع من المومياء الفارسية لتقدير حجم اصابتها قبل بدء عملية العلاج. وكانت الشرطة الباكستانية قد عثرت على المومياء الملكية في صندوق مغلق خلال غارة على منزل «شخصية مهمة» بمدينة كويتا الجنوبية في إقليم بلوخستان الباكستاني الواقع على الحدود مع ايران و أفغانستان.

وتطالب السلطات الايرانية بالمومياء الفارسية باعتبارها جزءا من الارث التاريخي للبلاد، ولكن بعض الخبراء يشير الى انها مومياء فرعونية هربت من مصر، و لم تتوفر معلومات عن المكان الاصلي الذي جاءت منه المومياء، خلال موجة اندفاع السكان في فترة الستينيات واوائل السبعينيات على حفر القبور في منطقة خاران الحدودية بإقليم بلوخستان. وقال محمد زائيري عمراني القنصل الايراني العام في كراتشي اول من امس ان المومياء فارسية تعود لبلاده، وانها عبرت الحدود الى مدينة كويتا في قوافل المهربين، فيما قال مسؤول باكستاني رفض الكشف عن اسمه ان المومياء باكستانية، ولن يفرطوا فيها. وعلى الطرف الآخر، قال الدكتور احمد حسن داني الخبير الاثري ان المومياوات ارتبطت ببلد واحد فقط اسمه مصر، وعرفت باسم مومياوات الفراعنة. واضاف «لم نعرف من قبل عن مومياوات عثر عليها في ايران او العراق». من جهته، اعرب البروفسور علي رضوان العميد السابق لكلية الآثار بجامعة القاهرة في اتصال هاتفي اجرته معه «الشرق الاوسط» عن اعتقاده ان الفرس عرفوا فن التحنيط خلال احتلالهم لمصر حيث ظلوا الى ان طردهم الاسكندر المقدوني مؤسس دولة البطالمة عام 332 قبل الميلاد. واضاف ان مصر في هذه الفترة كانت احدى الولايات الفارسية، ولم يستبعد رضوان تعلم الفرس فن التحنيط عن طريق الكهنة المصريين. وتعتقد المصادر الباكستانية أن المومياء الملكية كانت معروضة للبيع مقابل مبلغ يتعدى المليون دولار قبل عثور الشرطة عليها العام الماضي. يذكر أن المومياء عثر عليها ملفوفة بأقمشة مشمعة بنية اللون داخل تابوت خشبي وقد وضع على رأسها تاج من الذهب وزين الصدر بدرع من الذهب أيضا، ويقول علماء الآثار الذين فحصوها ان عمرها يبلغ نحو الفين وستمائة عام.