مشرف: لن أبحث مع رئيس الوزراء إلا قضية كشمير

TT

إسلام أباد ـ أ.ب: قال الرئيس الباكستاني الجنرال برويز مشرف امس ان على باكستان والهند ان تتفقا على توجه وجدول زمني لحل نزاعهما المستمر عقودا، والمتعلق باقليم كشمير، الذي ظل يمثل نقطة صدام خطرة بين العدوتين الذريتين.

واضاف انه اذا توفر الصدق وحسنت النيات بين الطرفين «يمكن الوصول الى نتائج في اقل من عام».

وقال انه عازم على الا يسمح لأية قضية اخرى بعرقلة الجهود من اجل حل نزاع كشمير، الذي تسبب في اندلاع حربين بين الدولتين بجنوب آسيا، خاصة وهو سيلتقي برئيس الوزراء الهندي آتال بيهاري فاجبايي في الفترة من 14 الى 16 يوليو (تموز) الحالي بنيودلهي.

وقال مشرف: «ظللنا نتحدث عن التجارة والعلاقات التجارية والعلاقات الاقتصادية، والعلاقات الثقافية، وعن تحسين الاتصالات بين البلدين. وهذا بمثابة وضع العربة امام الحصان، وتجاهل كشمير، ولا يمكن الاستمرار فيه».

واشار الى: «ان اقامة علاقات جيدة بين الجارتين ليس ممكنا بدون الوصول الى اتفاق حول كشمير، لان مثل هذا الاتفاق، سيحل عقدة جميع المشاكل الاخرى، ويؤدي الى حلها ويسمح بالتالي بالتحرك الى الامام».

واضاف مشرف انه ينوي الاجتماع بقادة المجموعة الانفصالية الاساسية من كشمير، خلال زيارته الى الهند.

وكان القائد العسكري الذي نصب نفسه رئيسا بعد ان استولى على السلطة في انقلاب سلمي عام 1999، مرتاحا بعد مباراة في التنس وهو يعلن انه سيعيد الديمقراطية للبلاد في السنة المقبلة.

وقال انه سيجري انتخابات في اكتوبر (تشرين الاول) عام 2002 ولكنه لن يخوضها.

واضاف: «انا لست سياسياً.. ولا اعتقد انني خلقت لاصبح سياسيا، ومن المؤكد انني لن اخوض الانتخابات».

وفي ظل امتلاك الهند وباكستان للاسلحة الذرية، ينتشر الخوف من ان يؤدي اي نزاع حول كشمير الى حرب شاملة بين الدولتين. اذ اندلع قتال عنيف قبل عامين، واستمر اسبوعا، عندما اقتحم مقاتلون كشميريون من باكستان الحدود، وتوغلوا داخل كشمير الهندية، خارقين وقف اطلاق النار.

وعند انفصال الباكستان عن الهند عام 1947 بعد نهاية الحكم البريطاني، ترك مصير امارة كشمير دون تحديد من قبل الحكام الاستعماريين القدامى فبادرت الهند بالاستيلاء على ثلثي الاقليم دائم الخضرة بجبال الهيملايا، بينما استولت باكستان والصين على الباقي. وفي عام 1989 بدأت حركة تمرد اصولية باقليم كشمير، وهو الاقليم الوحيد ذو الاغلبية الاسلامية في الهند باغلبيتها الهندوسية.

وتتهم الهند جارتها بدعم حركة التمرد التي تشن هجمات عبر الحدود. وتقول ان النضال الكشميري ذو طابع محلي، كما تتهم الجيش الهندي بارتكاب خروقات واسعة لحقوق الانسان.

وتقول الهند ان نحو 30 الف شخص ماتوا في القتال، ولكن جمعيات حقوق الانسان المستقلة، تقول ان الذين قتلوا ضعف هذا العدد. وتقول باكستان ان الهند لها 600 الف جندي بكشمير.

واعرب رئيس الوزراء الهندي بدوره عن رغبته ايضا في اثارة قضية كشمير. وقال انه دعا مشرف للمفاوضات على امل خلق «مناخ ملائم» لحل مشكلة كشمير.

وعندما سئل مشرف عما يأمل في تحقيقه في المفاوضات حول كشمير قال: «يجب ان نحدد توجها واضحا للعمل، وربما نصل الى اطار زمني لتحقيق ذلك».

وفي اشارات لتحسين الاجواء، وعد فاجبايي بتقديم بعثات بالمعاهد التقنية الهندية لـ20 من الطلاب الباكستانيين.

وقال مشرف ان العلاقات بين البلدين لا تؤثر فقط على خمس البشرية الذي يعيش في البلدين، بل تؤثر على منطقة جنوب آسيا بأكملها. واضاف: «يجب الا نخيب آمال شعبي الهند وباكستان، او شعوب الاقليم، وشعوب العالم».