البشير يعلن أن الخرطوم لن تقبل الا الوحدة مع مصر وعبيد يؤكد أن السلام قادم

TT

أكد الجانبان السوداني والمصري في ختام اعمال الدورة الاولى لاجتماعات اللجنة العليا المشتركة، ان المبادرة المصرية ـ الليبية تمثل الاطار المناسب لتوحيد الجهود نحو تحقيق التسوية السلمية في السودان. وأعلن الرئيس السوداني عمر البشير بعد لقائه على هامش الاجتماعات رئيس الوزراء المصري عاطف عبيد «ان السودان لن يقبل باقل من الوحدة مع مصر»، فيما اشار عبيد الى «ان السلام في السودان قادم.. قادم بجهد المخلصين».

وأعلنت القوات المسلحة السودانية امس وقوفها ودعمها للحكومة في خطواتها الرامية لاحلال الوفاق عبر جهود المبادرة المشتركة. وقال الفريق محمد بشير سليمان الناطق باسم الجيش السوداني «ان القوات منحت الرئيس الفريق عمر البشير تفويضا للمضي قدما في انفاذ مقترحات القاهرة وطرابلس».

وأعرب الجانب المصري في اجتماعات اللجنة العليا المشتركة عن تقديره لموافقة الحكومة السودانية والقوى السياسية الاخرى على هذه الورقة المقدمة من دولتي المبادرة بشأن الحل السياسي الشامل للنزاع، مؤكدا اهمية العمل المثابر لوضع كل ما جاء بها موضع التنفيذ بما يوقف الحرب ويحقق وحدة السودان وسلامة اراضيه ويحقق تطلعات كافة ابنائه في مستقبل افضل.

ودعا البيان المشترك الصادر عن اجتماعات اللجنة التي استغرقت يومين واختتمت اعمالها امس، الى ضرورة الوقف الفوري الشامل لاطلاق النار في جنوب السودان تخفيفا للمعاناة الانسانية التي تقع على كاهل المواطنين الابرياء في المنطقة، وثمن الجانب المصري في هذا الصدد اعلان الحكومة السودانية المتكرر للوقف الفوري والشامل لاطلاق النار.

وعقد رئيسا الجانبين في اللجنة علي عثمان محمد طه النائب الاول لرئيس الجمهورية السوداني وعاطف عبيد رئيس الوزراء المصري مؤتمرا صحافيا مشتركا في نهاية الجلسة الختامية التي تم خلالها التوقيع على 21 اتفاقية وبروتوكولا ومذكرة تفاهم في كافة المجالات الاقتصادية والتجارية والسياسية والثقافية. واعلن عبيد في المؤتمر «ان السلام في السودان قادم، قادم، والعقلاء من يسرعون لتحقيقه، وان القناعة كاملة والتيار جارف والالتزام منا جميعا موجود لتحقيق السلام. وليس هناك وقت نضيعه الا في التنمية». وقال «نحن متفائلون بتحقيق السلام والوفاق في السودان وحرصنا الاكبر ان يكون السودان موحدا ووطنا للجميع». واكد ان المؤتمر الجامع المرتقب للقوى السياسية السودانية سيكون مؤتمرا من أجل ايقاف الحرب ولقاء سودانيا من البداية حتى النهاية، وان دور الاطراف الاخرى هو المؤازرة والمساندة فقط لتعميق ما يتفق عليه ابناء السودان. من جانبه قال طه ان المبادرة المشتركة تسعى الى دفع عملية السلام والوفاق وتتيح لاهل السودان ان يتحاوروا لتعزيز وحدتهم.

وكان الجانبان قد اعلنا في الجلسة الختامية انهما اتفقا على مراجعة كافة العوائق التي تعترض مسار تقدم العلاقات بين البلدين والعمل على ازالتها خاصة تلك المتعلقة باعادة الممتلكات المصرية في السودان. وعبرا عن حرصهما خلال الكلمات التي تبادلاها ان تكون العلاقات قائمة على شراكة موضوعية وتجاوز مرارات الماضي التي ادت الى انقطاع التواصل، كما اكدا انه لن يكون هناك اي حجر عثرة في طريق العودة بالعلاقات الى طبيعتها.

والتقى الوفد المصري مساء اول من امس بالرئيس عمر البشير وابلغ احمد عبد الحليم سفير السودان لدى مصر الصحافيين عقب اللقاء ان البشير اكد للوفد ان السودان لن يقبل بأقل من الوحدة مع مصر. وشدد على ضرورة اقامة علاقات استراتيجية بين الخرطوم والقاهرة على اسس راكزة. واكد ان الامر متفق عليه بين القيادة السياسية في البلدين.

من جهتها اعلنت القوات المسلحة السودانية وقوفها ودعمها للحكومة في خطواتها الرامية لاحلال الوفاق عبر جهود المبادرة المشتركة. وقال الفريق محمد بشير سليمان الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة ان القوات منحت الرئيس الفريق عمر البشير تفويضا للمضي في انفاذ مقترحات القاهرة وطرابلس.

واضاف في تصريحات نقلتها وكالة الانباء السودانية الرسمية عقب لقاء الرئيس البشير (القائد العام للقوات المسلحة) بقيادة القوات مساء اول من امس ان الرئيس قدم تنويرا لقيادات القوات المسلحة بشأن تطورات المبادرة وان الاسبقية في التنوير كانت لقيادات الجيش باعتبارهم الشريحة المعنية بامر الحرب والسلام. واكد ان ضرورة تحقيق السلام وايلائه الاهمية اللازمة من قبل الحكومة لجمع كلمة الطيف السياسي في السودان حتى تنصرف البلاد للتنمية والبناء. واضاف محمد بشير سليمان ان القوات المسلحة داعية سلام وان المشكل الذي يتحارب من أجله الفرقاء السودانيين لن يحل الا عبر التفاوض والحوار.