حزب الله: إسرائيل أثارت موضوع «الفيديو» لتغطية عجز قواتها في ساحة المعركة

نفى استخدامه سيارات قوات الطوارئ في عملية الأسر

TT

وصف رئيس كتلة نواب «حزب الله» في البرلمان اللبناني محمد رعد اثارة اسرائىل موضوع شريط الفيديو الذي صورته القوات الدولية في اليوم التالي لعملية المقاومة الاسلامية التي اسفرت عن اسر ثلاثة جنود من قوات الاحتلال في مزارع شبعا في 17 اكتوبر (تشرين الاول) 2000 بأنه «مسرحية... وفيلم اسرائيلي مركب، يعكس ادعاءات فارغة لتغطية عجز الجيش الاسرائيلي في ساحة المعركة، ولتوريط الامم المتحدة والضغط عليها لفتح باب تبادل الاسرى وفق شروط العدو المرفوضة تماماً قبل المقاومة».

واضاف رعد الذي كان يتحدث امس، اثناء لقاء عقده في مدينة صيدا الجنوبية مع رئيس لجنة الصداقة اللبنانية - الكندية في البرلمان الكندي النائب ايفون شارليونو: «ان اسرائيل ارادت توريط القوات الدولية لتصفية حساباتها معها» وقال «ان المقاومة لم تستخدم سيارات قوات الطوارئ الدولية في عملية اسر الجنود الصهاينة في مزارع شبعا في اكتوبر من العام الماضي».

وعلق النائب رعد على المهمة التي قام بها الموفدون الدوليون في بيروت يوم الجمعة الماضي، وقال: «امام التهويل المبالغ فيه الذي يمارسه شارون ويبثه في اوساط الرأي العام الدولي من الطبيعي ان يتوافد الموفدون الدوليون لتوظيف هذا التهويل من اجل ممارسة ضغوط على لبنان وسورية تحت عنوان «النُصح لتحقيق سلام وفق الشروط الاسرائيلية». وهذا التهويل لن يثني المقاومة الاسلامية ولا الشعب اللبناني عن الصمود ازاء المخاطر والاصرار على مواجهة الاحتلال حتى طرده من آخر حبة تراب من ارضنا المحتلة».

وتابع رعد: «لن نخضع للشروط الاسرائىلية وسنستمر في مقاومتنا حتى تتحقق كامل اهدافنا وفي طليعتها اطلاق سراح الاسرى المعتقلين واسترداد كل حبة تراب يحتلها الاسرائيلي ليس فقط في مزارع شبعا وانما في تلال كفرشوبا وكل نقطة تحفظنا عليها على الخط الازرق». وخلص الى القول: «ان الاسرائيلي في مأزق ويهدد بحرب شاملة وهو لا يستطيع ان يجرّ المنطقة لمثل هذه الحرب التي تكلفه اكثر من غيره خسائر في كل المجالات».

من ناحية اخرى اعتبر مسؤول منطقة الجنوب في «حزب الله» الشيخ نبيل قاووق «ان المعادلة الجديدة التي كرستها المقاومة الاسلامية في الرد على اي عدوان اسرائىلي هي انتصار للبنان ولسورية ولكل الحلفاء ومن شأنها ان تحمي المدنيين والبنى التحتية والسيادة اللبنانية وتبقي العدو قلقاً منتظراً المزيد من عمليات المقاومة دون ان يقوى على دفع الموت عن جنوده الخائفين داخل المواقع التي يحتلها في الاراضي اللبنانية».

وقال قاووق خلال احتفال اقامه «حزب الله» في بلدة خربة سلم في القطاع الاوسط من الجنوب «ان المقاومة ردعت شارون واجبرته ان يلتزم حدود هزيمته وان يطلب من المقاومة التهدئة بعد ان سقطت كل تهديداته للبنان ووعوده لجيشه من انه سوف يرد على كل عملية للمقاومة بقصف موقع سوري».

وشدد قاووق على ان «كل الاوهام والمناورات واستعراض القوة الاسرائيلية اسقطتها المقاومة وكشفت زيفها بأقل من نصف ساعة، وهذا دليل على افلاس العدو عسكرياً وسياسياً وأمنياً»، مضيفاً «ان القرار الذي اتخذه الامين العام لحزب الله بالرد السريع والجهوزية الكبيرة للمقاومة فاجأ الصهاينة والاميركيين واسقط كل اهداف العدو التي كان يسعى اليها من وراء قصف الموقع السوري».

وقال قاووق «ان عظمة الانتصار واستمرار المقاومة جعلت اسرائىل تقف يائسة وعاجزة عن وقف العمليات في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، ما دفع بشارون جزار صبرا وشاتيلا الى زيارة واشنطن ولندن وباريس محاولا وقف عمليات حزب الله».

وخلص الى القول «بعد ان ردت المقاومة على استهداف الصهاينة للرادار السوري بات الصهاينة يستجدون امنهم واصبح المبعوثون الدوليون يستجدون الرؤساء في بيروت ودمشق ويطلبون ضبط النفس علهم يساعدون في تخفيف العمليات على العدو المحتل في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا» وتساءل «اين كان هؤلاء المبعوثون عندما كانوا يسمعون صوت اغاثة معتقلينا او يسمعون استغاثة الشعب الفلسطيني؟!».

وفي هذا الاطار التقى الحاج وفيق صفا رئيس لجنة الارتباط والتنسيق في «حزب الله» ممثل الامين العام للامم المتحدة في جنوب لبنان ستيفان دوميستورا اول من امس حيث ابلغه موقف الحزب المستنكر لموضوع شريط الفيديو الذي صورته القوات الدولية. وقال مصدر مسؤول في الحزب لـ«الشرق الاوسط» انه باتت لدى الحزب اسئلة وشكوك حول دور الامم المتحدة في الجنوب، علماً ان هذا الدور محدد بالقرار 425. واستغرب المصدر اقدام القوات الدولية على تزويد العدو الاسرائيلي بمعلومات تتعلق بمناطق لبنانية.

ومن المتوقع ان يتناول امين عام «حزب الله» الشيخ حسن نصر الله هذه المسألة بالتفصيل في خطاب يلقيه اليوم (الاثنين) في مؤتمر الاحزاب العربية الثالث الذي ينعقد في فندق الكارلتون في بيروت تحت عنوان «دورة انتفاضة الأقصى».