لقاء مفاجئ بين الميرغني والأمين العام للحزب الحاكم في السودان

TT

في تطور جديد ومفاجئ اجتمع زعيم المعارضة السودانية رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي محمد عثمان الميرغني امس مع البروفسور ابراهيم احمد عمر الامين العام للمؤتمر الوطني الحاكم في السودان. وقال بيان صادر من مكتب الميرغني ان اللقاء جاء للتفاكر حول بنود الورقة المشتركة التي قدمتها دولتا المبادرة المصرية ـ الليبية.

واشار البيان الى ان اللقاء كان صريحا ووديا اتفق فيه الجانبان على تعزيز هذه المبادرة لما تحمله من توافق اهل السودان عليها. ومن جانبه اكد فتح الرحمن شيلا عضو هيئة قيادة التجمع الوطني الديمقراطي (تحالف المعارضة) والسكرتير العام للحزب الاتحادي الديمقراطي، ان اللقاء يؤكد مصداقية تجمع المعارضة السودانية تجاه الحل السياسي الشامل باعتباره خيارا استراتيجيا بالنسبة للتجمع كما يساعد في نفس الوقت على تهيئة المناخ. وقال ان كلا الطرفين ابدى وجهة نظره.

وعقد البروفسور ابراهيم احمد عمر لقاءه مع الميرغني خلال توقفه في القاهرة وهو في طريقه الى بيروت لحضور اجتماع للاحزاب العربية. من جهة ثانية علمت «الشرق الأوسط» ان لجنة المبادرة المشتركة تدرس حاليا الردود التي تقدمت بها كل من الحكومة السودنية والتجمع الوطني الديمقراطي وحزب الأمة والمقترحات التي قدمها كل طرف والتي على ضوئها تتحدد ملامح المرحلة الثانية، حيث أكدت مصادر مطلعة ان اللجنة ستقرر على ضوء ما تتوصل اليه من نتائج حول الردود المختلفة ما سيتم في المرحلة الثانية سواء عقد اجتماع على مستوى مندوبين من الاطراف الثلاثة ولجنة المبادرة لمناقشة المقترحات المقدمة للوصول الى صيغة نهائية تقوم على المبادئ الخاصة بالمبادرة المشتركة يتفق عليها كل الاطراف، أو عقد لقاء قمة بين الرئيس السوداني عمر البشير ورئيس التجمع السوداني المعارض محمد عثمان الميرغني ورئيس حزب الأمة الصادق المهدي في حالة عدم وجود تباين كبير في وجهات النظر حول المبادئ المطروحة في الورقة المصرية ـ الليبية بعد الاقتراحات.

وقالت المصادر انه في حالة التوصل الى اتفاق كامل حول المبادئ من خلال لجان من الاطراف او لقاء قمة سيتم الاتفاق مع الاطراف السودانية على موعد ومكان المؤتمر الجامع وتحديد المشاركين فيه. ولكن مصادر سودانية معارضة اشارت الى ان المعضلة القادمة ليست في الاتفاق على المبادئ الأساسية للمبادرة باعتبار ان هناك اتفاقا مبدئىا عليها، كما ان الاضافات التي ستدخل عليها ليست مشكلة يمكن ان تؤجل مسار الحل السياسي ولكن المشكلة ربما تتمثل في تحديد المشاركين في المؤتمر الجامع حيث تحاول الحكومة فرض احزاب ليست ذات وزن جماهيري للمشاركة وذلك بهدف وجود اطراف جديدة داخل المؤتمر الجامع تدعم مطالب الحكومة لتمرير بعض برامجها المرفوضة من المعارضة السودانية، ولكنه اشار الى ان الحكومة اليوم ليست في وضع يسمح لها بكسب مزيد من الوقت خاصة من بين صفوفها ممن هم أكثر اصرارا على تجاوز المأزق الذي يواجه النظام الحالي. وقالت المصادر ان الكرة الآن في ملعب دولتي المبادرة وهما مطالبتان بالاسراع في تحديد المرحلة المقبلة.