محادثات كردية/كردية في شمال العراق لتطبيع العلاقات بين البارزاني والطالباني

بداية المرحلة الثانية من عملية تبادل العائلات المُرحّلة

TT

اربيل: شمال عقراوي تبدأ اليوم في مدينة السليمانية بشمال العراق محادثات بين حزبي الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال الطالباني والديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود البارزاني لبحث عملية السلام وتطبيع العلاقات بين الجانبين اللذين يقتسمان ادارة اقليم كردستان العراق منذ عدة اعوام.

وأبلغ مصدر قيادي في الاتحاد الوطني «الشرق الأوسط» ان وفد الحزب الديمقراطي في لجنة السلام العليا بين الطرفين سيصل الى السلمانية اليوم لبدء المحادثات التي سوف تبحث في اهم نقاط الخلاف، وهي عقد اول جلسة مشتركة لما يسميه الديمقراطي الكردستاني بـ«المجلس الوطني لكردستان العراق» (البرلمان)، فيما يسميه الطرف الاخر بـ«المجلس الانتقالي» وفقا لاحد بنود اتفاقية واشنطن المبرمة بين الحزبين في سبتمبر (ايلول) 1997 برعاية اميركية. كما يبحث الجانبان مسألة تقاسم الواردات، اضافة الى فتح مكاتب للحزبين في المناطق التي يديرانها. في الوقت نفسه، وعلى صعيد خطوات التطبيع التي يبدو أنها جارية بخطى حثيثة، غادرت يوم امس الوجبة الثانية من العوائل المرحلة نتيجة الاقتتال الداخلي منذ 1994 وحتى 1997 وتشمل 59 عائلة من السليمانية الى اربيل، فيما وصلت 55 عائلة من اربيل الى رانية ودوكان والسليمانية وينجوين وكفري وكلار.

وزاد المصدر الكردي ان المنازل التي هجرها المرحلون الى اربيل قد أخليت من ساكنيها الذين شغلوها بشكل مؤقت وأعيدت الى مالكيها الأصليين، فيما جرى الأمر نفسه بالنسبة الى المرحلين في حينه الى السليمانية.

ومن ناحية اخرى علمت «الشرق الأوسط» ان مداولات ستجرى بين ممثلي الحزبين الكرديين حول عودة المرحلين من منطقة «بهدينان» التي تشمل زاخو ودهوك وعقرة والعمادية، الى اماكن سكناهم، مما سيعطي دفعة «قوية لخطوات التطبيع بين الحزبين الكرديين».

وقد جرت عملية اعادة العوائل باشراف لجنة تنسيق بين الحزبين تمركزت في نقطة (بيرر) الفاصلة بين منطقتي نفوذ الحزبين، والواقعة بين بلدة كويسنجق ومدينة اربيل عاصمة الاقليم. وأكد مسؤول ملف المبعدين في وفد الديمقراطي الكردستاني الدائم لاجتماعات السلام مع الاتحاد الوطني، اكد لـ«الشرق الأوسط» ان اكثر من 370 عائلة مرحلة من انصار الطرفين ومصنفة ضمن الفئة التي لا مشاكل قانونية وعقارية لها، ستعود لمناطقها ضمن المرحلة الأولى لاعادة المرحلين بسبب الاقتتال بين الحزبين. واضاف (عارف طيفور) عضو لجنة السلام في الديمقراطي الكردستاني ان لجنة السلام بين الطرفين تمكنت قبل فترة من حسم 130 مشكلة عقارية لانصار الحزبين مما عزز الثقة بين الجانبين وساعد على البدء بعملية اعادة العوائل. وكان الجانبان قد تبادلا اول مجموعة من العوائل في الرابع والعشرين من يونيو (حزيران) الفائت. وعدا العوائل المصنفة ضمن الفئة الأولى، هناك مئات العوائل لا تزال تنتظر في اربيل والسليمانية ان تحل اجتماعات السلام مشاكل افرادها في المجالات الوظيفية والعقارية لتتمكن من العودة لمناطقها.