مندوب العراق لدى الجامعة العربية: لا توجد وساطة مصرية أو أردنية ومستعدون لاستقبال المبعوث الروسي بصفته الشخصية فقط

TT

اعتبر الدكتور محسن خليل مندوب العراق الدائم لدى الجامعة العربية أن فشل واشنطن ولندن في تمرير مشروع العقوبات الذكية داخل مجلس الأمن الدولي مؤخراً هو بمثابة انتصار للدبلوماسية العراقية وكنتيجة للرفض العربي خاصة دول الجوار الجغرافي للعراق لهذا المشروع.

وتوقع الدكتور خليل في حديث أمس لـ«الشرق الأوسط» تعرض العراق لضربة عسكرية أميركية على نطاق واسع للتغطية على ما وصفه بالفشل الأميركي ولارهاب العراق والدول العربية الرافضة للسياسة الأميركية تجاه العراق.

ونفى المندوب العراقي الدائم لدى الجامعة العربية أن يكون العراق بصدد المراهنة على دور روسي ينهي الحصار المفروض عليه. وقال الدكتور محسن خليل ان العراق على استعداد لاستقبال المبعوث الروسي فورنتسوف المكلف متابعة ملف الأسرى والمفقودين الكويتيين لدى العراق من قبل الأمم المتحدة بصفته الشخصية وخارج قرارات المنظمة الدولية.

* بعد فشل واشنطن ولندن في تمرير خطة العقوبات الذكية، هل تعتبر هذا الفشل انتصاراً للدبلوماسية العراقية أم نتيجة للموقف الدولي الراهن؟

ـ ما حصل، يسجل بلا شك، انتصاراً للدبلوماسية العراقية. وهو أيضاً انتصار للدول العربية التي أعلنت رفضها ومعارضتها للعقوبات الذكية. وعندما نضع فشل واشنطن في ميزان المعالجة الموضوعية نجد أن البيئة الدولية والعربية قد تغيرت إلى حد كبير. قد لا يكون التغير في النوع ولكنه في الدرجة، وهو أمر مهم في اطار البيئة الراهنة للنظام الدولي، لأن هذا التغير يشير إلى حدوث ثغرات وتشققات في جدار الهيمنة الأميركية، ومن هنا يمكن القول ان الفشل الأميركي هو حصيلة لعدة عوامل، أولها كفاءة الدبلوماسية العراقية وأحد عناصرها المهمة نمو عوامل الصمود والمقاومة الذاتية، وثانيها المستجدات في الموقف الدولي وأبرزها التصلب الروسي، وثالثها الرفض العربي للمشروع الأميركي وأهم ما فيه رفض دول الجوار العربي لهذا المشروع.

* هل ما زلتم تتوقعون ضربة عسكرية أميركية ـ بريطانية مشتركة في أعقاب هذا الفشل؟

ـ نعم نتوقع ضربة عسكرية، مع التذكير بأن القصف الجوي الأميركي للعراق متواصل يومياً منذ ديسمبر (كانون الاول) 1998، وبلغ اجمالي طلعاته نحو 33 ألف طلعة جوية، ولكن ما نتوقعه هو عمل عسكري على نطاق واسع للتغطية على الفشل الأميركي ولارهاب العراق والدول العربية وغير العربية التي بدأت تظهر رفضها الصريح والمباشر للسياسة الأميركية تجاه العراق من جهة، ومن جهة ثانية لأن الادارة الأميركية الحالية أعطت الأولوية في سياستها الخارجية للعراق، ولهذا كثفت وتكثف جهودها الدبلوماسية والسياسية وتطرح على الساحة العربية والدولية موضوع مقايضة العراق بفلسطين، بمعنى أنها تريد استدراج العرب وبعض الدول التي يهمها الوضع في المنطقة العربية والصراع العربي ـ الصهيوني، لكي تقبل بسياسة أميركا ضد العراق مقابل وعود أميركية لحلحلة عقدة ما يسمى بالتسوية والتوصل إلى حل بين السلطة الفلسطينية والكيان الصهيوني.

* لماذا يبدو الحديث العراقي عن توقع مثل هذه الاجراءات كأنه استفزاز صريح للادارة الأميركية؟

ـ ليس من الانصاف أن يسمى دفاع العراق عن سيادته وحريته واستقلاله ازاء دولة امبريالية كأميركا، مصممة على اعادة استعماره باسم الشرعية الدولية استفزازاً. كل ما يريده العراق هو حقه في الحياة والتطور، وأميركا مصممة على استمرار الحصار. أسباب الحصار انتهت، وقرارات مجلس الأمن، التي صاغتها أميركا بنفسها، قررت أن الحصار يرفع عندما تدمر أسلحة العراق الاستراتيجية، وقد دمرت، فأين الاستفزاز عندما يرفض العراق أن يوضع تحت نظام وصاية وانتداب.

* هل يمكن المراهنة على دور روسي ينهي الحصار المفروض على العراق؟

ـ العراق لا يراهن إلا على نفسه. على قدرات شعبه وقيادته. على الصمود والمقاومة. وقد فعل ذلك مدة 11 سنة، لذلك عندما يتحدث لا يمكن أن يصنف حديثه على خانة الشعارات اللفظية أو الادعاءات. ان ما وقع على العراق لو وقع على أميركا نفسها وبالصورة نفسها مدة سنة واحدة لحصل فيها ما لا يخطر على بال أحد. لكننا نحترم ونقدر تقديراً عالياً الموقف الروسي ودوره في وأد المشروع الأميركي الأخير، مثلما نقدر مواقف «أشقائنا العرب الذين رفضوا المشروع». وكذلك نقدر كل كلمة شريفة أطلقت ضد المشروع. الأساس الذي نراهن عليه شعبنا، وقد نجح رهاننا.

* هل ثمة وساطة عربية خاصة من مصر والأردن لفتح قنوات حوار بينكم وبين الادارة الأميركية؟

ـ لا توجد مثل هذه الوساطة، واذا أراد الأميركان ان يفتحوا قنوات الحوار معنا فنحن لا نرفضها.

* هل توجد شروط عراقية محددة لاجراء مثل هذا الحوار؟

ـ ليس لدينا شروط، ولكن لا بد من أسس للحوار، أهمها أن يكون بدون شروط مسبقة.

* لماذا تمتنع بغداد عن استقبال المبعوث الروسي المكلف من الأمم المتحدة بمتابعة ملف الأسرى والمفقودين الكويتيين؟

ـ أولاً ليس لدى العراق أسرى كويتيون. قد يكون هناك مفقودون. ولهؤلاء قواعد يعتمدها الصليب الأحمر الدولي في التحري والكشف عن مصير المفقودين. ونحن نلتزم التزاماً كاملاً بهذه القواعد ونتعاون مع الصليب الأحمر في تنفيذها. أما بالنسبة لفورنتسوف فليس له الصفة التي نستقبله بها. فهو ثمرة للقرار 1284، ونحن رفضنا هذا القرار، فكيف نستقبله بصفته يمثل قراراً رفضناه؟ أما إذا أراد أن يأتي بصفته الشخصية وخارج اطار القرار 1284 فأهلاً به في العراق في أي وقت.

* لماذا في تقديركم سعد فورنتسوف لطلب وساطة مصر في هذا الاطار؟

ـ اسأل فورنتسوف.

* هل تتوقعون قيام الأمين العام للجامعة العربية بزيارة بغداد قبل نهاية العام الجاري؟

ـ هذا أمر يقرره الأمين العام نفسه.

=