قطر: لا نملك منع إسرائيل من الحضور للدوحة وسنسمح بمظاهرات سلمية خلال مؤتمر التجارة

TT

أكد الشيخ حمد بن فيصل آل ثاني وكيل وزارة المالية والاقتصاد والتجارة القطري رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر الرابع لمنظمة التجارة العالمية المقرر عقده في الدوحة خلال الفترة من 9 إلى 13 نوفمبر (تشرين الثاني)، انه سيكون للمؤتمر مردود ايجابي اعلامي وسياحي واقتصادي على دولة قطر.

وفي رده على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول امكانية استفادة دولة قطر ودول مجلس التعاون من العضوية في منظمة التجارة العالمية بما لديها من صادرات للطاقة، في حين ان هناك دولاً عربية لا تملك مثل هذه الطاقة وليست لديها صناعات تستطيع المنافسة في السوق العالمية، قال الشيخ حمد بن فيصل: «بالفعل دول مجلس التعاون اقل تضرراً نظراً لما تملكه من ثروات تصدر للخارج، ولا توجد لدى دولنا حواجز حتى من قبل، وفتح الأسواق التي كانت مغلقة سيكون في صالح دول مجلس التعاون».

وحول امكانية مشاركة بعض الدول العربية والنامية أو غيرها في المنظمة العالمية قال الشيخ حمد بن فيصل في مؤتمر صحافي عقده امس «ان قطر ستسعى مع مصر لتأمين دخول ومشاركة هذه الدول في المنظمة العالمية للتجارة».

وفي رده على سؤال آخر لـ«الشرق الأوسط» حول الاضرار التي قد تصيب بعض الدول العربية وبعض الدول النامية، التي لا تزال ضعيفة اقتصادياً، خاصة في مجال الصادرات قال في رده «ان دخول مثل هذه الدول المنظمة سوف يساعدها على تطوير سلعها حتى تستطيع الدخول الى الدول الصناعية»، مشيراً الى ان الدول التي تريد الدخول في المنظمة تعرف مصالحها.

وحول مشاركة اسرائيل في المؤتمر، في نفس الوقت الذي تقوم فيه بقتل الفلسطينيين وهدم منازلهم، أكد المسؤول القطري مشاركتها لأن منع اسرائيل ليس من اختصاص قطر، موضحاً ان اسرائيل «حضرت مؤتمرات دولية في دول عربية، ومن شروط استضافة اية دولة لمؤتمر منظمة التجارة العالمية والمؤتمرات التي على هذا المستوى فإنها لا تتم إلا بحضور جميع الأعضاء بغض النظر عن الخلافات السياسية».

وحول حضور جميع الدول العربية والاسلامية قال «حسب علمي سوف تحضر جميع الدول الأعضاء ما عدا سورية وايران لأنهما غير عضوين في منظمة التجارة العالمية»، وحول السماح لدخول منظمات أو جماعات معارضة الى دولة قطر اثناء المؤتمر قال الشيخ حمد بن فيصل آل ثاني «ان قطر ملتزمة السماح بالمظاهرات ولكن شرط ان تكون مظاهرات سلمية وان تنال هذه الجماعات موافقة منظمة التجارة العالمية» موضحاً ان قطر على استعداد لقبول حضور من ينال موافقة المنظمة وفي ذات الوقت ستقوم بمساعدته في الاقامة.

وحول دعم قطر للقضية الفلسطينية أثناء هذا المؤتمر الدولي أكد الشيخ حمد بن فيصل موقف قطر الداعم والمساند للقضية الفلسطينية وقال «لا نريد ان نزايد وأنا لست معنياً او مختصاً بالأمور السياسية وأرجو ان تكون الأسئلة الموجهة إليّ تتعلق بالأمور الاقتصادية وأمور تتعلق بالمؤتمر بصفتي رئيس اللجنة المنظمة»، مؤكداً ان «مؤتمرات دولية عقدت في بلدان عربية حضرتها اسرائيل ولم نسمع أي عتاب بهذا الخصوص».

وحول قيام مؤتمر عربي مناهض لمؤتمر التجارة العالمي المقرر في الدوحة تساءل الشيخ حمد بن فيصل قائلاً «لماذا لم يقوموا بمؤتمر من هذا القبيل في الماضي وكنا سنكون من أوائل الدول التي سوف تساهم وتساعد لاقامة مثل هذا المؤتمر، ونحن سباقون لدعم وتشجيع مثل هذه المؤتمرات اذا كان لها مردود ايجابي على القضية الفلسطينية».

وحول إثارة أية حساسيات بين الدول العربية والاسلامية من عقد المؤتمر في الدوحة، خاصة ان قطر تترأس الآن منظمة المؤتمر الاسلامي، مما قد يضعها في موقف محرج، قال الشيخ حمد بن فيصل «سوف تؤخذ في الاعتبار أية تحفظات عربية او اسلامية».

وأكد ان قطر «دولة عربية ودولة اسلامية وهي ايضاً دولة في هذا العالم، وبالتالي يجب ان تستضيف مؤتمرات عالمية اقتصادية، وقطر اصبحت عضواً اقتصادياً فاعلاً في العالم خاصة ما تمتلكه من ثروة صناعية هائلة ولذلك لا بد ان تستضيف مثل هذه المؤتمرات ولا تستطيع ان تغيب عنها لأن هذه المؤتمرات الاقتصادية اذا لم تعقد في قطر فسوف تعقد في غيرها».

وحول جدول أعمال المؤتمر توقع رئيس اللجنة المنظمة انه في أواخر اغسطس (آب) وأوائل سبتمبر (ايلول) المقبلين سيكون قد وصل الى قطر بعد قبوله من جميع الأعضاء ومنظمة التجارة العالمية، مؤكداً أهمية مؤتمر الدوحة على المستوى العالمي، خاصة بعد فشل مؤتمر سياتل في إطلاق جولة جديدة.

وقال في مؤتمره الصحافي «ان أهمية المؤتمر تأتي في فترة يواجه فيها النظام التجاري العالمي ازمة مصداقية، خاصة من قبل الدول النامية التي تطالب بتنفيذ الاتفاقيات السابقة، خصوصاً بعد جولة اورجواي».

وأضاف «ان توجيه الدعوات الى المنظمات الدولية والدول الأعضاء والمراقبة لحضور المؤتمر هو من اختصاص امانة منظمة التجارة العالمية وليس من اختصاص اللجنة المنظمة او حكومة دولة قطر».

وتوقع ان توجه منظمة التجارة العالمية دعوات حضور المؤتمر الى اكثر من 170 دولة، منها 141 هي دول في المنظمة، وما يقارب 30 دولة أخرى منها اعضاء مراقبون يفاوضون الآن للحصول على العضوية.

وتوقع ايضاً ان يصل عدد المشاركين في المؤتمر الى حوالي 4500 مشارك بالاضافة الى حوالي 1000 صحافي، مما سوف ينعكس ايجاباً على الفنادق والسوق المحلية.

وشدد الشيخ حمد بن فيصل آل ثاني على ضرورة مشاركة المنظمات العربية والاسلامية في هذا المؤتمر بصفة مراقب، فيما أكد ان قطر تدعم طلب الجامعة العربية حضور هذا المؤتمر بصفة مراقب نظراً للدور الذي تلعبه الجامعة في تأمين التنسيق والتشاور بين الدول العربية في هذه الفترة بالذات، بالاضافة الى دعم قطر طلب صندوق النقد العربي والبنك الاسلامي للتنمية لحضور المؤتمر.